[x] اغلاق
نسمات شفاعمرية
30/3/2012 13:41

 

 نسمات شفاعمرية

بقلم زايد خنيفس

مروان بركة ..وعصافير رمان صفورية

الرحيل من بساتين صفورية وانوار بساتينها ورحيقها ودوائرها رحيل قاس، لان العودة بقرص دوار الشمس في السهول والتلال الممتدة قاسية، وادراج الدوري ومرحه بين اغصان الرمان وطيرانه في الفضاء ليشكل خارطة الوطن قاسية، فهناك وعلى امتداد كروم الرمان اغوت خيوط الشمس سرب حمام لتحط رحالها عنوة بسهول شفاعمرو، وقمر ما زال في عيون من هجروا، فلا بديل لوجه صفورية وبر ناعس يستيقظ في هجرة المواسم ونهاية الشتاء واخر قطرة مطر. ومروان بركة يرحل مرة ثانية بل في هجرة ثالثة الى رحاب الله وبساتينه وجناته، وحاكورة تشابه ارض صفورية يجلس ويمتع عينيه بداخلها. مروان بركة وعائلة كريمة ادمنت الصبر على مصابها ونقلة من حزن الى حزن قاسية، لكن شفاعمرو وكل القرى عائلة بركة لانهم اصلب بل يشابهون صخور صفورية ولكم الصبر والسلامة ولكم الله لأنه حصة الاوفياء.

قسم الحدائق وياسمين على رياضهم

جمال المدينة باهلها وثوب المدينة بنظافة شوارعها وارصفتها واحراشها ومحيطها والشوارع المؤدية الى قلبها، وفي منطقتها الصناعية وامام الحوانيت بكل اصنافها والنظافة ان نقول الحق لان الانسان صدق اللسان، والزميل جمال حلاج واسماء زملائه في قسم الحدائق في بلدية شفاعمرو، عمال كادحون تمر عليهم في الدوارات وارصفة الطرق وفي الزاويا البعيدة والقريبة وتحت قرص الشمس وقد لفحتهم اشعتها، واياد اختلطت في التراب الاحمر والحجارة يزرعون الزهرة واسراب الياسمين والورد الشهري والفصلي، فجمل عرقهم جبينهم ووجه المدينة، فسلام لمن عرف واجب عمله وزرع شتلة وزهرة على صدر مدينته، وسلام على مسؤول يلتفت باتجاه الورد واياد امتلأت بالوحل، وسلام لمن يحافظ على جمال ونظافة بلدته.

 

امينة شنطي واشواق لمخيم البداوي

العودة للأوراق القديمة وملامستها ينفض شعر جسدك من مكانه، فهناك السطور والاحرف كتبت بالدمع والدم، وانهيار الاحلام والقرى المسالمة والعودة للأوراق القديمة. واكثر من سبعين عاما تطل على نوافذ صفحات من بلاد لم تعرف الهدوء، فأخذت الاوراق لونها الاصفر وبقع سوداء تلزمك البحث عن طريقة للمحافظة على قصص بلدة نزحت عن جسدها وحاول اهلها العودة عبر الاسلاك والحدود المراقبة. قبل اسبوع رحل الى جوار ربه العم ابو يوسف محسن، وعندما توجهت الى بيت صهره العم ابو حسن بدر ابو حجول لمرافقته لبيت العزاء، وعند دخول البيت كان صوت ابو حسن يعلو وهو حامل هاتفه الخليوي فظهر على وجهه الحزن واحيانا اليأس من مكالمته الصعبة. وعندما اغلق الهاتف قال لي احاول التحدث مع اختي امينة في مخيم البداوي في طرابلس لبنان، لكنها وهي العجوز وفي سن الثمانية وثمانين عاما فقدت من حاسة السمع قليلا. وفي العودة للأوراق القديمة وملامستها وقع بين يدي رسالة لاحد سكان البلد طلب نجدة والدي رحمه الله، وذكر بان معه في منطقة "البهجة" قرب عكا شاب شفاعمرو يدعى ابراهيم شنطي والذي حط به هو الاخر الرحال في مخيم البداوي مع زوجته امينة شنطي، فما اصعب الشوق وايصال الرسائل وما اقسى اوراق تتحدث عن نفسها واحلام تسقط بين المعابر واسلاك الحدود.