[x] اغلاق
الفساد الإداري وسيول الأمطار تحول جدة عروس البحر الأحمر إلى كابوس
27/1/2011 10:37
لم يحمل مطلع عام 2011 بعد للشرق الأوسط أي بصيص نور وسط الظلمة التي يعيشها لبنان ومصر وتونس وفلسطين وباقي دول العالم العربي، وللأسف فإن كانت الحروب والثورات والانقلابات السياسية هي ما تهز بعض دول الشرق الأوسط وتفقدها رونقها، إلا ان الفساد الإداري واستغلال النفوذ هو ما يهز كل الدول. ونحن وبالرغم من أننا موقعاً فنياً بالدرجة الأولى إلا اننا موقعاً إنسانياً بامتياز لذلك لا يمكننا غض النظر عن بعض ما يمكن أن نقول عنه فتك بالشعوب العربية وأمنهم و أمانهم.

فبعد أن غدرت السياسة بلبنان ومصر وتونس وفلسطين، تغدر الطبيعة اليوم بالسعودية، إلا أن الغدر لم يأتيها مباغتاً ولم يفاجئها بل كان متوقعاً وهو ما جعل المصيبة أعظم.

جدة عروس المملكة العربية السعودية والبحر الأحمر، تحولت اليوم إلى كابوس يتمنى أهلها الاستيقاظ منه، جدة التي لاقى شبابها وأطفالها وأهلها منذ أكثر منعام مصرعهم في سيول الأمطار وذلك بسبب الفساد الإداري الذي جعل الكثير من المسؤولين يفقدوا مناصبهم ونفقد نحن الأمل بإيجاد حل للمشكلة تغرق اليوم أيضاً بسبب الفساد الإداري نفسه.

فمن مسؤول غير جدير بمنصبه إلى آخر، والسعوديون وحدهم الذين يدفعون الثمن ويلقون مصيراً أسوداً أمام غدر الطبيعة التي هزمت مدينة "جدة" وقتلت أهلها و دمرت ممتلكاتهم.

الدفاع المدني أعلن حالة الطوارئ والكثير من الضحايا غرقوا في مياه الأمطار التي هي أساساً نعمة من الله حولها الفاسدين إلى نقمة فتكت بالناس وشردتهم في الشوارع.

وها هي القنوات الفضائية ترصد ارتفاع منسوب الماء الذي وصل لأعلى درجاته، وها هي تحذر الناس من عدم الاطمئنان للطبيعة والبقاء في بيوتهم، وها هم الأهالي في انتظار عودة أبنائهم الذي على ما يبدو غرقوا في سياراتهم على الطرقات المقطوعة، وها هم آخرين محتجزين داخل المدارس والجامعات ما زالوا بانتظار الفرج.