[x] اغلاق
كسر الروتين والتغيير يخلصكم من الشعور بالوحدة
29/5/2009 11:38

الوحدة لا تعني أن يعيش الإنسان بمفرده منعزلاً عن البشر ، ولكننا نجد أحياناً أزواج وزوجات يعانون من الوحدة القاتلة بالرغم من مشاركة شخص آخر تحت سقف واحد ، وهناك أعراض تدق ناقوس الخطر وتنبيء بإصابة الزواج بالكآبة أهمها اقتحام صديق مقرب يقف بجانبك وقت الشدة ، أو اللجوء للشات ومحادثات الانترنت لتعويض النقص والشعور بأن هناك من يشاطرك أفراحك وأحزانك.

يقسم علماء علم النفس الشعور بالوحدة إلى ثلاث حالات‏:‏ شعور تفرضه الظروف اللاإرادية‏,‏ و شعور نخلقه لأنفسنا‏,‏ و شعور عام لأن الوحدة جزء من طبيعة الحياة‏,‏ والجميع معرضون للإحساس بها في وقت ما من أوقات حياتهم‏,‏ والشعور بالوحدة الذي نضع فيه أنفسنا هو أخطر الأنواع الثلاثة وأشدها أذي ورغم ذلك فهو أيسرها من حيث القدرة علي علاجه والتخلص منه‏.‏

ويؤكد خبراء الصحة النفسية أن ضحايا الشعور بالوحدة من الأزواج وغيرهم قد يستسلمون لهذا الشعور ويتمادون في لوم وتعذيب أنفسهم وتعذيب الآخرين الذين يسعون للتسرية عنهم وتخفيف آلام وحدتهم‏,‏ وفي هذه الحالة لا يستطيع الطب علاج هذا الشعور المؤلم فالعلاج في يد من يعانون الوحدة لأنهم هم القادرون علي إبراء أنفسهم من هذه الحالة‏.

الزواج حل جيد

ويلجأ من يتعرض عادة لأزمة نفسية إلي أربعة حلول لمحاولة حلها‏، فهو إما أن يهرب منها أو يرضخ لها أو يحاول نسيانها أو يواجهها بإصرار‏ ,‏ ولا يمكن التغلب علي حالة الإحساس بالوحدة إلا عن طريق المواجهة وتتطلب هذه المواجهة قدراً من الشجاعة والصبر ولكنها في النهاية تحقق الهدف المطلوب‏.‏

ومن أكثر الفئات المعرضة للوحدة المؤدية للاكتئاب هم ممن حرموا من الأولاد والرجال العازبين، لذا ينصح علماء النفس هذه الفئة بالزواج فوراً نظراً لاحتياجهم لوجود الأســــــرة ، مؤكدين أن الحالة الاجتماعية للرجل الأعزب، أكثر تأثيراً على حياته عند تقدمه في السن مما لو كان محروماً من الأطفال.

وأشارت دراسة أمريكية لمعهد بحوث علم الاجتماع والدراسات السكانية إلى أن الرجال بشكل عام يعانون من ضعف العلاقات العاطفية ونقص الدعم الاجتماعي خارج النطاق العائلي، وهي حالة تزداد سوءاً مع عدم الزواج والحرمان من الأطفال.

الوحدة والاغتراب الزوجي
   
الفئة الثانية المعرضة للشعور بالوحدة هم الأزواج فى سن التقاعد ، خاصة بعد زواج الابناء وخروجهم من إطار الأسرة ويجد كل طرف نفسه غريباً عن الآخر، هذا الأمر كان محور اهتمام الكاتبة الألمانية "أولا ران هيبر" وأرجعت هذا الأمر إلى أنه علي مدار السنين يولي الزوجان اهتماماً كبيراً بالعمل الوظيفي والأبناء وإقامة منزل،  وقد مارس كل منهما هوايته، أما الآن فلم يعد هناك ما يقوله أحدهما للآخر.

