[x] اغلاق
شخصيّتان مجَّدتا شفاعمرو
24/10/2011 12:52

شخصيّتان مجَّدتا شفاعمرو

بقلم: مارون سامي عزّام

الاحتفالات بمئويّة شفاعمرو، وصلت أوجها في العام الماضي بحضور رئيس الدّولة شمعون بيرس، ولكنّها لم تصل إلى أوج بريقها الإعلامي، لأنّها لم تُركّز على المشاريع الحياتيّة لشخصيات ارتفع شأنها عربيًا، ورفعت معها اسم شفاعمرو عاليًا، ومنها الزّعيم الفلسطيني نقولا الدُّر وابن أخيه البروفيسور الشهير، إبراهيم الدُّر، هاتان الشخصيتان العظيمتان قامتهما الكبيرتان، جعلتهما يتألقان في العالم العربي من المحيط إلى الخليج... كما واشتهر الدكتور إبراهيم الدُّر عالميًا بفضل أبحاثه واكتشافاته الطبيّة.

القائد الفلسطيني الكبير، نقولا الدُّر الابن البار لهذه المدينة، عاش بعيدًا عن أهله... نفته الظّروف السياسيّة خارج وطنه وبلدته، فعاش في غياهب الذّاكرة، لكنّ ذكرياته زخرت بالحنين لأهله... طوى ذِكره زحام الزّمن، منذ أكثر من أربعين عامًا، إنّما لم يستطِع رُكام السّنين، دفن محطّاته النضاليّة. كان أحد مؤسّسي منظمة التحرير، انتُخبَ عام 1964، نائبًا لرئيس المجلس الوطني الفلسطيني الأوّل، الذي عُقد في القدس، واختير لاحقًا عضوًا في اللجنة التنفيذيّة لمنظمة التحرير، وعُهِدَ إليه برئاسة دائرة الإعلام والتوجيه القومي.

استقال من اللجنة التنفيذية عام 1965، وعاد إلى البحث والتأليف، من أشهر مؤلّفاته "هكذا ضاعت وهكذا تعود"، وهو كتابه الأول والوحيد، أُنشأت في عهده إذاعة صوت فلسطين في القاهرة، ومركز الأبحاث التّابع للمنظّمة في بيروت... وقد توفيّ في تاريخ 19/3/1967، في مستشفى الجامعة الأمريكيّة في بيروت، ونعاه كبار قياديي المنظمة، وكبار رؤساء تحرير صحف العالم العربي.

للأسف الشديد بلدية شفاعمرو، لم تتبنَّ حتّى ذِكر اسمه أو تخليده، وإذا كانت تبحث عن اسم شهير لكي تتباهى به فلسطينيًا، وكان معروفًا على مستوى العالم العربي، فهذه فرصتها لتُحيي اسم نقولا الدُّر، وبإمكانها إحضار شخصيات فلسطينيّة، لتُشارك في احتفال إزاحة ستار التعتيم عن إطلاق اسمه على شارع، لأن مثل هذه النّخبة النادرة من الشّخصيات، خلَّدت اسم شفاعمرو، حفرت اسمها على بلاط العِز.

ذكرت في سياق مقالي الاحتفالات بمئوية شفاعمرو، رغم أني لم أذكرها هباءً، فمن خلالها اكتشفت مؤسّسات البلدية، ثقافة التكريم التي كانت قبل ذلك مهمّشة تمامًا! فبدأت تأخذ معايير تكريميّة غير محدّدة، فتجاهلت زيارات البروفيسور إبراهيم الدُّر، لمدينته التي يعشقها، حيث تجوّل في الأماكن التي ارتادها في شبابه، ليستعيد ذكرياته مع أهلها وأصدقائه، وكانت زياراته قبل الاحتفالات بالمئويّة، وحتى خلالها، إلاّ أن البلديّة لم تنتبه لوجوده طيلة هذه المدّة!!، رغم أنّه قام بزيارة المكتبة العامة التّابعة لها.

من أهم الاكتشافات الطّبية للبروفيسور إبراهيم الدُّر، اكتشافه للإنزيم الذي يتحكّم في صنع الكوليسترول، كما وله العديد من المؤلّفات، منها، كتاب قيّم جدًا عن شفاعمرو، "شفاعمرو فسطاط صلاح الدّين الأيّوبي"، الذي بات مرجعًا علميًا ومعلوماتيًا لكل فرد يهمه تاريخ بلده، ولكل متعلم ومثقفٍ معني بتصفُّح مصادره المدوّنة في مراجع علميّة، وقد استقى إبراهيم الدُّر معلومات كتابه من وثائق تاريخيّة حقيقيّة... دون أن يعتمد على معلومات شفهية، منسوبة لذاكرة أفراد.

... لكن كتابه القيِّم عن شفاعمرو، لم تُعِره مؤسّسات البلديّة أية أهميّة، رغم أن إعلامنا المحلّي سلَّط الضوء عليه قليلاً، وعلى زيارة د. إبراهيم الدر لمدينته، كشخصية عالميّة وعبقرية مثقّفة شاملة. كان تواضعه دائمًا مفتاحًا للتقرب من جميع معارفه... حبّه لهذه المدينة زاده تعلّقًا بها، ولكن مؤسّسات البلديّة آثرت ألاّ تُكرّمه، ولم تدعُهُ حتّى لزيارة مقر البلديّة.

يتوجّب على لجنة التكريم أن تكون متعمقة أكثر في اختيارها للشخصيات التي يجب تكريمها أو إحياء ذكراها، سواء من خلال تسميَة دوار أو شارع على اسمها. وأتساءل: من قال أنه يجب أن تكون شوارعنا منعطفات تذكيرية التفافيّة، لشخصيات ليسوا من أهل هذه البلدة؟!، فتذكير الجيل الجديد بهم بات معدومًا، وذاكرته محصورة في الآيفون!، لأنه بالكاد يعرف من هو رئيس الحكومة اليوم!...

لست ضد أي شخصية تاريخيّة غير شفاعمرية، فجميعهم سجلاّتهم التاريخيّة تُشرّف أي مدينة، ولكن لماذا لا تُطلَق أسماء شوارع مدن وقرى أخرى على شخصيات تاريخية شفاعمرية حتّى تتعرّف عليها أجيالهم الجديدة؟!، من أجل أن يكون هناك نزاهة في هذه المسألة... فهل لدينا نقصٌ في مخزون الرّجالات في "حاووز" ذاكرة البلديّة؟!. لا... لكنها تعاني من فوضى في أرشفة وتأريخ رجالات شفاعمرو على مرّ تاريخها المجيد، لأن قضية التكريم وحتّى التسميات باتت مناقصة سياسية واجتماعية...

(شفاعمرو)

 

1
.
Prof Nakhoul farid
24/10/2011
Iam in USA but I agree with you Mr NAHED KHAZEM he is cross friend of your family ! why you dont ask him! Again this is my fighting all the time! our people in the Shefa-amre council are inert ! they are looking for their benefit Its the time to chang and we mnost work together to work Farid
2
.
فريدة
25/10/2011
احسنت !!!اهنيك على شفافية اقوالك وصدق معانيها