[x] اغلاق
شبه جزيرة عكا
27/4/2010 11:22

نظم كل من مركز "إعلام" ومؤسسة "الياطر" يوم أمس، الأحد، جولة للصحافيين العرب واليهود والأجانب إلى مدينة عكا. وتأت الجولة في سياق عمل مركز إعلام على طرح العديد من القضايا الفلسطينية الداخلية على أجندة وسائل الإعلام المختلفة مع إبراز للصوت الفلسطيني في الداخل والذي يغيّب في أحسن حالات التغطية في وسائل الإعلام الإسرائيلية والأجنبية.

وشارك الجولة العشرات من الصحافيين من مختلف وسائل الإعلام العربية المحلية والإسرائيلية والأجنبية ومنها: الجزيرة، كل العرب، الشمس، هأرتس، والاه، جالي تساهل، يسرائيل هيوم، المستقبل، مع الحدث، الجليل، جورزليم بوست، جورزليم ريبورت ومواقع أخرى عربية وأجنبية. 

حي بستان الرمل....رمل والواح اسبست وأفاعي

إنطلقت الجولة الساعة العاشرة والنصف صباحًا حيث زار المشاركون حي "بستان الرمل" (حي بربور) وإلتقوا بالسيد موسى أشقر من سكان الحي. وتحدث أشقر عن الحي الذي يقطنه ما يقارب 25 عائلة وعددهم 135 نفرًا، حيث أشار الى انعدام الخدمات التي من المفترض أن تقدمها البلدية مثل البنية التحتية وتعبيد الشوارع وبناء مركز طبي وحضانة للأطفال.

وأطلع أشقر المشاركين على الظروف التي يعيشها سكان الحي حيث بنيّت معظم البيوت من الواح الأسبست المسببة للسرطان، كما وقدّم شرحًا مفصلا عن المكاره البيئية المحيطة بسكان الحي بسبب إنعدام البنية التحتية والتي تكّون في النهاية مجمعات للأفاعي والحشرات الضارة.

وتحدثت إلى المشاركين أيضًا السيدة سائرة عباس، والد الطفل شعبان عباس، والذي توفي عندما كان في طريقه إلى مدرسته، حيث كان عليه أن يمر بطريق طويلة بمساعدة عربة حصان، إلا أنه وقع من العربة ولقي مصرعه على الفور. وناشدت الأم الثكلى الصحافيين العمل على مناصرة أهالي الحي عبر الضغط على المسؤولين ولربما يساعد الأمر في تغيير الواقع الذين يعيشونه منذ عشرات السنين.

سكان الحي فولفسون يؤكدون للصحافيين...التوتر في أوجه

وأستمر المشاركون في جولتهم إلى حي فولفسون، والذي يعتبر بأغلبيته من العرب، حيث إلتقوا بالسيد محمود فحيلي المسؤول عن المركز الجماهيري اليهودي العربي في الحي والذي أشار إلى أن التوتر في عكا في أوجه، وأن الأمور وبعد أحداث ليلة الغفران لم تعد كما كانت في السابق. وأوعز فحيلي هذا التغيير إلى وجود كنيس جديد في الحي اقامه مجموعة من المتطرفين وصلوا إلى عكا بهدف تهويدها. وذكر فحيلي أن هذه المجموعة تحمل السلاح وتتجوّل بشكل مستفز في شوارع عكا الأمر الذي يجعل اعادة أحداث ليلة الغفران فرضية محتملة.

وأكد سكان الحي الذين تجمهروا في الساحة على أقوال فحيلي والذي دعمه فيها ايضًا السيد لالاش أهرون وهو من سكان الحي القدامي والذي بدأ يلحظ التغيير مع وصول هذ المجموعة إلى عكا.

عكا القديمة ...هزمت نابليون ومصرة على الصمود

وصل المشاركون فيما بعد إلى البلدة القديمة والى خان العمدان، حيث قدّم لهم العكاوي، مدير مؤسسة الياطر، سامي هواري شرحًا مفصلا عن عملية التهويد التي تمر بها عكا مشددًا على قضية إستقدام رجال أعمال يهود للسكن في عكا بحيث يتم خلق إختلال في ميزان الوضع الإجتماعي والإقتصادي بين العرب واليهود مما يجعل مستوى المعيشة في البلدة القديمة يرتفع بسبب رجال الأعمال وبالتالي يتم تهجير العرب من البلدة القديمة.
هذا وتطرق هواري من خلال شرحه إلى عملية بيع خان العمدان وإشتراط اخلائه من سكانه العرب خلال 5 سنوات من مدة سريان العقد.

وتحدث هواري ايضًا عن تفشي الجريمة في عكا أمام صمت غير مبرر للشرطة وكأن هنالك نيتة مبيتة للشرطة زعزعة الأمن في البلد القديمة ليخرج الشباب منها إلى حيفا والقرى المجاورة.

خالد أسود...حالة صمود اهالي عكا

وزار المشاركون بيت السيد خالد اسود للإطلاع على قصة شخصية تلقي الضوء على حال الأغلبية، وأستعرض أسود امام المشاركين سوء الظروف التي يعيش بها هو وزوجته، مشيرًا على انه يسكن بيتًا يتبع الى شركة عميدار والتي ترفض أن تقوم بإصلاح البيت الذي يعاني من رطوبة شديدة أدت إلى إصابة أسود بنوبة قلبية.

وتحدث إلى المشاركين عن سياسة ترميم البيوت والتي تكلف مبالغ باهظة وفقًا لإعتبارات شركة عميدار والتي تطلب من الأهالي أخذ التصاريح قبل البدء بأي عملية ترميم لتقوم بتحديد الترميمات بنفسها وايضًا تعيين المقاولين لهذا الغرض مما يجعل عملية الترميم مكلفة جدًا ومستحيلة حيث يطلب المقاولون مبالغًا أكبر بعدة مرات من التسعيرة المعتمدة في السوق.

وقفة مع الثقافة والدين في عكا...

هذا والتقى المشاركون بالشيخ سمير عاصي، أمام مسجد الجزار، والذي قدّم للمشاركين شرحًا عن الأوضاع التي يمر بها العرب في عكا مشددًا على أن التمييز المحجف بحق العرب في عكا سيؤدي بالضرورة الى أحداث مشابهة لأحداث ليلة الغفران.

وشدد الشيخ عاصي من خلال حديثة مع المشاركين أن مخططات تهويد عكا قد فشلت هذا لأن عرب عكا تحولوا مع مر الأيام إلى معلم من معالم عكا ورمزًا لصمودها.

المحطة الأخيرة في الجولة كانت في مسرح اللاز حيث تحدث الصحافي والكاتب اياد برغوثي عن الثقافة في عكا وعن تاريخ عكا على مدى العصور مشددًا على أن عكا من المدن العثمانية المتبقية دون أن تهدم معالمها.

وأشار برغوثي في سياق حديثة الى المحاولات الإسرائيلية في تسويق عكا على أنها مدينة شعوب العالم مشددًا على أن عكا عثمانية إسلامية.

يشار إلى انه قام بمرافقة الجولة بالإضافة الى سامي هواري واياد برغوثي، علاء حمدان، ابن مدينة عكا والذي ساهم بشكل فعًال في إثراء المشاركين.