وتقول الطبيبة أنجيلينا بورجيس : إن شعور كل من الشريكين بالاغتراب عن الآخر لا يعني تلقائيا انتهاء الزواج ، وإن الوظيفة وتربية الأبناء يستنفدان جزءاً كبيراً من الطاقة التي تغيب عن الشراكة الزوجية، لكن إذا تم من جديد توجيه مزيد من الوقت إلي الشراكة ، فإنها يمكن أن تزدهر مرة أخري لكن استعادة العلاقة الحميمة ليست بالأمر السهل.

وتوضح اخصائية العلاج النفسي مونيكا هوسيرمان إن الرجال والنساء لديهم من حيث المبدأ أفكار مختلفة عن التواصل ، كما تشير "أولا ران هيبر" إن المرأة تريد التحدث عما جري خلال اليوم، أما الرجال فيميلون إلي إنهاء مثل هذا الحديث ، وفي مرحلة معينة يتوقف الزوجان عن التحادث أو يتحدثان فقط عن الأعمال الروتينية اليومية مثل المشاكل التي تواجه الأطفال في المدرسة أو عن دعوة من صديق.
 
وتوصي "هيبر" الزوجين عادة بتغيير الموضوع ، ويمكن علي سبيل المثال التطرق إلي شيء ما قرأه أحدهما في صحيفة، ومن خلال الحوار فقط تنشأ اهتمامات مشتركة بين الزوجين.

وهنا ينادي الخبراء بضرورة أن يجد الزوجان هواية يمكنهما الاستمتاع بها معا، بيد أن إعادة اكتشاف علاقة يستغرق وقتا ، كما أنه حتي بعد مرور 25 عاماً من الزواج فإن العلاقة تكون مازالت بحاجة إلي جهد من الطرفين ، وعلى المرأة أن تحدد موعداً مع زوجها ، وأن تستمع باهتمام إلي ما تقوله، وتستمر في الحديث عن مشاعرها ، حيث تبدأ بالنسبة للكثير من النساء فترة عصيبة مع مغادرة الأبناء المنزل ودخولها مرحلة سن اليأس.

اهتمامات جديدة
   
أما شباب اليوم فوقت الفراغ الكبير وعجزهم عن استثماره أصابهم بالملل والشعور والوحدة الأمر الذي دفع كثير منهم إلى اللجوء إلى غرف "الشات" على الانترنت ، وأكدت بهض الإحصائيات أن المراهقين أصبحوا أكثر انطوائية في هذه الحقبة من الزمن وزاد لديهم الشهور بالوحدة لقلة الأنشطة الخارجية، لذا نري أن الفتيات على وجه الخصوص يدمن الدردشة لساعات طويلة يومياً الأمر الذي يعرضهن للوقوع فى قصص حب مزيفة تحطم قلوبهن وتوقعهن ضحايا للمحتالين ، وقبل أن تصلِ إلى هذه المرحلة، إليك بعض النصائح:

- توقفى عن استخدام غرف الشات ، وابدئي بملء الفراغ خلال نشاطات جديدة، مثل الذهاب لزيارة الأصدقاء، أو الأماكن الترفيهية وابتعدي قدر الإمكان عن شاشة الكمبيوتر.

- ابدئي بتطوير اهتمامات جديدة على الانترنت مثل المشاركة في الألعاب، تصميم الصفحات الالكترونية، تعلم برامج جديدة.

- قومى بكتابة الخواطر فقد لا تكوني مدركة أن خوضك لتجربة الدردشة حركت فيك مهارة الكتابة، ويمكنك أن تضعي هذه المقالات والخواطر في مواقع متخصصة، فقد تجدي هناك من يقدرها ويقدر الإنسان الذي يقف خلفها،.

- وأخيراً لا تدعِ اليأس والإحباط يسيطر عليك، من يدري من يكون نصيبك.