[x] اغلاق
سحر الكلمة المكتوبة
26/8/2011 9:45

 

سحر الكلمة المكتوبة

زياد شليوط

أثبتت الكلمة المكتوبة أنها ما زالت تمتلك سحرا خاصا بها، لم تنجح الكلمة المرئية في قهر المكتوبة وخطف سحرها منها. وهذا ما نشعر به من خلال عملنا في الصحافة المكتوبة، حيث يترقب القراء وينتظرون ما تنشره الصحيفة وكتابها، وإن اختلفت الأرقام والنسب المئوية.

وأسوق هذا الكلام نظرا لما صادفته في الأسابيع الأخيرة من عدد لا بأس به من القراء والمواطنين، الذين توجهوا الي في لقاءات غير مبرمجة سواء في الشارع أو في مجالس معينة، طالبين الكتابة حول هذا الموضوع أو ذاك، أو مقترحين اثارة موضوع هام من خلال تقرير صحفي، أو نشر رأي ولفتة نظر وملاحظة حول تقصير لهذه المؤسسة أو لذاك المسؤول، بهدف الاصلاح والبناء وليس بهدف التجريح والنقد المسيء. وكل هذا يأتي من باب الايمان بأهمية الكلمة المكتوبة وتأثيرها وسحرها.

من خلال الكلمة المكتوبة يمكن للانسان أن يعبر في كثير من الأحوال، أفضل بكثير من الكلمة المسموعة أو الشفهية. لأن ذلك يتيح له صياغة أفكاره وتنقيحها بعد مراجعتها، فتخرج واضحة مرتبة يمكن للقاريء فهمها دون صعوبة. ومن خلال الكلمة المكتوبة يمكن للفرد أن يعبر عن خلجات قلبه أو مشاعره حيث يسمح للكلمة المكتوبة أن تعكس ما في داخله على الورق بأمانة وصدق، لا يتوفران من خلال الكلمة المحكية، بل أحيانا يعجز أو يتردد من التصريح بكلام ربما يساء فهمه، أو يخرج متسرعا من فيهه فيندم عليه. لكن هذا لا يعني أن الكلام المكتوب معصوم عن الخطأ، فكم من كاتب أخطأ في حق الآخرين، وكم من دعوى قدمت في المحاكم بتهمة "القذف والتشهير"، وكم من معارك كلامية دارت على صفحات الصحف والمجلات والكتب.

ورغم كل ذلك، وربما مع كل ذلك، يبقى للكلمة المكتوبة سحرها، سواء من ناحية جمالية أو من ناحية قيمية. ونعود لاخوتنا المواطنين والذين عبروا عما يشغل بالهم ويؤرقهم، فهناك اقتراحات ندرسها، لننقل عبر زوايا وصفحات الصحيفة ما يفكر به أي مواطن أو قاريء، بشكل واقعي وغير مشوه، لأن من أولى واجبات الصحيفة أن تكون منبرا للجمهور وناطقا باسمه.