[x] اغلاق
أبو رامي مرجع ورمز في قضايا التربية والتعليم
11/8/2011 20:06

 

أبو رامي مرجع ورمز في قضايا التربية والتعليم

(كلمة بمناسبة انهاء الأستاذ عبد الرحمن صديق مهمته مديرا لقسم المعارف في البلدية)

المحامي ناجي شحادة- الناطق الرسمي لبلدية شفاعمرو

 

لقد شاءت الظروف ان التقي مع الاستاذ عبد الرحمن صديق في عدة سياقات من خلال عدة اعمال، وجاءت ذروتها عندما التقينا في البلدية هو مدير لقسم المعارف وانا الناطق الرسمي لبلدية شفاعمرو. وقد شاءت الظروف ان نتجاور في مكاتبنا في البلدية وباتت غرفة كل منا تحاذي غرفة الآخر، وهنا أيقنت أن الصدفة أفضل من ألف ميعاد، وتسنى لي أن أجتمع بانسان طالما رغبت ان اجتمع به، لما لديه من مزايا سأذكرها كما لمستها على ارض الواقع ومن خلال مجاورتي له.

هذا الانسان تميز بنمط حياته، فكان حريصا على الظهور أمام الجمهور بمظهر لائق، والحديث بلباقة مستندا الى دراية وثقافة واسعتين. وهذه الصفات أضفت على صفة التواضع لديه مزايا أخرى رفعته عاليا، فما من مناسبة تحدث فيها خطيبا مفوها، إلا واستمع اليه الصغير والكبير باذان صاغية، ليس بهدف الاستماع فقط، انما بهدف الاستفادة وايجاد الحل المناسب لما يفكر به أو يشغل باله.

كما كنت ارى واسمع من يدخلون اليه في مكتبه بحالة عصبية، ويخرجون من عنده بابتسامه صادقه معبرين عن رضاهم للحل، حتى لو لم يكن الحل حسب رغبتهم، انما هذا التواضع مع الغير جعله يعيش حياة استقرار واطمئنان وهدوء.

تميز ابو رامي بمهنية عالية اضافة لكونه يحمل شهادة  M.A  الا انه نجح في تعلم الاسس والقواعد المهنية لمهمته فأجادها جيدا حتى اصبح عنوانا لاي  استفسار كان من قبل اي انسان كان.

ابو رامي كان شعبيا ويعمل على مستوى بلدي ويرفض ان يعمل على مستوى فئوي، فلم اسمع منه خلال ثلاث سنوات من مجاورتي له اي كلمة تتحدث إلا عن مصالح طلاب شفاعمرو تربويا، تعليميا واجتماعيا مع شمل جميع مدارس شفاعمرو، بغض النظر لمن تتبع هذه المدارس ومن مديرها. فقد اعتبر دائما ان اي طالب يجلس على مقعد دراسي في شفاعمرو، هو طالب يستحق جميع الحقوق المعطاه لغيره.

تميز ابو رامي بمنطقه السليم وعقله القويم، فلم يسمح ابدا للعاطفة ان تقوده الى الخطأ بل سمح للمنطق والعقلانية بان يوجهاه الى الطريق المستقيم والحلول الصحيحة. ولذا فاننا لو بحثنا اليوم اعمال ابو رامي في الماضي والحاضر لوجدنا ان المنطق والعقلانية كان بالنسبة له الوجه الصحيح والدقيق والقويم للعمل التربوي الذي يعطي ثماره اليوم ما لم تكن هنالك عوامل سلبية قد تدخلت في الموضوع.

لم يبخل ابو رامي في عطائه لكل من طلب العطاء منه العطاء فهو كاتب مبدع وخطيب منعش حتى ان العقول عندما تسمعه او تقرأ له تنعش القلوب فتنهض من جديد وتستيقظ للتمتع باجمل الكلمات واحلى المعاني وكم كان سباقا في مساعدة الغير عندما يطلب منه ذلك. فقد اعتبر ان مساعدة الغير هي ركن من اركان الحضارة الحديثة والرقي الانساني اذ بدونها يفقد الانسان ما انعم الله عليه من صفات انسانية تتوج وتميز بني البشر عن باقي مخلوقات الله.

ابو رامي انسان بمعنى انسان ويتمتع باخلاق عاليه وضمير حر وتعامل حضاري مهني متميز بمرونة لا مثيل لها، وبرؤية عصرية على المستوى العام، فقد كانت ولا زالت لديه رؤية شمولية لجهاز التربية والتعليم حتى لو ترك العمل الا انه يبقى من المتمكنين والمتمرسين جدا بامور وقضايا التربية والتعليم.

ابو رامي كان جريئا وشجاعا واجه كل المراجعين من الجمهور دون التهرب من احد وأوقفهم جيدا على طلباتهم أو قضاياهم متعددة الانماط والاهداف. لم يقل للمواطنين الا الواقع رغم ان هذا لم يرق لهم احيانا الا انه تجرأ وقال وشرح دون كلل او ملل لان ابو رامي كان يؤمن بما يعمل واذا عمل امن بما عمل فكانت طريقة واضحة مهنيه مثبتة ونواياه سليمة وتوجهه علمي ورؤياه شاملة وجامعة فوصل الى ما وصل اليه ابو رامي.

ابو رامي لك مني الف تحيه فانت تستحق التحية لقد تركت في مكتبك بصمات مرصعة بآخر مستجدات التربية والتعليم، فأنت من القياديين الذين يؤمنون بالقول والعمل حتى وان لم تتمكن من ترجمة كل افكارك الى ارض الواقع، انما عملت جاهدا وبكل المعرفة التي تملكها لدفع عجلة التربية والتعليم نحو الامام.

ابو رامي لقد كنت وستبقى رمزا للتربية والتعليم ومرجعا للمتسائلين فما انعم الله عليك من معرفه لمستها انا على أرض الواقع يعجز اصحاب الشهادات المتقدمة جدا من معرفتها.

اتمنى لك تقاعدا ممتعا ومواصلة خدمة ابناء مجتمعك لأنهم بامس الحاجة لك ولا مثالك.

رعاك الله ووفقك وسدد خطاك.