[x] اغلاق
المطران ....الموعود
1/4/2011 10:32

 

المطران ....الموعود

تهامة نجار  

 فوجئنا نحن أهل شفاعمرو هذا الأسبوع بانتقال أم شاربل سامية بحوث والدة الأب أندراوس كاهن الرعية الغيور الى جوار ربها بعد مرض عضال عانت منه في السنة الأخيرة.  وبالرغم من مرض والدته وانشغاله كثيرا في خدمتها، لم يُقصِّر الأب اندراوس بعمله الرعوي وقام بجميع  واجباته تجاه  رعيتيه في شفاعمرو وعكا، باذلا قصارى جهده خدمة النفوس وأتمام المشاريع الأنشائية الجبارة خدمة للرعية والكنيسة . وكل ذلك مع قيامه بواجبه البنوي تجاه والدته الحبيبة والسهر على راحتها وخاصة في ألأسبوعين المنصرمين. وذلك من دون أن يعلم أحد أن والدته طريحة الفراش وتقضي أيامها الأخيرة في المستشفى محاطة بدفء أفراد عائلتها المحبة

 

إلتقيت الاب اندراوس بحوث، هذا الأسبوع اثناء مواساته برحيل والدته طيبة الذكر، وقد انتابتني نفس مشاعر الحزن والاسى عند فقدان والدتي رحمها الله وانصهرت حينها في حزنه وكم تمنيت لشخصه حسن العزاء تقديرا لتضحياته السامية لاتمام واجباته الرعويه اثناء انشغاله بالعناية الفائقة بـ "اعز الناس" حين كانت ترقد على فراش المرض تصارع الموت.

    وكان الحدث في اعقاب اسابيع من النشر عن المؤسسة التي يرعاها ورغبة في ترسيخ قيمة عمله الجبار بين المؤمنين، وتأكيدا ان الكمال لله وحده وان هناك مساحة كبيرة للمزيد من العمل والتغيير، وبدا قلبه حينها مفعما بالايمان المسيحي راضيا بحكم ربه ومشحونا بعزيمة التضحية والعطاء التي تميزه وتعظم شأنه بين الخليقة جمعاء.

وهناك حانت لي فرصة معاينة عمله الجبار في ترميم صرح ديني عظيم، في مدينة عكا، هو دار المطرانية وكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك ، حيث كانت كرسي المغفور له طيب الذكر البطريرك الشفاعمري الأصيل إكليمانضوس بحوث وقد كانت في حالة تآكل وانحلال منذ عشرات السنين وطافت بي المشاعر والافكار برهة متعمقا في عظمة انجازات الراعي بحوث الموقر، وعمق المسؤولية الملقاة على كاهله بين رعيتين من "اشرس "الرعايا "واعنفها" شغفا بالعمل ومرتعا للخلاف.

لقد تقبل الاب بحوث الانتقاد البناء برحابة صدر بالرغم انه لم يرق له الاسلوب، وان كان يفضل عليه الحوار الشخصي، وحيث ان الاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية، وان النزاهة الصحفية تحتم علينا عرض وجهة نظرنا. غير أنه  لا يختلف اثنان ان الكاهن إندراوس بحوث حقق نقلة نوعية فريدة في قيادة المؤسسة الدينية المحلية منذ ان تولى رعاية الكنيسة المحلية ، نحو انجازات غير مسبوقة رفعت من شأنها وعززت انتماء الفرد وثقته بكنيسته وراعيها، فقد استطاع خلال فترة قصيرة توفير مصادر مالية محلية شهرية، انجز من خلالها مشروع القاعة "العالق" منذ سنوات، كما وانجز ترميما تاريخيا للكنيسة المحلية، اعاد لها رونقها وبهاءها وبث الروح في بنيانها الشامخ وفي نفوس المؤمنين. أما عن عمله الرعوي فحدث ولا حرج.

كما ان انجاز بناء المجلس الرعوي بروح الشفافية والديمقراطية وتوزيع العمل على لجان فرعية، يعتبر قمة الرقي في العمل الجماعي لمصلحة الكنيسة والرعية.

عظيم هذا البطن الذي حمل هذا الابن-الراعي وسير دربه نحو خلاص المسكونة في خدمة جليلة تحمل مكنونات تضحية عظيمة لا تقدر بثمن فرحمها الله واسكنها فسيح جنانه  ومحظوظة هي مدينتي شفاعمرو التي حظيت براع مثالي كلي الوقار والاحترام .

ان انهماك راعي الكنيسة الكاثوليكية بالعمل والانجازات، قد يسلب منه وقتا ثمينا في التعمق في التفكير بطموحاته الشخصية التي يصبو كل فرد منا لتحقيقها وقد يتعثر احيانا لان من يعمل يخطأ، ولكني على ثقة ان اعمال الاب بحوث وانجازاته وعزيمته الجبارة، كفيلة وحدها بان تنصبه مستقبلا خير راع لخير ابرشية، لتنعم الرعية أخيرا بهداة بال من خلال رأب الصدع وتعزيز الثقة المتبادلة.

فهنيئا مطران المستقبل هنيئا مطران الامل...