[x] اغلاق
همسات شفاعمرية
14/10/2011 13:56

همسات شفاعمرية

زايد خنيفس

محمود درويش وأسماء أخرى

رفع الستار عن اللافتة وانكشفت أسماء الراحل في اللغات الثلاث، وبقي الخيط الممتد من القماش إلى الأسفل معلقا، ووزع الحضور ابتساماتهم في كل الاتجاهات، وبعد دقائق لم يبق في دوار البريد إلا من تساءلوا عن سبب التجمهر في المكان، ولفت نظري عندما نظر احدهم وهو يمتطي دراجته النارية نحو اللافتة متسائلا: ومن يكون صاحب اللافتة؟ والحقيقة بأنني لم ألمه والأسباب عديدة!

انتصبت لافتة الشاعر محمود درويش في منتصف الشارع، ووجه في كل الأنحاء وأصداء قصيدته ما زالت تسمع في المسارح والشوارع والساحات، والربيع العربي تعود فصوله من صفحات القصائد المحاصرة.

أسماء الشوارع والمدارس والمكتبات في أرجاء المدينة تحمل أسماء من حفروا بصماتهم في تاريخ وصفحات المدينة والعواصم الأخرى، ومن ثائر كتوفيق زياد وفيلسوف ومعلم ككمال جنبلاط، وأسماء أخرى من بلدي من إبراهيم نمر حسين وجبور جبور والشيخ صالح خنيفس والشيخ حسين عليان وشاب ذهب في ربيع عمره بدران مشيعل، وأسماء أخرى تحتاج لمن يوثق بصماتها الخضراء في سفوح الوطن، لان الأجيال الصاعدة من حقها أن تعرف ومن حقها أن ترسم المستقبل من صفحات الآخرين، فالبحار تعرف زرقتها والسماء تعرف ألوان قوس قزح وإسدال الستار عن اسم الشاعر يبقي صوت اللافتة مدويا في الدوار والمطلوب من المؤسسة الأولى "إعلام" بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

 

ليست مدينتي قطعة اثرية

سألني بعض الأصدقاء إذا كانت همساتي الأسبوعية تحط رحالها على عقول وآذان صاغية، فكان جوابي يكفي باني شفاعمري واحلم بمدينة تنتظر البشارة من شقائق النعمان، ويكفي ترجمة الضمير على صفحات لان ساعة ربيع الشعوب انتفضت من حصار الكلمات في أعماق بحارنا وخلجات عقولنا.

تطرقت في همساتي الأسبوعية للقضايا الحياتية التي يشكو منها المواطن، ومنها توسيع خارطة هيكلية وبناء المساكن للأزواج الشابة، وعن الأحياء البعيدة والخدمات لها وعن مسيرة التعليم والمشاريع التربوية، حتى المواقف الإنسانية ونصرة الضعيف وبناء المؤسسة الناجحة لمنح أفضل الخدمات للمواطن الباحث عن تعبه فزرع الورد في الدوار القريب جميل  وطلاء الحجارة الصماء في الألوان المختلفة جميل واستعارة الكلمات الجميلة في الخطاب الملكي جميلا، لكن الناس لم تعد غبية في سذاجة الأشياء وسحابة ستنتهي ذيولها والمكياج والمساحيق ستسقط عن وجوهنا في نهاية الليل. فمدينتي ليست قطعة أثرية بل مستقبلا في اتجاه السفن وأشرعته المنتصبة في منتصف البحر.