إحياء ذكرى رحيل القائد توفيق زياد 6/7/2009 21:09
شارك حشد كبير امس السبت، في الناصرة، في مراسيم إحياء الذكرى الـ 15 لرحيل القائد الوطني والشاعر توفيق زياد، بحضور عدد كبيرة من الشخصيات القيادية في الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية، وشخصيات من مجتمعنا العربي، من أقصى شمال البلاد وحتى صحراء النقب، ووفد من هضبة الجولان السوري المحتل، ومن مختلف الأجيال، تلك التي عايشت ورافقت الراحل، والجيل الشاب، الذي تربى على التراث الوطني الزخم الذي تركه لنا زياد، وهذا بدعوة من مؤسسة توفيق زياد للثقافة الوطنية والإبداع، ومشروع "القدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009". وقد بدأت مراسيم إحياء الذكرى بمسيرة كبيرة، انطلقت من بيت الصداقة يتقدمها حملة باقات الزهور، مرورا من أمام بلدية الناصرة، التي رئس الراحل مجلسها البلدي على مدى 19 عاما، ووصلا إلى المقبرة الإسلامية، حيث وضعت الزهور على ضريحه. وألقى شقيق الراحل، ونائب رئيس بلدية الناصرة، مصباح زياد، كلمة قال فيها إذ نحن اليوم نستذكر مسيرة توفيق زياد، نرى الارتباط الوثيق مع مسيرة شعبنا ونضاله في الحفاظ على هويته الوطنية وكرامته، لقد كان لتوفيق زياد ورفاقه من الرعيل الأول في الحزب الشيوعي دور أساسي بتثبيت الهوية السياسي للجماهير العربية في البلاد. وتابع زياد قائلا، لتكن هذه الذكرى انطلاقة لكل القوى المناضلة لتوحيد وتنظيم صفوفها لمواجهة قوى الشر، التي تريد طمس معالم وجودنا، من خلال سن القوانين العنصرية واعتبارنا غرباء في وطننا.
وتابع نفاع قائلا، إن إحياء ذكرى زياد في هذه المرحلة يأتي في ظل صد الهجمة الرعناء على تاريخ حزبنا وجبهتنا، ومواقفهما الوطنية الأصلية، المواقف التي رسمت النضال العنيد لشعبنا الذي نتشرف بالانتماء إليه". واختتم نفاع قائلا، إن حزبنا الشيوعي يحيي هذا العام الذكرى التسعين لإقامة أول خلية شيوعية في فلسطين، وما من شك أن تاريخ زياد جزء هام من تاريخ الحزب والجبهة الديمقراطية، وسنبقى نحتفظ بذكراه الطيبة في قلوبنا.
وأردد معك دائما يا أبا الأمين بأن "الدنيا لم تعد الدنيا"، ونفتقدك ونذكرك وفي كل مناسبة نتمنى لو أنك بيننا نستذكر تلك الأيام، التي كان فيها للكلمة معنى وموقف شجاع وفي المناسبات الصعبة نقول هذا ما قاله توفيق وهذا ما فعله وهذا وذاك ونتوقف ننتظر وننتظر ولا من جديد.
وأضاف جرايسي قائلا، "ها نحن يا أبا الأمين قد استعدنا أغلبيتنا في بلدية الناصرة، التي حافظنا على رئاستها الجبهوية رغم أخطر المؤامرات وأقسى التجارب التي مرت على أهل بلدنا منذ النكبة، وبعد صمود ومعاناة سنوات عجاف، مثبتين حقيقة أنه يمكن خداع بعض الناس كل الوقت، ويمكن خداع معظم الناس بعض الوقت، غير أنه ليس من الممكن خداع كل الناس كل الوقت". وتابع جرايسي قائلا، وعلى الرغم من أسباب الإحباط نتيجة التطورات السياسية في البلاد والمنطقة والعالم عموما، إلا أن جبهتك وحزبك قد نجحوا أيضا بزيادة تمثيلهم البرلماني في الانتخابات الأخيرة بنسبة قياسية تجاوزت 25%، وهذا ثمرة ومحصلة العمل السياسي والفكري والميداني، وبفضل الناس الطيبين". وقال جرايسي، إنه يذكر هذه الحقائق المعروفة للجميع في هذه المناسبة، "لأقول أننا أمام مرحلة دقيقة كحركة سياسية مستقبلها يعتمد علينا، على قياداتها القطرية والمحلية، وعلى كوادرها، ليس فقط كطريق سياسي وفكري، وإنما أيضا كأنماط تنظيم وقيم تعامل تضع "النحن" فوق "الأنا".
