قضية "مبدأ" ...

نحترف جميعا "الغضب" ونكن لبعضنا العداء حين لا تتوافق مصالحنا، ونمتهن الغدر عند اول مفترق طرق لمجرد اختلافنا بالرأي ونمسح من ذاكرتنا بلحظة ماض جميل من العلاقات الودية الاخوية والعمل المشترك، تماما كما نتعامل مع ذاكرة حاسوب. الامر الذي يعزز ايماننا بفقدان اسمى الصفات الانسانية فينا، فتتلاشى قيم التسامح والاحسان وتتعاظم قوى الشر فينا  حين نفقد اعصابنا في وهلة، فنبحر في رحلة الاساءة والتشهير ببعضنا البعض وتجنيد اكبر عدد من "السحيجة" لتحقيق غايتنا "فيعير" هؤلاء ضمائرهم في محاولة دنيئة وخطة مبيتة لتحقيق مكاسب على حساب اختلاف قطبين او اكثر في هذا البلد وغيره، وتتوالى اللعبة ويعيد التاريخ ذاته، تتبدل الادوار والمسرحية واحدة، وفي غمرة من الزمن وقمة نشوة المنتفعين تتصافى القلوب بين الفرقاء وتتهيأ الطرق نحو الانفراج في العلاقات، وتعود المياه الى مجاريها واكثر، وتتعاظم المصالح وتصفو القلوب فتعم المحبة ويفيض الخير ويسدل الستار وتندثر معالم هوامش الممثلين "السحيجة" فيخلدون الى مخادعهم يتربصون "بفرائس" جديدة. يعتلون من خلالها  خشبة المسرح مجددا محاولين استعادة ادوارهم وتحقيق مكاسب مجددة، حتى وان جردهم المجتمع من قيم الشرف والاخلاق لان الامر بالنسبة لهم "قضية مبدأ" بمفهوم تحقيق مكاسب على حساب صراعات الاقطاب.

هل يحسن يوما الانسان امتهان قيم التعقل والتسامح ونكران الذات والتواضع في تعامله مع الاخرين، وتفادي المواجهة المؤلمة حين تتقاطع المصالح الفردية منها او العامة، وذلك من خلال انتزاع الاحقاد من قلوبنا والتي تشكل بؤر عفن تفوح رائحتها في مثل هذه الظروف، حينها فقط نتمكن من شق الطرق نحو مستقبل جاد من العلاقات الكفيلة بدفع عجلة التاريخ نحو الامام لبناء مجتمع سليم معافى وصحي فيعم الخير الجميع  ويفيض الاحسان وتتجذر المحبة ....امين