[x] اغلاق
على رسلكم أيها المرشحون
26/11/2010 10:08
عجبت لأولئك الذين يتنافسون على كرسي رئاسة سلطة محلية عربية. عجبت لهم ومنهم، فانهم يحاربون على أمر خاسر، ويتصارعون على كرسي مهتريء ويتعاركون على منصب فارغ من مضمونه. رأيتهم بالأمس القريب يخوضون المعارك والحروب في سبيل الفوز بالرئاسة في مجد الكروم والبعنة ودير الأسد وكذلك في دالية الكرمل وعسفيا والمغار وغيرها، واليوم نراهم يعودون على هذا في قرية عبلين.
وفي كل مرة نسمع الوعود والتصريحات ببناء مستقبل مشرق وبناء الانسان. وبعد شهور قليلة يطلع علينا الرؤساء بتصريحات خجولة أن الصندوق خال والميزانيات شحيحة، ويبدأون بالهجوم على الحكومة التي تميز ضد العرب وتحرمهم من الميزانيات وتعطل مشاريعهم.
بربكم هل أنتم مقتنعون بهذا الكلام حتى تقنعونا به؟ ألم تعرفوا بسياسة التمييز من قبل، قبل أن تترشحوا وتفوزوا بالمنصب، فلماذا رضيتم بخداع المواطنين وبيعهم الوعود الوهمية؟ ألم تساهموا بذلك في خداع المواطنين أبناء بلدتكم، فعن أي بناء للانسان تتحدثون وهل سيكون الانسان على شاكلتكم؟ فالأفضل ألا تبنوا ودعوا المواطن يبني نفسه بنفسه. وما دمتم تعرفون حال مجالسنا، فلماذا تخوضون المعارك والصراعات، وتبنون الكراهية والعداوة على أمر حقير لا يسوى قطرة دم لأي مواطن من الصغير حتى الكبير. لماذا تلعبون بمشاعر ومصائر المواطنين، ما ذنبهم حتى يصدقوا ويخدعوا بأقوالكم وكلامكم الذي لا رصيد له؟
كيف تبنون الانسان العصري والمستقبل المشرف في بلداتكم وانتم تطبقون مبدأ "الأقربون أولى بالمعروف" والقريب من الصحن ينال الخيرات كلها، فتكون التعيينات والوظائف من نصيب المقربين والأقرباء، فهذا ابن العيلة وذاك ابن الحمولة وتلك بنت العشيرة وزميلتها ابنة القبيلة!
واذا كنتم لا تستطيعون التحرك أو صرف أي شيك دون موافقة المحاسب المرافق، أو لا يمكنكم تنفيذ أي مشروع دون التوسل لدى موظفي مكتب الوزير، فلماذا تتصارعون وتتقاتلون على منصب لا قيمة له والجاه فيه كذب وسراب. واذا كنتم لا تمتلكون الصلاحيات، فماذا يبقيكم على كرسي جلدي بارد لا يحميكم من نار الانتقاد ولا يقيكم من رياح الهجوم؟
وبعدما تنسون المواطن تعودون اليه لينقذكم ويدعمكم، فهل يمكن خداع المؤمن من الجحر مرتين؟