[x] اغلاق
تزايد حالات ترقيع غشاء البكارة بالجزائر
25/7/2011 11:10


تظهر تقارير صحفية انه قد بلغ شكاوي الأزواج المطالبين بالطلاق، بسبب الكذب بشأن عذرية الزوجة، أرقاما قياسية في السنوات الأخيرة، وتزايد حجم هذه القضايا في المحاكم الجزائرية. وبناء على عشرات الشكاوي، باشرت وحدات الأمن، تحريّات مكثفة، وتحقيقات معمقة، بمختلف العيّادات، وفي أصل ومصدر العشرات من شهادات إثبات العذرية، التي تلجأ إليها الكثير من فتيات هذا الجيل، قصد إثبات عذريتهن، وخاصّة بالنسبة للمقبلات على الزواج . 

وكشفت مصادر مطلعة للشروق، بأن تزايد هذا النوع من القضايا في المحاكم، وارتفاع معدل شكاوي الأزواج، وطلبات الطلاق انطلاقا من هذا الباب، دفع الجهات الوصية إلى فتح تحقيقات في مصدر العشرات من شهادات إثباث العذرية، قدمتها فتيات، وشابات متزوجات حديثا، كن قد فقدن عذريتهن من زمن بعيد. 
وقالت مصادر متطابقة للشروق، بأن هناك من المقبلات على الزواج، اللواتي فقدن عذريتهن، عن قصد أو عن غير قصد، من‭ ‬تلجأن‭ ‬إلى‭ ‬الأطباء،‭ ‬وخاصة‭ ‬الطبيبات‭ ‬المختصات‭ ‬في‭ ‬أمراض‭ ‬النساء،‭ ‬قصد‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬طبية،‮ ‬تفيد‭ ‬بإثبات‭ ‬العذرية،‭ ‬وذلك‭ ‬للاستدلال‭ ‬بها‭ ‬للزوج،‭ ‬أثناء‭ ‬عقد‭ ‬القران،‭ ‬ولاستعمالها‭ ‬ضده فيما بعد، إذا حاول رفع دعوى طلاق، بعد اكتشافه بأن أمر "العذرية" أمر مفصول فيه من زمن قريب أو بعيد . 

وقد أضافت هذه المصادرايضا، بأن هناك من الأطباء من يروج لهذه الشهادات، بمبالغ تتراوح ما بين المليون والخمس ملايين سنتيم، بحسب الحالة، وبحسب الطلب، ومنذ شهرين، تقدم إلى الجهات القضائية بعنابة، شاب في الـ32 من عمره، حديث الزواج، بدعوى طلاق ضد زوجته بسبب فقدان لعذريتها ليلة الدخلة وقدمت الزوجة ما يثبت قانونا بأنها "عذراء"، بناء على شهادة طبية من طرف أحد الأطباء، العاملين بولاية ڤالمة، وحاول الزوج الضحية إثبات العكس، وأن الشهادة مزورة، لكن القانون يتطلب عرض الفتاة على طبيب ثاني وثالث لإجراء خبرة مضادة وذكرت مصادر، بأن هذا النوع من القضايا في تزايد مخيف. 

وتعليقا على هذا الأمر؛ قال علماء دين بالجزائر، بأن أصل العلاقة الزوجية، الرضا، والرضا يأتي من الصراحة، والزواج لا يمكن أن يبنى من البداية على وثيقة مزورة أو على الكذب، ومن جهة أخرى، تلجأ بعض الفتيات إلى وسائل وطرق طبية قد تكون مضمونة حينا، وخطيرة أحيانا أخرى، من خلال اللجوء إلى خيّاطة غشاء البكارة، في ورشات خاصة، وعيادات تنشط في هذا المجال مع مجيء صيف كل عام، بمبالغ تتراوح ما بين الـ10 آلاف دينار والـ30 ألف دينار سنتيم، وذلك لإيهام الزوج"ليلة الدخلة" بأنها عذراء، وبأن زوجته لم يمسسها إنس ولا جن قبله هو، وكلّ ذلك بثلاثة ملايين سنتيم . 

وفي أحيان عدة، تكون العملية فاشلة، استنادا إلى مصادر طبية، مما يؤدي إلى اكتشاف الخدعة بسهولة، وضمن هذا السياق أيضا، تعمل مصالح الأمن، بمختلف الولايات على وضع‭ ‬حدّ‭ ‬لشبكات‭ ‬تزاول‭ ‬هذا‭ ‬النشاط‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ ‬أطباء‭ ‬وممرضين‭ ‬وقابلات‭ ‬وغيرهن،‭ ‬ويتخذن‭ ‬من‭ ‬عيادات‭ ‬خاصة‭ ‬واجهة‭ ‬لممارسة‭ ‬هذه‭ ‬الأنشطة‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭.‬(