[x] اغلاق
هجرة مسيحيي الشرق
13/6/2009 13:40

أن ظاهره هجره العرب المسيحيين هي ظاهره موجوده  رغم معارضتنا لها ,فأن أصداء هذه الهجرة هي واقع صعب سوف يكون له تأثير على كياننا وعلى عالمنا العربي, فنحن كمجموعة من الشباب المسيحي المثقف والواعي ندرك أننا جزء لا يتجزأ من هذه الأرض وجزء من هذا المجتمع والعالم العربي في جميع مجالاته الثقافية والسياسية والتاريخية فذاكره التاريخ لا تشيخ, فأن هجره المسيحيين هو واقع صعب تأتي به أمواج الغربة, فندرك أننا بهجرتنا نتبرأ من هويتنا وقوميتنا العربية وندرك أن بهجرتنا نفكك النسيج العربي الأصيل وندرك ونعي جيدا إن ما حصل في العقود الأخيرة لم يكن سرقة آثار المنطقة بل حدث أكثر إيلاماً ورعباً , إنها سرقة إنسانية آثارنا وأهم شاهد على استمرارنا من البعيد , إنها هجرة ثقافات المنطقة بكل ما تحمله في طياتها من تاريخ وتراث ولغة وعادات وتقاليد تشير وتصور بكل تفاصيلها ودقائقها حقائق ذلك الزمان الغابر الضروري لاستمرارنا..
حتى الآن تحدثنا عن الماضي المشرف ونسينا المستقبل المجهول وحاولنا منع هجره المسيحيين في مجتمعنا العربي  في إسرائيل ولكن للأسف لم نستطع وذلك لعده أسباب :-
1)وجودنا تحت حكم مؤسسه عنصريه وتحت سيادة دوله تفتقد الاستقرار الأمني والسياسي مما دفع الأقلية المسيحية للهجرة هربا من الواقع المذل.
2) تقلص فرص العمل المتوفرة للمسيحيين التي تتلاءم مع مؤهلاتهم ومهاراتهم العلمية وذلك في ظل سياسة التمييز التي تنتهجها الدولة.
3)عدم احترام الحقوق الأساسية لنا كأقلية دينيه
4) التوافق الديني بين المسيحيين في الأراضي المقدسة وإخوانهم بالدين في الغرب والتقارب في العادات والثقافة العقلية وطريقة الحياة الغربية نتيجة اتصالهم مع الأجانب عن طريق الكنائس والمعاهد العلمية والاكتساب الثقافي الغربي بسبب ضلوعهم في اللغات.
5)عدم وجود جمعيات وأحزاب سياسيه تمثلنا بشكل خاص وملائم "مثل الحركة الإسلامية لأخوتنا المسلمين مثلا" مع احترامي الشديد وللأحزاب العربية.
6) أحداث داخليه مؤسفة كأحداث المغار والناصرة وغيرها من البلدان دون الإسهاب بأسبابها حيث تجعلنا نشعر بأننا وللأسف اقليه دينيه داخل الأقلية العربية وهذا يعتبر انقسام خطير للغاية يهدد وحدتنا كأخوة في وطن واحد.
7) تفرق المسيحيين في البلاد وتوزعهم الجغرافي كأقلية صغيرة مهمشة في عدد كبير نسبيا من المراكز السكانية مما أدى إلى تجذر عقدة الأقلية.
8) الأوضاع السكنية الصعبة ارتفاع أسعار الشقق السكنية وارتفاع أسعار الأراضي المقررة للبناء في حال وجودها بنسب غير معقولة خاصة في المدن حيث يتواجد معظم السكان المسيحيين.
9)الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تجتاح البلاد.
10) إهمال القيادات الروحية ومعظمها غريبة عن سكان البلاد لواجباتها في تقوية انتماء المسيحيين للكنيسة الوطنية وارتباطهم بها وجمعهم حول مؤسساتها الدينية والاجتماعية.
