لم تتمكن إسرائيل من الفوز في "يوروفيجن"، إحدى المسابقات السنوية الأكثر مشاهدة في أوروبا، بعد مشاركتها بأغنية أثارت جدلا عربيا وتؤديها مغنيتين عربية ويهودية إسرائيلية ليل السبت الاحد 17-5-2009.
وفازت النرويج بالمسابقة محققة رقما قياسيا في عدد الأصوات -387 صوتا-بأغنية "حكاية" التي أداها ألكسندر ريباك وهو من مواليد روسيا البيضاء ويبلغ من العمر 23 عاما.
وحلت إسرائيل في المرتبة السادسة عشرة بـ53 نقطة لأغنية "هناك طريق آخر" التي أدتها أحينوعام نيني المطربة الاسرائيلية،المعروفة على الساحة الغنائية الدولية باسم "نوا"، وميرا عوض المغنية العربية التي تحمل الجنسية الإسرائيلية.
وأثارت مشاركة عوض جدلا باعتبار أن الأغنية تهدف إلى أن تظهر إسرائيل بمظهر "الديمقراطية المستنيرة المحبة للسلام"، في وقت شنت فيه حربا دموية في غزة.
وتأخذ إسرائيل هذه المسابقة، التي فازت بها ثلاث مرات منذ بدأت تخوض منافساتها عام 1973، مأخذ الجد إذ تستمتع بمزية التواجد في تجمع يضم الدول الأوروبية، ويوفر لها فرصة للترويج لنفسها لدى جمهور تلفزيوني يقدر بنحو 500 مليون مشاهد.
وكان فنانون ومثقفون كتبوا -في رسالة مفتوحة لميرا عوض- أن مشاركتها بمثابة "ورقة التوت لإسرائيل التي تحاول خلق مظهر التعايش اليهودي العربي الذي تنفذ بموجبه مذابح يومية في حق المدنيين الفلسطينيين".
وأضافوا "مشاركتك في مسابقة يوروفيجن هي مشاركة في آلة الدعاية الإسرائيلية... رجاء يا ميرا من أجل أطفال غزة ومستقبل كل طفل على هذه الأرض -عربا ويهودا- لا تكوني شريكة لآلة القتل".
النرويج تحتفل بفوزها
وفي هذه الأثناء، احتفلت النروج بفوز مرشحها الكسندر ريباك وهو يستعد للعودة المظفرة الى اوسلو الاحد يوم العيد الوطني.
ووضع ألكسندر ريباك كلمات الأغنية ولحنها، وأرفق المطرب أداءه بالعزف على الكمنجة بلحن يحاكي تراث أوروبا الشرقية الموسيقي.
وبثت شبكة "ان.ار.كاي" الرسمية صورا لعشرات المعجبين الذين احتشدوا في وسط اوسلو للاحتفال بالفوز.
وعنونت صحيفة افتونبوستن على موقعها في شبكة الانترنت "الكسندر الثالث" للاشادة بالفوز النروجي الثالث باليوروفيجن.
واشادت صحيفة فردنس غانغ بـ"الرقم القياسي غير المسبوق"، في اشارة الى الرقم القياسي بالنقاط الذي سجله المرشح النروجي.
وحتى رئيس الوزراء النروجي ينس شتولتنبرغ اشاد بفوز عازف الكمان الشاب. وقال "انه فوز كبير للنروج. واشعر بتأثر بالغ. وما قام به رائع". وحدد الفائز الساعة 00،21 مساء الاحد موعدا لعودته في مطار اوسلو.
وصوت ما مجموعه 42 بلدا على 25 أغنية متنافسة، وأحرزت النرويج رقما قياسيا في الأصوات وهو 387. وكان هذا الرقم بحوزة لوردي من فينلندا منذ دورة اليونان لعام 206.
وحلت أيسلندا في المرتبة الثانية بـ218 نقطة، تليها أذربيجان بـ207.
كما احتلت تركيا المرتبة الرابعة بـ177 نقطة وبريطانيا المرتبة الخامسة بـ173.
وتمثل الجديد في هذه السنة في نظام النقاط الذي اعتمد لجنة تحكيم إلى جانب تصويت الجمهور.
ولأول مرة في تاريخ المسابقة أعطى طاقم المحطة الفضائية الدولية إشارة انطلاق عملية التصويت.
ويشار إلى أن مسابقة اليوروفيجن للأغاني هي مسابقة ينظمها الاتحاد الإذاعي الأوروبي وتحظى بنسبة مشاهدة عالية في أوروبا.
وحضر الحفل نحو 16 ألف متفرج بينما تشير تقديرات إلى أن عشرات الملايين تابعوه عبر شاشات التلفزيون في أنحاء العالم.