[x] اغلاق
شفاعمرو لن ترفع الراية البيضاء..
17/6/2009 12:42

إنَّ الأحداث التي عصفت بشفاعمرو في نهاية الأسبوع الماضي لم تفاجئني شخصيا بل كنت من الذين توقعوا هذه الغيمة السوداء التي غطت سمائنا وما حصل لم يكن هذه المرة ككل الغيوم السوداء بل محطة توقفت فيها ساعات الزمن تخيلت فيها سقوط المطر لكنه مطرٌ ليس شتائيا يعرف الخير وتسير قطراته في الوديان لتصب هناك في الجداول القديمة بل كان مطراً يشبه أحجاراً عمياء.
*ما حصل في مدينتي والتي شاءت الأقدار ان أغادرها في الأسابيع الأخيرة لكنها بقيت في قلبي رغم الألم و الحب الذي يراودك حتى وأنت في نهاية العالم... شفاعمرو هذه القطعة من الجنة  والتي أشفى مائها الفاتح الإسلامي عمرو بن العاص تحاول الأيدي العابثة إسقاط  الصور والجسور الأخيرة .
*شفاعمرو.. هذا الوطن الصغير قد يكون بالنسبة للبعض إِسماً على لافتة على الطريق السريع لكنها للأغلبية الصامتة جسرٌ قديمٌ لن يفتىء يَمْتدُّ باتجاه القلوب التي تعرف معاني الأوطان ويعرف بأَن بلده جمرة تقبض على قلبه وصورة تطرق جدران عقله .... شفاعمرو إِسماً ليس ككل الأسماء بل حلما ما زال يُجَمِّلُ قواميس اللغة.
*لا معنى للأسماء والأحياء والشوارع واللافتات اذا لم تعرف حب الوطن.. ولا طعم للشرب والطعام إذا لم نعرف معاني التسامح والحب المتدفق من منابع الانتماء للبلد .. ولا معنى للحياة إذا لم تدرج نحوك آمال التقدم والتطور والتحليق في سماء الرقي .. ولا معنى لبلد واحد نسكنه بيوتًا ولا نعيش فيه بقلب واحد يعرف معاني النبض ومعاني الحب.
*من يسلم للواقع ويرفع الراية البيضاء لا يعرف معاني الحياة وحق البشر في العيش بكرامة.. ومن يرفع الراية البيضاء ويستسلم لقوى البطش والعبث فانه لايعرف بان الله بعثنا إلى هذه الدنيا أحرارا من بطون أمهاتنا .. فما أجملنا حين نخرج من ركام الهدم رافعين هاماتنا نحو العلى فهذا قدرنا ان نعيش سوية، نحلم بيوم جميل وشمس تشرق في الصباح نحملها سوية رغم حرارتها .. وما أجملنا حين ننصرف لنبحث عن مستقبل أطفالنا ففي عيون هؤلاء تسكن بلدنا وتنام الأوطان في قلوبهم المرتعشة.
*كادت مدينتي ان تفقد وجهها الجميل.. كادت مدينتي ان تغادر وطنها خجلا من فعلة ابنها الذي رفض سماع دقات قلبه وأمه وكلمات كهل يعرف القصص القديمة عن أهل المدينة
كادت مدينتي ان تبكي لكنها خجلت من عيونها السوداء فأمطرت دموعها بعيداً ولم يشاهد حزنها احد.
*قال لي أحدهم:إِنَّ الشيطان شفاعمرو قصير القامة وعمره ليس بطويل.. ففرحت لهذا الخبر لكنه أبكاني بعد ساعات وعندما عرفت بان  الشيطان يسكن في كل واحد منا وعندما ننزع الله لبرهة من قلوبنا .. فيا أهل مدينتي بكل أجيالكم وعنوان إقامتكم ومذاهبكم لا تنزعوا الله من قلوبكم وعقولكم.
*لن ارفع الراية البيضاء وأغادر مدينتي ثانية وأنا أَعرف بان هناك شيخًا وشابًا وكاهنُ دينٍ ونائباً ومسؤولاً  يرد الحجارة العمياء عن أجساد الآخرين.. لن نرفع الراية ونغادر قلب المدينة لان هناك عجوزاً ما زالت تصلي على عتبات بيتها القديم .
*افتحوا دفاتركم وصفحاتكم .. افتحوا قلوبكم وعقولكم واضغطوا بكلتا يديكم على الجرح النازف ولا تخجلوا من قول الحق وكشف الحقيقة لان معركتنا ليست سهلة.. فليست الحكمة بان نسكن سوية في نفس المدينة بل الحكمة أَن نعرف كيف نعيش ونبكي ونفرح على عتباتها.
*الحكمة ان " نُجَبِّرَها قبل أن تنكسر" وتشتعل الجسور الأخيرة.. الحكمة أن نميز بين القشور واللُّبُ  وان ننزع الشيطان من قلوبنا.. الحكمة أن نلغي ما يسمى المدارس "الشاملة والأهلية" لكي نلم الشمل لان كل شيء يبدأ من التربية وينتهي إِليها .. وكل شيء يبدأ من البيت وينتهي إِليه لكي يبقى الشارع المقابل لبيوتنا نظيفا من الحجارة العمياء.
 

1
.
b7b blde
20/6/2009
כל הכבוד
2
.
شفاعمري
11/7/2009
عنوان صادق لكن انك لم تفاجاء فهذا صحيح !اذ كيف يفجاء من كانت له اليد الطولى في هذه الزعرنة؟الم تعدوا شفاعمرو بمصير يميت؟خسارة ان هناك من يفسح لك صفحاته للكتابة الممجوجة!ربما تكمل معروفك وتخبر الشفاعمريين عن سبب غيابك الحقيقي عن شفاعمرو ابان الاحداث!