[x] اغلاق
لا تعــدّوا العــشرة...
23/3/2011 14:38

 

أنّ أزمات الثقة تتولّد بين الناس حينما يحس البعض بعدم اكتراث الآخر بكل ما يجري على الساحة بين طرفي النزاع. وحينما قامت المطرانية بالأعمال الأخيرة أزاء الأزمة وطريقة حلها بين المعلمين من جهة ولجنة الأولياء من جهة أخرى ومن الطرف الآخر ألمطرانية ومكانها  الاستعلائي والغير مبدئي من الأطراف تبين جلياً بل وواضحا للعيان  أن الأمور ستتأزم أكثر وتسير في المسار الغير صحيح طبعاً. وما انذرنا منه وعنه بات واقعاً مريراً يتناوله القاصي والداني من أهل البلدة وخارجها وأصبحت الأمور تسير في مناح عدة خارج البلدة أيضاً والكل يتساءل ما معنى هذا التغاضي وهل المطرانية صاحبة حق في معالجتها للأمور أم أنّها تريد حرق "الأخضر واليابس" كما يقول البعض؟

الصمت المدوّي من المطرانية على كل ما يجري وجرى حتى الآن هو المزعج والملفت للانتباه أكثر من أي شيء آخر لا بل وأكثر من ذلك, ماذا تبتغي المطرانية من تصرفها مع أهالي شفاعمرو؟ وهل يجب أن نستسلم أمام هذا الواقع المرّ الذي نعيش؟ أم علينا ألاّ نعد العشرة ونبدأ بالالتحام حول القضايا الملحة والعالقة نحن جميعاً في شفاعمرو وخارجها لنتصدى لكل شيء مؤذ ومن شأنه أن يؤدي الى التهلكة الاجتماعية والثقافية والتربوية في النهاية.

التعنّت والاختباء وراء هذه "الهالة" لن يفيد سيادة المطران وربما يفيده بشكل مؤقت فقط بل للأمد البعيد سوف ينزل على "رأس" المطرانية كالصاعقة وحينها لن يجدي الاعتذار ولا تنفع الأعذار لأن من قام, ببداية الطريق, بالمطالبة بالشفافية "وتصحيح الأخطاء الماضية" يعالج الأمور اليوم ليس بنفس الطريقة بل أسوأ من ذالك وهذا الأمر خطير جداً على مستقبل هذا الكيان ككل وهذه المؤسسة التي دفعتني أكثر وأكثر أن احذّر من مظاهر الفساد الحالية ليتسنى للناس معرفة الحقيقة لان الحقيقة هي مرّة ولو لمرة واحدة.

فنحن نطالب, وطالبنا في الماضي من المطرانية والعاملين فيها كشفاً لكل المؤسسات منذ تولي المطران شقّور لها ومن حق أي واحد منا أن يتبين الحقيقة عن قرب وهذا ما يفعله راعي الطائفة في شفاعمرو كل ستة أشهر عن مدخولات ومصروفات أبرشيته, فما الفرق بين الراعي في شفاعمرو ومطران الطائفة؟

فما المانع أن يعرض لنا سيادته عن كشف لحساب الكلية في اعبلين؟ وما المانع أن يكشف عن مدخولات المدرسة الأسقفية في شفاعمرو وأين تصرف الميزانيات التابعة لها ولغيرها من مؤسسات لان "الحكي مش مثل الشوف". فمن من منطلق المسؤولية الحقّة نطالب نحن فئة تتنظم حول العديد من القضايا التي تخص, المطرانية وتعمل على كشف الحقيقة والالتفاف حول هذه المطالب, نطالب سيادة المطران بالكف عن ملاحقة مدارسنا وأولادنا من ناحية ومن ناحية أخرى نطالب بالكشف عن حسابات كلية اعبلين وضمن أي أبواب ميزانية تدخل ولأي جيوب مسؤولين تروح هذه الميزانيات كونها مؤسسات تتبع ضمن المطرانية والاّ فلا حق لنا في السؤال ألبته.

ومن أهالي شفاعمرو من يتساءل اليوم كيف تمت صفقة ألايجار والاستئجار بين بنك مركنتيل على ارض وقفية وبين المطران. مع العلم أن لا احد يعلم بتفاصيل هذه الصفقة التي احيطت بتعتيم كبير, وحتى يومنا هذا يقولون أن هذه الاتفاقية ابرمت في عتمة الليل دون ترو ودون فحص أو  تدقيق الأمر الذي سيلحق بالأذى بالوقف الشفاعمري.

فمن منطلق الحفاظ على "مال شفاعمرو لشفاعمرو" نطالب أن  لا تمس المطرانية بالأملاك الوقفية والعقارات التابعة لشفاعمرو وان تتألف لجنة خاصة لهذه الأوقاف من المجلس الرعوي الذي يرأسه السيد سهيل نموره من شأنه أن يؤدي تقريرا مفصلاً عن المدخولات الوقفية لأن هذه الأراضي تابعة لآباءنا وأجدادنا ولا دخل لأي احد فيها من أي جهة كانت وخاصة المطرانية لان هذه ألمدخولات تابعة لشفاعمرو وليس لغيرها مع العلم أن هذا الموقع هو من أهم المواقع استراتيجية في شفاعمرو وبرأيي مجرد بناء بناية واحدة تابعة للبنك  هي من الأخطاء الكبيرة التي نوعزها للمطران والمطرانية دون سواهما, ومن حقنا مطالبته بتقديم "الحساب" لأهلنا في شفاعمرو جراء هذا الخطأ التاريخي بحق الأرض الوقفية التي كان من الممكن البناء عليها مجمعاً تجارياً عملاقاً يعود بالفائدة على كل الأهل في شفاعمرو أو صرحاً ثقافياً يشمل مكتبة عامة ام مركزاً ثقافياً اقليمياً ولا أن نتقوقع داخل عمارة صغيرة تعود بفائدة صغيرة جداً على الوقف الشفاعمري, فهذا التصرف الفرداني مرفوض البته وعلينا ايقاف هذه المهزلة حالاً وسريعاً.

فعليه, نناشد جميع الأهالي في شفاعمرو أن ينضمّوا الى هذه القافلة التي تبحث عن أسس الحقيقة وتواجه المطرانية بكل ما هو "غير قانوني" من دفع رسوم تسجيل وأقساط مدرسية وتصرف فردي بالأراضي الوقفية وان كانت فأين تصرف هذه الأموال وكيف وعلى ماذا! هذا حقنا المقدس ولن نكفّ عن المطالبة به, فلا تعدّوا العشرة!