شجرة الزّيتون اّلتي اطفأت نور كرمي ووالدته مينا ابكت وادمعت عيون الاسرة الشّفاعمرية انحنت قامتها عرفاًنا 6/11/2024 11:24
شجرة الزّيتون اّلتي اطفأت نور كرمي ووالدته مينا ابكت وادمعت عيون الاسرة الشّفاعمرية انحنت قامتها عرفاًنا
بقلم - معين ابوعبيد شفاعمرو
شجرة الزّيتون المباركة، الّتي ترمز الى العطاء، التجدُّد والسّلام، وتبعث الطمأنينة والأمل، لم تستطع بأغصانها الغضّة المتراقصة ان تحضن كرمي الذي أحبّها ورعاها ووالدته مينا، اطفأت نورهما وخطفت احلامهما وآمالهما. خبر وقوع شظايا صاروخ مباشر في منطقة شفا عمرو، يوم الخميس الماضي، الذي أدى الى وقوع إصابات بليغة، ومن ثم التأكد ان من ضمن المصابين مينا حسّون 58 عامًا، وابنها كرمي 26 ربيعًا، ليتّضح فيما بعد انّهما فارقا الحياة. انتشر كانتشار النّار في الهشيم، عمّ الحزن والأسى، وحرقة الفراق بمدينة شفاعمرو بكافّة اطيافها، الّذين هرعوا الى مكان سقوط الصّاروخ القاتل، والمشاركة في هذا المصاب الجلل والتراجيدي. المنطقة التي سقط فيها الصّاروخ، شهدت أكثر من مرّة سقوط شظايا، اسفرت عن اضرار في الممتلكات واصابات طفيفة كونها منطقة مفتوحة. وعليه، أصدرت المؤسّسة الكبرى في شفاعمرو، وقيادة الجّبهة الدّاخلية بيانًا، حثّت من خلاله اهالي شفاعمرو والمنطقة، بتأجيل عمليّة قطف الزّيتون لضمان سلامتهم، بحيث لا تتوفر في هذه المناطق أماكن آمنة. في ساعة متأخرة من يوم الحادث، تم تشييع جثمانهما الى مثواهما الأخير، بمشاركة حشد كبير من شفا عمرو والقُرى المجاورة. وفي كلماتهم التأبينية خلال مراسيم التشيع ومئات المُعزّين اثنوا على دماثة اخلاق المأسوف على فقدانه كرمي، حبُّه للأرض وتمسّكه بشجرة الزيتون. ووالدته المعروفة بدماثة اخلاقها، تواضعها وعلاقاتها الحميمة مع الجّميع، ومشاركتهم في جميع المواقف، والتي عملت على مدار السّاعة لتوفير لقمة العيش الكريمة. كرم الزّيتون، وبالتّحديد تلك الشّجرة التي فشلت في حماية كرمي ووالدته، ستبقى منتصبة وجذورها متجذرة. كما عهدناك يا راحلنا الغالي ويا دينا جارتنا الوفيّة مثالا وقدوة يُحتذى بكما، وكلّما هبّت الريح تمايلت وتراقصت قامتها منحنية اجلالا وتقديرًا. نعم انّه القدر والاقدار كالسّهام، إذا انطلقت لا تصد، وإذا قرعت أجراس الرّحيل محال ان ترد كحال شجرة الزّيتون التي لم تفلح ى نعم، الموت لا يوجع الموتى، بل الاحياء وموتكما بحق وحقيقة اوجعنا، وهزّ مشاعرنا. لم ندفنكما في ظلمة القبر وترابه السّوداء، وانّما في قلوبنا ووجداننا الى ابد بعيد. للأسرة الكريمة فردًا فردًا، جميل الصّبر وحسن العزاء. نسأله تعالى ان تكون خاتمة احزانكم، وان تنتهي هذه الحرب المُدمّرة التي لا تصب في مصلحة أحد. |