حال انتشار نبأ الحادث المأساوي، والذي أودى بحياة الزوجين نايف وريما كيوف، وابنتهم كارين، والذي وقع كالصاعقة على سكان الكرمل والمنطقة، ورغم حجم المأساة الإنسانية تسارعت وللأسف بعض وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة لتفسر، تحلل وتستنتج...؟! مؤكدة أن ما حدث لم يكن حادثًا...!!
والرسالة التي أود أن أوجهها إلى هذا النوع من الصحافة الصفراء، أي صحافة الإثارة والفضائح رفقا بمثل هذا الموقف الحساس.
أنا شخصيًا احترم حرية التعبير، دور الصحافة والصحافيين شرط أن لا تتجاوز المنطق والخطوط الحمراء، وخاصّة في مثل هذا الظرف، وأتساءل أين دور الضمير ومراعاة شعور الآخرين والإنصاف.
إن ما دفعني أن انتقد ليس لمجرد النقد، إنما النقد البناء القائم على الحوار الهادئ الشفاف، هادفًا خدمة، مصلحة ورفعة المجتمع، بل ولوعة وحصره على ما حلّ بهذه العائلة الضحيّة المسكينة مستنكرا بشدة دور بعض وسائل الإعلام التي زادت الطين بلّة، ورشت الملح على الجرح، وأظهرت الجوانب السلبيّة رغم أنها بعيدة كل البعد عن الواقع ولا أساس لها من الصحّة.
 أن الصحافة، وكما هو معروف أمانة ملقاة على عاتق كل صحفي، فعلينا تحديد أبعاد الحريّة، الإعلامية وان تتوفر المصداقية لتصبح أداة توجيه مبنيّة على أهداف وقيم عُليا.