[x] اغلاق
الخطوة الأولى إلى المستقبل المرجو ...!!
1/4/2011 10:19

 

في الواقع نحن في فترة من الزمن لا تحتمل إطلاق الشعارات الصوتية منها والمكتوبة إنشائيا ويا لكثرتها !!
ففي ظل ما هو حاصل من اعمال إحتجاجية في مختلف البلدان العربية وليس الدول وهذا ما يجب التأكيد عليه؟
واذا تحايلنا على التسميات ولم ندخل في دوامة كيف ومن اين ومتى كانت الإنطلاقة لمجمل هذه الاحتجاجات ؟؟
نجد انفسنا امام  ازمة جدية وحقيقية لم يواجهها العرب (أنظمة وشعوب ) ابدا في العصر الحديث . وهذا ليس بالامر الهين وعليه لا يكمن الحل بأسقاط رئيس هناك او نظام هنا مع عدم التقليل طبعا من الانجاز المرحلي في كلتا الحالتين !! ولكن وعلى ما يبدو لا يستوي الامر عند هذا الحد   ...
إنها نقطة تحوّل لا بد أن تعيدنا الى البدايات ، حيث قيام أو أنشاء معظم البلدان العربية في منتصف القرن الماضي  ،ولكل حيثياتها فبعضها نتيجة ثورات وحروب واخرى بسبب بعض الإحتجاجات والقسم الأكبر نتيجة اتفاقيات تمت مع المحتل (ألأنتداب )حينها ، وعلى ما يبدو معظمها تم على عجل، وبالتالي ومع عدم تجاهل الأسباب الكثيرة الاخرى التي كانت بمثابة  معيقات وتحدي امام هذه البلدان حديثة النشأة . الا انه وهذا ما يبدو جليا الان ان معظم هذه البلدان لم تكن ذات معالم محددة في التوجه والرؤيا ، وبهذا لم تقم هنالك دولة مدنية حديثة تحمي نظامها وشعبها عبر المؤسسات الرسمية والمدنية منها على تعددها  والتي تكفلها  "الديمقراطية " ! ديمقراطية النظام والأهم ديمقراطية المواطن .....
من هنا وفي ظل عدم بناء الدولة على يد حكامها  بداية من البنى التحتية على أصغرها وصولا الى المؤسسات التربوية ، الصحية ، الإقتصلدية  و... (إن بعض القوانين في العديد من الدول العربية تعود الى فترات الأحتلال المبكرة ) !! ؟ لم يتبقى امام الأنظمة الممسكة بهذه  البلدان  من عمل يقومون به سوى صراع البقاء، بمعنى الأستمرار بأمساك السلطة بكل ثمن !. من هذه المعطيات وبغياب أية إمكانية للتغير بالأساليب المتبعة ديمقراطيا (الانتخابات الحرة وتداول السلطة.... ) لم يتبقى أمام من يبغى ويطالب بالتغيير والإصلاح سوى الشارع، وهذا ما رأيناه فعلا على مدار الأشهر الثلاثة الماضية وما زالت الأحداث مستمرة ....
إن كان ما ذكر أعلاه صحيحا وواقعا ؟، يعني أننا أمام لحظة تغيير حقيقية !! ولكي لا تعود تجربة الماضي بأخفاقاتها في تحديد معالم الدولة المتوخى تجديدها الان ولتكون عملية التغيير فعلية وجوهرية تؤدي بالأخير الي بناء الدولة الحديثة بكل مل يترتب على ذالك لكي تكون قادرة على صيانة أمنها وامن شعبها وحريته وتطلعاته ؟؟ هنالك اعباء  وتحدي ليس فقط امام السلطة (وان كانت مؤقتة) انما هناك واجبات وتضحيات منوطة بالمواطن وعلى الشعب (الذي ما زال في مرحلة التكوين، وهذا ما يجب أن نعترف به !!؟) ان يقبل التحدي والتغيير ان كان جادا في مطلبه، في حين كان الهدف في  خمسينات القرن الماضي طرد الأحتلال الأجنبي والتخلص منه وكفا ! أصبح الآن بحاجة الى مجهود مضاعف من أجل تغيير النظام (احتلال فكري ..) وبناء الدولة المرجوة المرتكزة على المواطن الحر المجرد من كل موروثات الأحتلال بكافة اشكاله وأنواعه ...
لا ينبغي القول هنا سوى أن القضية شائكة ومركبة وجميعنا يعرف التركيبة المجتمعية (قبائل، عشائر، طوائف، مذاهب و ...) لشعوب هذه المنطقة! وما  يترتب على ذالك الحذر وثم الحذر، والتروي في إطلاق التسميات وعدم المبالغة في التوقعات لأننا ما زلنا بعيدين عن الخطوة الأولى في الإتجاه الصحيح !! وبما اننا لا نحتمل المزيد من الصدمات والنكسات وبالذات لأنها لحظة تاريخية قليل من التروي لا يضر.
 
بن ثابت صليبا