[x] اغلاق
فنانون يهبطون بالبراشوت على ارض اريحا
18/6/2009 11:15

من المؤسف حقا بل من المخجل ان يتسابق اعلامنا لتغطية حدث لايستحق على حساب احداث اكثر الحاحا واستحقاقا. فقدوم شخصية فنية الى فلسطين تحتاج الى تغطية وهذا امر عادي , اما ان تحول الى عرس نصر واستعراض فرق واستنزاف وقت وكوادر اكثر مما يعقل فهذا هو السقوط بعينه .
فى استقبال الفاتح الاعظم المغنى التونسي احمد الشريف انتفض التلفزيون الفلسطيني بقده وقديده مهرولا الى اريحا بكادر لم يسبق ان اجتمع مثيله فى أي حدث وطني . فريق من اثنى عشر فردا , من مخرج ومقدمة برامج ولبيسه ومايك اب ومهندس فنى وفنى اضاءه وفني صوت وسائقين مع سيارتين احداهما لنقل الاجهزه والاخرى لنقل الطاقم لتصوير لقاء مع الفاتح ( أحمد الشريف ) الذي كان يلبس تيشيرت عليه دعاية مكبره للبيره مع زجاجتها . ومما يلفت النظر ان المقابله رغم هذا الكم المتألق من الفنيين لم تكن على المستوى الفني المطلوب واللافت اكثر النعومه والرقه والرومانسيه فى النظرات ونغمات الصوت التى اتحفنا بها من قبل مقدمة اللقاء .


امر لا نألفه الا فى مقابلات الفنانين الذين يهبطون بالبراشوت على ارض اريحا , اما ما يخص الوطن او ضمن ماهو فى الوطن لايستحق منا عناء ان يتحرك لتغطيته ( ان تحرك ) فريق مكون من مصور ومساعد فى احسن الاحوال ان امكن , هذا اذا قبل الفنيين والمقدمين الامر ولم يتحججوا بأعذار مرضيه وشخصيه خارقة الوصف. وتقبل به الاداره لكون الامر ليس مهما او طارئا .
وما ينطبق على التلفزيون ينطبق على مؤسساتنا الوطنيه التى لا تألو جهدا بوضع برنامج للفنان الضيف , برنامج لايخلو من تكريم وتعظيم و...و.....و........ , مع ان بعض الذين يحتفى بهم كفاتحين ومحررين لايستحقوا فى بلادهم نظرة واحدة لكونهم ليسوا على المستوى المطلوب , على مبدأ المسلسلات التركيه التى الهنا بها مهند ويحي , وتبين انهم غير محتفى بهم فى اوطانهم اصلا ,
والغريب ان من نقيم الدنيا ونقعدها لاجلهم لم يشاركو فى عمل او فعل حقيقى فى اللحظات المصيريه التى تعرض لها الشعب الفلسطينى منذ انطلاقة الانتفاضة الثانيه حتى يومنا هذا . والاغرب ان ننسى او نتناسى ان فى هذا الوطن عمالقة قدموا الكثير من اجل القضيه ومازالو يقدمون فى مجال السينما والمسرح او الغناء الذي يشهد له الاخرين خارج الوطن . يعضون على اسنانهم ويضعون الحجر على بطونهم لصنع ابداع من جهدهم ومالهم وعرقهم بعد ان تعجزهم الحيلة بدعم مادي او حتى معنوي من مؤسساتنا الوطنيه. اخذا بمبدأ لا كرامة لنبي فى وطنه .
واتحدى ان يتحرك فريق بمثل الفريق الذي يتحرك لتغطية قدوم الفاتحين من الفنانين العرب , من اجل ظاهرة وطنية او لقاء مع صاحب مأساة فلسطينى او تغطية لحدث فى احدى المدن او القرى او المخيمات الفلسطينيه . حتى لو كان هذا الحدث على اهميته من الناحية السياسيه او الثقافيه او الفنيه او الانسانيه ,
واذا كان الله قد منَ ببعض المال على التلفزيون الفلسطيني فبالاحري دفع التزاماته وهى بالشواكل لمن يتم التعاقد معهم اوممن تم وعدهم بالتعاقد ولم يدفع لبعضهم الا السلف القليلة التى لاتغنى ولا تسمن من جوع , وكأن على الفلسطيني ان يقدم نفسه وجهده بالمجان , وللاخرين فائدة الدم الذي تقدمه كفاءات فلسطين وشبابها ,
من المؤسف ان نصل الى هذه الحاله او نتحدث بمثل هذا الحديث , لكن القهر الذى تسببه التصرفات غير المدروسة , والغيرة على مصلحة الوطن واعلامه وكفاءاته تدعونا ان نصرخ بالصوت العالي كفى , فقد بلغ السيل الزبى .