في صالات الوصول في المطارات الدولية ترى مشهد أول عناق مثير بين زوجي المستقبل اللذين تعارفا عبر الإنترنت ووقعا في الحب عن طريق الفضاء الرقمي حيث يلتقيان للمرة الأولي في عالم الواقع.
وعندما تسير كافة الأمور بشكل جيد مع قصص الرومانسية عبر شبكات الإنترنت ويحسمان الأمر ويقررا العيش معا ¡ فإن الإنقلاب الحادث يكون هائلا: فلا يتعلق الأمر بمجرد مدن جديدة بل دولا جديدة ولغات جديدة وديانات جديدة وجوازات سفر جديدة.
وما يحدث بالنسبة للكبار ¡ يصير أيضا على الأطفال من الزيجات السابقة الذين ينتقلون أحيانا من قارة لأخرى ويتركون معظم ماضيهم ورائهم ويبتعدون عن أم سابقة أو أب سابق بفواصل زمنية كبيرة .
وفي أستراليا التي أبتليت بمشكلة بعد المسافة أكثر من البلاد الأخرى ¡ تنظر محاكم الطلاق عددا كبيرا من القضايا حيث يختلف الآباء حول القارات التي يجب أن يعيش فيها الأطفال.
وتابع الباحثون بجامعة سيدني 40 سيدة و40 رجلا أطرافا في 71 حالة تغيير مقر الإقامة على مدى السنوات الأربع الماضية. وتوصلوا إلى أن الزواج عبر الإنترنت جعل هناك مسافة متوسطها 1646 كيلومترا بين الأطفال والأب الذي تركهم بعد فشل الزواج.
وفي الدراسة التي نشرت في مجلة فاميلى لو الفصلية الأمريكية بلغت تكلفة الإبقاء على الإتصال مع الأطفال في بعض الأحيان 15 ألف دولار أسترالي "13800 دولار أمريكي" سنويا.
وهذا رغم أن تكلفة الدخول في علاقة جديدة لا يكلف سوى سنتات قليلة.
وحسبما كتب الباحثون باتريك باركينسون وجودي كاشمور وجودي سينجل في مقالهم :" إن خدمات التعارف القائمة على الإنترنت قد زادت بشكل مثير فرص الآباء المنفصلين لمقابلة أناس جدد ويدعم تلك الإتصالات رخص سعر أساليب الإتصال مثل البريد الإلكتروني والإنترنت وبرامج الدردشة وإتصالات الهاتف أو الفيديو عبر شبكة الإنترنت".
وفي أستراليا فإن محكمة الأسرة هي الحكم في تحديد المكان الذي يعيش فيه الأطفال المنفصل آباؤهم لوجود قانون يحكم بشأن مسائل الحضانة وحقوق الإتصال بالأبناء. وعادة تكون الأم هي التي ترغب في الإنتقال وفي الغالب تقرر المحكمة ما إذا كان يمكنها ذلك من عدمه.
وتسير الأمور بسلاسة عندما يكون من المحتمل أن يعيش الشريك الجديد في الشارع التالي أو البلدة التالية حيث يمكن للأطفال أن يبقوا في مدارسهم وتكون زيارة الرؤية تعني وصول سيارة جديدة عند بوابة المدرسة بعد ظهيرة يوم الجمعة