[x] اغلاق
طلاب اسرائيليون برام الله، وعباس يدعو للسلام
17/2/2014 10:33
طلاب اسرائيليون برام الله، وعباس يدعو للسلام 
التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، امس الأحد، وفداً اسرائيلياً يضم أكثر من 200 من القيادات الطلابية،
ورؤساء المجالس الطلابية من عشرات المؤسسات الأكاديمية من جميع أنحاء اسرائيل، برفقة عضو الكنيست الاسرائيلي عن حزب العمل حيلك بار، في اطار مبادرة من تجمع الكنيست لحل الصراع العربي الاسرائيلي .
وقال الرئيس عباس في خطاب ألقاه أمام الطلبة:"يجب ان لا نضيع فرصة السلام، وأن لا ندعها تفلت من بين أيدينا، وأن أي سلام يجب أن يكون مبنياً على الشرعية الدولية التي اقيمت دولة اسرائيل على أساسها".
وأضاف:"ان الجهد من أجل السلام ليس رفاهية، وإنما هو لبناء مستقبل متين قوي، ولذلك يجب أن لا نضيع هذه الفرصة، وأن لا ندعها تضيع من بين أيدينا".

"القدس الشرقية عاصمة لفلسطين"

وأشار الرئيس عباس الى" ان القدس الشرقية هي أرض محتلة عام 1967 ونريدها عاصمة لدولة فلسطين، ولكن لا نريد إعادة تقسيم القدس، فالقدس مفتوحة، وهذه هي بداية التعايش الحقيقي بين الشعبين"، مشدداً على "أن الشرعية الدولية هي الأساس، وهي التي يجب أن نبني عليها، وأن الدولة الفلسطينية ستقوم على أساس حدود عام 1967، وأن قضايا الوضع النهائي يجب أن تحل حلاً مبينا على الشرعية الدولية".
وأردف قائلاً:"انه إذا أرادت إسرائيل أن نعترف بيهودية الدولة فليذهبوا إلى الأمم المتحدة وليطلبوا قرارا دوليا، في عام 1993 اعترف أبو عمار بدولة إسرائيل، منذ ذلك التاريخ وحتى 2009 كنا نقول دائما نحن نعترف بدولة إسرائيل، ثم جاؤوا بنغمة جديدة وهي الدولة اليهودية، يجب عليك أنت شخصيا أن تعترف بدولة إسرائيل، لماذا، من أجل أن نعمل سلام، أنت عملت سلام مع مصر لماذا لم تطالبها بالاعتراف بالدولة اليهودية، ومع الأردن كذلك!".
وكان الرئيس عباس افتتح خطابه قائلاً:"سعيد اليوم بهذا اللقاء، وأشكر كل الشكر من عمل من أجله، كان مقررا أن يعقد منذ فترة طويلة ولكن مع الأسف هناك ظروف صعبة مرت أجلته لدرجة أن البعض اتهموني بأنني لا أريد مثل هذا اللقاء. في الواقع كنت أتطلع إليه بشغف لألتقي مع جيل الشباب، الجيل الذي نعمل هذه الأيام من أجل مستقبله ومن أجل أن تعيشوا بأمن واستقرار في هذه المنطقة، وفي هذا العالم، هذا الجيل يقابله في المجتمع الفلسطيني جيل آخر يشبهه في كل شيء، في السعي إلى السلام، لذلك أنا حريص على هذا اللقاء، وأنا متأكد بعد بضع سنوات ستكونوا ممثلين للشعب الاسرائيلي في الكنيست، وحتى إن لم نكن توصلنا إلى السلام، فإنكم ستدعمونه لأنه لا مفر منه".

