[x] اغلاق
إضراب يوم الأرض كرافعة في التصدي للعنصرية الفاشية
25/3/2011 16:50

إضراب "يوم الأرض" كرافعة في التصدي للعنصرية الفاشية

زياد شليوط

 

تواصل الكنيست الاسرائيلية الحالية، سن القوانين العنصرية ضد العرب خاصة، تحت ذريعة حماية الطابع اليهودي للدولة، وقد باتت الكنيست الحالية تعرف بأنها الأسوأ في تاريخ البرلمان الاسرائيلي وأكثرها عنصرية ويمينية تحد الفاشية.

وفي ظل تصاعد قوة اليمين الفاشي وانتشاره وسيطرته على الرأي العام اليهودي، نرى اليسار يزداد انكماشا وضمورا بشكل لم يسبق له مثيل رغم المحاولات التي نسمع عنها من اقامة جسم يساري جديد يجمع الفلقات اليسارية المتعددة والضعيفة بطبيعة الحال. وهذه الظاهرة السياسية السرطانية في الكنيست، باتت تقلق من تعز عليه قيم الديمقراطية من أوساط اليسار الصهيوني، حيث أنشأت صحيفة "هارتس" افتتاحية يوم الثلاثاء الماضي تعبر فيها عن قلقها من سن القوانين العنصرية في الكنيست، حيث أقرت الكنيست في اليوم ذاته ثلاثة قوانين كهذه، الأول يتعلق بالنكبة ومنع احياء ذكراها ومن يفعل ذلك يعرض نفسه لطائلة القانون الجديد وعقوباته، والثاني في حق السكن في المجمعات السكنية الجماهيرية وحرمان العرب منها والثالث "قانون الغاء المواطنة". ورأت الصحيفة في القانون الأول قانونا لمنع حرية التعبير، وفي الثاني أنه يرفس أساس المساواة حيث يقلص امكانيات السكن للعرب، والثالث خطرا يهدد العلاقات مع العرب ويمكن أن يؤدي لتصعيد الصراع بين العرب والدولة.

وسبق أن أعلن رئيس كتلة "ميرتس" في الكنيست، حاييم أورون في لقائه مع صحيفة "هآرتس" عشية استقالته من الكنيست في عدد الجمعة الماضي " ليبرمان يخيفني. يخيفني ما أراه، ويخيفني أكثر ما لا أراه. انه (أي ليبرمان) يقود خطوات اتجاهها فاشية مخططة." وضرب أورون مثلا على القانون الأخير (قبل اجراء المقابلة) نزع مخصصات التقاعد عن عضو الكنيست السابق د. عزمي بشارة فقط لأنه عربي، وأشار الى قانون نزع المواطنة عمن كان مشتركا في عمل "إرهابي" الذي أقر نهائيا وسط هذا الأسبوع وأضاف "من قتل أربعة أبنائه أو من قتل رئيس الحكومة لا تنزع مواطنته، انما ممن أدين بعمل ارهابي. هذا سلم قيم مشوه." وهذا يشكل سيرا نحو نظام فاشي بشكل بطيء كما قال أورون. ومن نافل القول أنه دعا الى اطلاق سراح المناضل والقائد الفلسطيني مروان البرغوثي من الأسر الاسرائيلي.

 

 

وأمام هذا الواقع الأليم أقرت لجنة المتابعة العليا الاضراب العام في ذكرى "يوم الأرض" الخامس والثلاثين، يوم الأربعاء القادم. لكن ماذا فعلت لجنة المتابعة ومركباتها من أجل انجاح الاضراب في صفوف الجماهير العربية؟ هل قامت بواجبها ودورها في تعميم القرار ونشره بين الجماهير أم اكتفت بالنشر في الصحف والمواقع بيانات سرعان يأتي ما يمحو أثرها في اليوم التالي؟ أين الاجتماعات الجماهيرية التحضيرية، وأين الندوات واللقاءات لتعبئة الجماهير، وأين حملات الشرح والتوعية واطلاع المواطنين على القوانين العنصرية الخطيرة والتي تهدد بقاءهم في وطنهم، ماذا عن حشد الجماهير والتصدي لحملات التشكيك والطعن؟ صحيح أن قرار الاضراب لم يعد يأخذ أبعاده السابقة من حيث الزخم والوقع الجماهيري، لكن لماذا تتقاعس الهيئة المخولة عن واجبها في منح هذا الحدث حجمه وقوته؟ هل تظن لجنة المتابعة أن الجماهير العربية جاهزة لتنفيذ أي قرار بمجرد الاعلان عنه، أم أنها تتعامل مع الجماهير كما يتعامل المخترع مع الرجل الآلي؟

لدي شعور أن لجنة المتابعة التي اتخذت قرار الاضراب، بتوصية من اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية، وبدفع من بعض الأحزاب لم تدرس القرار جيدا وأراحت نفسها عناء النقاش والبحث، وكالعادة أبقت مسؤولية انجاح الاضراب على عاتق الأحزاب. ورغم مآخذنا على قرار الاضراب، ورغم انتقاداتنا إلا أن الواجب الوطني والكياني، والتحديات الوجودية تحتم علينا المشاركة في الاضراب والمسيرات المركزية في "يوم الأرض"، لكي نعزز وجودنا على أرضنا باحترام وكرامة وأصالة.

(شفاعمرو/ الجليل)