ولكن للأسف فحسب هذه الاستطلاعات تبين إن مسيحيو الشرق بين المطرقة والسندان :
ففي فلسطين تراجعت أعداد المسيحيين من 17% من تعداد السكان إلى أقل من 2% حاليا.
وبفعل أسلمه قضية فلسطين وسيطرة المتشددين على الشارع أُفرغت أحياء كاملة في بيت جالا وبيت لحم وبيت ساحور من سكانها المسيحيين كما ذكرت يديعوت احرونوت، وتراجع عدد السكان المسيحيين في القدس من 50% عام 1920 إلى أقل من 10% في التسعينات وفقًا لما ذكرته الـ "بي بي سي".
فلقد خسر مسيحيو الشرق الأوسط في السباق الديموجرافي بينهم وبين المسلمين شركاءهم في الأوطان، بفعل عوامل التناسل والهجرة الاختيارية والقسرية ونتيجة للاعتداء على أرواحهم ولعوامل الضغوط والإغراءات التي تستهدفهم لكي يتركوا دينهم. 
ففي لبنان تراجعت نسبة المسيحيين من 50-60% من تعداد السكان قبل عام 1975 إلى 30-35% اليوم، والأهم تراجع نفوذهم السياسي بشكل كبير.
وتقدر وزارة المغتربين في لبنان عدد المهاجرين بخمسة ملايين لبناني منهم أكثر من 3.5 مليون مسيحي.
وبعد أن كانت لبنان ملاذا شرق أوسطيا للمضطهدين والمطاردين دينيا وفكريا أصبحت طاردة لأبنائها الأصوليين بفعل التدخل العربي والعبث الفلسطيني والاحتلال السوري.
ويعلق البطريرك اللبناني نصر الله صفير على هذا للـ"بي بي سي": "المسيحيون يشعرون بأنهم مهمشون ولا رغبة في وجودهم".
ومع سقوط بغداد على يد قوات التحالف انتشرت خفافيش الظلام المتعصبة تهاجم في البداية محلات الخمور المملوكة للمسيحيين مما اضطرهم لغلق أكثر من200 محل لبيع الخمور، ثم امتدت الاعتداءات على البنات المسيحيات غير المحجبات، ثم طال الاعتداء منازل المسيحيين وأرواحهم.  وقد قتل عدد من المسيحيين المسالمين نتيجة لهذه الهجمات. وأخيرا الاعتداء على كنائسهم وهم يصلون مما أوقع عدد كبير من القتلى والجرحى.وحسب ما نقلته الأخبار أضطر الآلاف من مسيحي العراق للنزوح إلى سوريا عقب الاعتداءات الأخيرة على الكنائس.
فإلى متى سوف يبقى الصمت حليفنا, فمنذ البدء ونحن نعاني من التمييز العنصري والتطرف الديني والحروبات والنزعات التي كانت تعم  في المنطقة وأثارها السلبية على العرب اجمع ,فكل هذه الأسباب المقنعة أدت إلى هجره المسيحيين من العالم العربي  وإسرائيل بكثافة إلى دول ذات أكثريه مسيحيه تنعم بالرفاة والتقدم الاقتصادي وبتوفر فرص العمل وإمكانية التقدم العلمي.
 فهؤلاء المهاجرون يحققون أحلامهم في دول تحترم حقوقهم وتعاملهم كبشر دون تمييز لرفع مكانتهم الاجتماعية والاقتصادية والعلمية أكثر, فوجودنا بدول لا تحترم الحريات بحد ذاته هو عائق لتطورنا العلمي والثقافي , فأهداف هذه الدول معروفه وهي تهميشنا كمسيحيين ثقافياً ,اجتماعياً، سياسياً واقتصادياً ولكننا لن نسمح لها وسوف نبقي اسمنا "مسيحيو الشرق" أينما كنا عالياً في سماء وسوف نبقى ندافع عن بلادنا وعن مقدساتها وعن طوائفها الثلاثة حتى أخر رمق.