"لايوجد حل في هذه المنطقة الا السلام"

وتابع:"لا يوجد حل آخر في هذه المنطقة إلا السلام، والسلام لا يأتي إلا من خلال الحوار والمفاوضات والتعرف على بعضنا البعض، وسياسات بعضنا البعض لنعيش بأمن وسلام، في دولتين مستقلتين في هذه المنطقة".
وأضاف:"هذا الحل سياتي باعتراف كل الدول العربية والإسلامية، لأن مجرد أن هذه الدول شاهدت السلام الفلسطيني- الإسرائيلي ستهرع وبسرعة لكي تطبع علاقاتها مع دولة إسرائيل، وهذه ليست تمنيات وإنما واقع، لأن المبادرة العربية للسلام تقول بأن هذه الدول العربية والإسلامية عليها تطبيع علاقاتها مع إسرائيل عندما يحل السلام، لذلك يجب أن نرى أهمية السلام، لكي لا نكون في جزيرة صغيرة، وإنما السلام يستمد من موريتانيا حتى اندونيسيا، وهذه هي رغبتنا وهذا هو الأمل الذي نسعى لنحققه كي تكون المنطقة على علاقات طيبة مع جميع أنحاء العالم، لنقول لا للحروب والعداء بعد اليوم، ولنفتح صفحة من أجل حياة جديدة لهذا الجيل من الشباب الفلسطيني والإسرائيلي".

"قضية اللاجئين مسألة حساسة يجب حلها"

وحول قضية اللاجئين قال الرئيس عباس:"هناك دعاية تقول إن أبو مازن يريد أن يعيد إلى اسرائيل 5 ملايين لاجئ لتدمير دولة اسرائيل، هذا الكلام لم يحصل إطلاقاُ، كل الذي قلناه هو تعالوا لنضع ملف اللاجئين على الطاولة لأنها قضية حساسة يجب حلها لنضع حداً للصراع، ولكي يكون اللاجئون راضين عن اتفاق السلام، لكن لن نسعى أو نعمل على أن نغرق إسرائيل بالملايين لنغير تركيبتها السكانية، هذا كلام هراء وما يقال في الصحافة الإسرائيلية هو غير صحيح".
وأوضح:"على الأقل لنضع المشكلة على الطاولة لنحلها بالحلول الخلاقة، لذلك عندما جاءت المبادرة العربية للسلام في بيروت في 2002 والتي قادتها السعودية، والتي تعتبر أهم وأعظم مبادرة للسلام منذ عام 1948.
تقول إن الدول العربية والإسلامية ستطبع علاقاتها مع إسرائيل إذا انسحبت من الأراضي المحتلة، وحل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين، والحل سيكون بالتفاهم والاتفاق مع الإسرائيليين.عندما نقول حلا عادلا ومتفقا عليه معناه أن لا أحد يفرض على أحد حلاً، ولكن عندما يكون الحل بتوافق الجميع يكون مرضيا، لذلك لا يجوز ان نغمض أعيننا عن حقيقة ونقول إنها غير موجودة، لذلك يجب أن نحلها".

"اهمية دعم المفاوضات لانهاء الصراع"

وتطرق خطاب الرئيس الى مواضيع المياه والاستيطان والجدار والمفاوضات ومستقبل عملية السلام، كما أجاب على مجموعة من الأسئلة التي طرحها عدد من الطلاب المشاركين في اللقاء.
من جانبه، أكد عضو الكنيست حيلك بار على "أهمية هذا اللقاء من أجل خلق حوار بين الفلسطينيين والاسرائيليين، والاسهام في دعم عملية السلام الى الأمام". ولفت الى" ان الطلاب المشاركين جاؤوا من خلفيات سياسية وثقافية متعددة في اسرائيل، وأن أكثر من 1500 طالب من الجامعات الاسرائيلية سجّلوا للمشاركة في اللقاء، وتم عمل قرعة بينهم وتقليص العدد الى نحو 200 طالب".
وشدد على "أهمية دعم المفاوضات واستمرارها لإنهاء الصراع وتحقيق السلام والأمن"، مثنياً على "الجهود الأمريكية والجهود التي يبذلها وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري في هذا الجانب".
وقال بار:"ان الأمن لا يتحقق للجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الا اذا تحقق السلام بين الطرفين".
بدوره، قال محمد المدني عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، رئيس لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي:" ان هذا اللقاء يأتي في اطار النشاطات للتواصل مع المجتمع الاسرائيلي، وأن الأيام القادمة ستشهد لقاءات مماثلة".