زايد خنيفس
انطوى عام وفتحت السماء مصراعيها على عام جديد وانطوت معه قصص كثيرة ومشاهد قد لا يسدل ستارها في تلك السرعة، لان الأيام ومهما كان رحيلها سريعًا من سنوات عمرنا فان الستار بألوانه السوداء أحيانا والحمراء أحيانا أخرى قد تبقي الممثلين على خشبة المسرح وما الحياة إلا مشهد لمسرحية تبقى فصولها ولا تنتهي..
قبل ساعات من انطواء العام ودخولنا عام جديد يشد البعض نفسه بل يتسابق البعض الأخر  للجلوس مقابل التلفاز يتنقلون، وقبل ان تشير الساعة إلى الثانيةَ عشرة ليلا لنبدأ مع سنة جديدة ..من شاشة إلى أخرى وعبر المحطات الفضائية العربية والتي والحمد لله على نعمته وقد أصبح عددها  يتجاوز عدد جامعاتنا وقد تزينت قاعة البث المباشر في كل الألوان والاضواء، ولم تنس بل ولم ينس المذيع والمذيعة أن يتزينا بأجمل الملابس عند استضافتهما "أنبياء العصر" ميشيل حايك "ونبيّة" الأناقة ماغي فرح والتي لم تنس قبل دخولها الأستوديو المزركش إجراء عمليات التجميل الواضحة في مسافات وجهها لتثبت للمشاهدين بان طي سنة من الزمان لا يعني طي سنة من عمرها...
الأبراج على أسمائها وأنواعها وأشكالها وأجناسها تسخر من ضحاياها وتنبؤات ميشيل حايك وماغي فرح في عصر أنبياء النفاق لا غرابةً بأوراقهم التي يقرأونها  من صفحاتهم ويشدون ضعاف النفوس والايمان في مساحات شاشات التلفاز، وعند قراءة الابراج والوقوف في محطاته لترى الوجوه الشاحبة حينًا والابتسامة العريضة عندما يكون الخبر اليقين خارجًا من بين شفتي "المبشرة" والتي لم تنس ترسيم وترميم شفتيها بكل  الألوان. وكأن الأقمار والكواكب والشمس لا تعرف مسارها الا باذن انبياء النفاق، ولا يعرف البشر مصيرهم ومستقبلهم الا بأذن هؤلاء .
يولد الانسان وسيرته محفوظة في سر خالقه ونأتي إلى الدنيا ليس صدفة بل قدرا محتوما و المسافة بين الكواكب معروفة نظم دورتها ونظم مسارها، قدرة بل قوة اسمها الله وترتيب الجمل في الأبراج المختلفة في محاولة لدغدغة ضعيف لا يعرف بان هناك في الأعالي قدرة واحدة تختار لنا الطريق وما نحن الأ بشر نسير في هذا السبيل.
زرقة النهر ولون السماء وطائر يعرف طعامه وسط البحر الهائج وسمكة ملونة ترحل من محيط إلى محيط لتلد مولودها، وهجرة العصافير من بلاد إلى بلاد وقمح يعرف لون السنابل ليطعم طفلا فقيرا وغيمة تعرف مطرها وتعرف سقوطها في السهول لتطعم شعوب العالم وتعرف رائحة الخبز ورائحة الشمس صورٌ ومشاهد وقدرة الله في كل مشهد.
كذب المنجمون ولم يصدقوا، وميشيل حايك وان في عينيه خبث الشياطين وماغي فرح وفي عينيها عدسات مزيفة لا تعرف ألوانها، فارفع راية الله ولا تلتفت إلى شاشات النفاق بكل مساحاتها الملونة وسلم لقدرك المحتوم ولا تلتفت لأنبياء العصر المزيفين وانظر من نافذتك إلى عالم كبير وارسم كلمة الله بقلبك وروحك وخذه وشاحًا يغطي قلبك.