وأضاف القيش قائلا، "نعم أيها القائد الجريء يوم صعبت الجرأة، أيها الحر صاحب القرار الصحيح الحاسم والرؤية السياسية الواعية، أيها الشاعر الفنان، أيها الأديب الإنسان، فأنت ظاهرة بحد ذاتها، وحالة راقية ومميزة بتاريخ أمتنا العربية الحديث، فهو لسورية وكل العرب، كما لفلسطين شاعرا تُدرّس أشعاره في مدارس الوطن العربي بكل أرجائه، صورة للكادحين والفقراء والمظلومين، رمزا من رموز الصمود والبقاء والحفاظ على الهوية العربية الفلسطينية".
وتابع بركة قائلا، حنينا إليك هو إصرار على أن نكون عشرين مستحيلا، أمام آلة العنصرية التي تتقن التفنن في تطوير أدواتها وقمعها بعد أن حسم جيلك ومن سبقك معركة البقاء، يستلون اليوم يهودية الدولة ليرفعونها سيفا مسلطا على وجودنا. وأضاف بركة، "نحن ما زلنا حزباً وجبهة وناسا أحراراً مكلفين بهذا المشروع، مشروع مواجهة العدو الذي علينا والعدو الذي فينا، وحنينا اليه هو إصرارنا على أن نكون عشرين مستحيلا، نعم أنجزتم مأثرة البقاء والظلم والاضطهاد وظلم ذوي القربى من أبنا جلدتنا، لكن أن يأتي من يفتري على التاريخ ونحن أصحابه، وما زلنا على قيد الحياة، فشبابنا لم يتغربوا وكبارنا لم تمت أجيالهم". وتابع بركة قائلا، كنت أحسب حتى أيام خلت أنها أمنية بن غريونية لتغريب شعبنا على عمقه وعن أفقه: الكبار سيموتون والصغار سينسون... فإذا بكتابة التاريخ تصبح مصادر بنوعيها، مصادر التمويل والتدلير، ومصادر التأويل والتزوير، قل ما هي مصادرك أقل لك من أنت، فتاريخنا ما زال مكتوبا في قلوب صانعيه وهم يتنفسونه بيننا... شعبنا يحفظ بطولاتهم عن ظهر قلب". وقال بركة، بعد غيابك الحاضر تأتي الصهيونية الحديثة لتزوير شعار الدولتين لتبرير يهودية الدولة، فيقفز من هم من بيننا ليتبنوا تزوير ليفني ونتنياهو للشعار، لا لشيء إلا للتطاول على حزبنا وتاريخنا منذ أكثر من ستين عاما، ونحن الشيوعيون وحلفاؤنا نحاول أن نقرع جدار خزان الصحراء الملتهب، الذي قتلوا شعبنا في أتونه، فهناك مؤامرة ليس لترحيل الشعب الفلسطيني خارج فلسطين فحسب، وإنما لترحيله خارج التاريخ.
ثم تم عرض شريط مصور للرحل زياد وهو يلقي بعضا من قصائده في القاهرة قبل سنوات قليلة من رحيله. وكان مسك الختام باقة من أغاني لقصائد زياد، غنتها بصوتها العذب الفنانة القدير أمل مرقص. |