[x] اغلاق
من القصص العالمية
24/8/2011 15:25

  

من القصص العالمية

إعداد: سمير داموني

لا يخفى على أحدنا القصص العديدة التي نسمعها ونتداولها يوميا عن الحماة  والكنة   وعن الكراهية المستأصلة بينهما, ناهيك عن المشادات الكلامية اللاسعة إلى حد التشابك بالأيدي أحيانا.

وبهذا السياق تحضرني قصة رأيت أنه من الأهمية سردها لنكون عبرة لكل حماة أو كنة سولت لها نفسها أن تعامل الأخرى بعداوة وكراهية وجفاء.

 

يحكى أن شابا تزوج من فتاة أحبها كثيرا, وشاءت الأقدار أن يسكن في بيت والديه بعد موت أبيه, وكانت معاملة أم الزوجة لكنتها قاسية, فما أن يذهب ابنها لعمله في الصباح حتى تدخل على كنتها مسمعة إياها الكلام القاسي والمهين... فهي لم تعتد بعد أن تشاطرها ابنها الوحيد امرأة أخرى تسلب عقله وتنسيه أمه.

 

يوما بعد يوم بدأت الكنة تشعر بالضيق من هذه الحماة صعبة المراس, قاسية القلب, التي تنغص عليها حياتها الزوجية الغضة فطلبت من زوجها أن يسكنا لوجدهما لكنه رفض لعدم رغبته بترك أمه لوحدها في البيت, خاصة أنها تقدمت في السن ولا تقوى على العيش بلا أنيس يخفف عنها وحدتها.

 

بدأت الأمور تتصاعد وعاد التوتر والمشاحنة, وكانت تنتهي المسرحية بضرب الحماة زوجة ابنها,  التي قررت أخيرا قتل حماتها بالسم ليخلو بيتها لها ولزوجها.

 

ذهبت الكنة إلى صديقة لها وصارحتها بخطتها, وهذه الأخيرة أحضرت لها زجاجة سم فتاك وطلبت منها أن تضع كل يوم نقطة واحدة في طعام حماتها, حيث سيأتي السم مفعوله بعد شهر ويقضي على الحماة. وحتى لا يشعر أحد بالأمر, طلبت منها صديقتها أن تعامل حماتها معاملة حسنة وتتقبل إهاناتها برحابة صدر طيلة الشهر.

وبالفعل بدأت زوجة الابن تضع السم لحماتها يوميا وتعاملها معاملة حسنة تليق بالملكات وتكيل لها المديح والمجاملات الكثيرة وتقوم بالطبيخ وتنظيف البيت. وما أن رأت الحماة معاملة كنتها لها بهذه الطريقة الحسنة حتى تبدلت أخلاقها وتحول كرهها لزوجة ابنها إلى حب وحنان وأخذت تلوم نفسها على معاملتها القاسية لها في الماضي وأقسمت أن تكون لها أما حنونا....

صدمت الكنة من معاملة حماتها لها وتعلقت بها أكثر لكنها فطنت أن الشهر كاد أن ينتهي والسم سيبدأ مفعوله غدا...

هرعت إلى صديقتها تطلب دواء يبطل مفعول السم لكنها فوجئت بصديقتها تخبرها أن السم لم يكن سوى قطرات ماء وضعتها في الزجاجة, ولكن المعاملة الحسنة والكلام الجميل هو الذي وقف بينها وبين حماتها وأزاح ستار العداوة التي كانت تنغص عليهما حياتهما.