[x] اغلاق
هــــمــــــســــــات شـــــفـــاعـــــمــــريــــــة
13/8/2011 8:57

 

هــــمــــــســــــات شـــــفـــاعـــــمــــريــــــة

 

بـــــقـــلــم زايـــد خــــنــيـــفــــس

 

الانجازات المنقوصة واسراب الدوري

في مطلع الأسبوع خرجت مع عائلتي ليوم ترفيهي في منطقة الشمال وحطت بنا الرحال على امتداد نهر الحاصباني الآتي من روافد وينابيع اجتازت الحدود وكانت الرحال تحت الشجر الأخضر الوارف. وفي نهاية اليوم وعندما قررنا العودة إلى مسقط رأسنا تنبهت لأسراب الدوري والتي كانت تنتظر كل هذه الساعات فوق الغصون وما أن تركنا المكان حتى رفرفت بجناحيها مبتهجة. وعلمت بان أسراب الدوري تعرف رزقها من بقايا الخبز والطعام الذي تركه المتنزهون وهكذا هي الحكمة في  مشاهد الكون.

وهذا الأسبوع وإذا جاز لي العودة من مشاهد الدوري وينابيع الحاصباني فقد افتتحت في مدينة شفاعمرو المكاتب الجديدة لمكاتب العمل في حي "عين عافيه" ليسهل على المئات من أبناء المنطقة خاصة النساء والفتيات مشاق السفر. فان الدخول للمكاتب الجديدة بعد معاناة مع المكاتب القديمة حيث وقف الناس تحت قرص الشمس وزخات المطر كما كان هو الحال في مكتب التامين الوطني والذي انتقل هو الاخر لبناية جديدة. ففي النقلتين انجاز كبير يبقي مدينتي مركزا بل شريان حياة يدفع بحركة اقتصادية من الوافدين إليها، وقد سبق هذا الانجاز إن تكون شفاعمرو قد احتضنت مكاتب التنظيم "هضاب البلوط". وهكذا هي مدينة المؤسسات تنمو وتكبر لتشكل عنوان.. لكن هذه الانجازات تبقى منقوصة ولا تكتمل أهدافها إلا باستيعاب موظفين من أهل البلد مما يساهم في تخفيض عدد العاطلين عن العمل خاصة بين الاكادميين والمثقفين. وتبقى الانجازات منقوصة إذا لم نتعلم من أخطاء الماضي فلكل مواطن وطالب عمل كرامة يستحقها وكرامة أن ينتظر دوره في قاعة وليس تحت قرص الشمس وكرامة عندما يحصل على حقوقه ومطالبه لان في النهاية لا تتحرك الطواحين  بالروافد الغريبة ..

 

تسرب اولادنا وشموع لا تذوب دوائرها

ما زلنا في الأيام الاولى من شهر رمضان المبارك وعيد الفطر على الأبواب وشرعنا في الشهر الثاني من العطلة الصيفية وافتتاح السنة الدراسية على الأبواب. ولا شك بان أولادنا في هذه الأيام يمرون بفرحة وأجواء الشهر المبارك والعطلة الصيفية وهذا من حقهم ومن واجبنا  كآباء أن نهيىء لهم ابسط حقوقهم نحو مستقبل ملؤه النجاح لكن هذا الشهر يثقل على كهل الأهالي مصاريف لا يشعر بها الأولاد المنتشرون في ساحات اللعب والمرح. وفي هذه الأيام تهيىء السلطة المحلية غرف المدارس والمداخل والساحات لافتتاح السنة الدراسية وفي وقت يصعب على البعض شراء الكتب المدرسية، فما أحوجنا في هذا البلد لمبادرات شخصية لدعم هذه العائلات المحتاجة وما أحوجنا بان نسمع ونقرأ عن برنامج لرفع نتائج البجروت وبرنامج تعليمي لتقوية الطلاب الضعفاء في الشاملات لمنع تسرب أولادنا وقذفهم في شوارع المدينة، فلا يكفي رشق الصفوف وتزيينها لان غرس الحرف في عقول أولادنا نور لا تنطفئ مناراته وشموع لا تذوب دوائرها.