[x] اغلاق
كتلة الجبهة: ميزانية افقار وتمييز عنصري
16/7/2009 12:11

 

أكد نواب كتلة الجبهة البرلمانية، محمد بركة وحنا سويد ودوف حنين ود. عفو اغبارية، على أن ميزانية الدولة للعامين الجاري والمقبل ترتكز على نفس السياسة المجحفة بحق الشراح الفقيرة والضعيفة، وظالمة أكثر في تجاه احتياجات الجماهير العربية، التي تواجه سياسة تمييز مستفحلة.
 
بركة: الميزانية كعكة جاهزة والائتلاف ختم مطاطي
 
وقال النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، إن الميزانية التي تطرح على الكنيست للمصادقة عليها، هي بمثابة كعكة جاهزة تقرها الحكومة وفق رؤيتها وسياستها الضيقة، دون الأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الواقعية للجمهور الواسع، وبطبيعة الحال على أساس مبدأ اغناء الأغنياء وإفقار الفقراء، وهذا بطبيعة الحال إلى سياسة التمييز المستفحلة ضد الجماهير العربية.
وتابع بركة قائلا، منذ سنوات طوال، وأنا أطرح على الكنيست مشروع قانون، يلزم الحكومة في اشراك الكنيست في وضع أهداف الميزانية، حول حجمها، وسقف العجز المالي المسموح، واحتمالات التضخم المالي وغير ذلك من أهداف الميزانية، إلا أن القانون يسقط باصوات الائتلاف، فالمعارضة في الأمس ايدته، ولكنها اليوم في الحكومة فهذا يعني ستعارضه.
وأضاف بركة قائلا، إن الحكومة تضع لنفسها اولويات، وتطلب من الكنيست، أو بالأحرى من قاعدتها الائتلافية في الكنيست، أن تكون ختما مطاطيا لها، فمثلا أن تخصص الحكومة اعتمادات مالية لكبار اصحاب رأس المال، وفي نفس الوقت توجه ضربات قاصمة للشرائح الفقيرة والضعيفة واضعاف ما تبقى من قوة شرائية لها، فحسب الحكومة هذا امر يجب ان يتم دون اعترض من ائتلافها.
وتابع بركة، إن الحكومة هذه صماء لاحتياجات الشرائح الفقيرة والضعيفة، ولكنها في نفس الوقت فإنها تتجاهل كليا قضايا الجماهير العربية، وحتى أنها تعمق سياسة التمييز العنصرين فمثلا ماذا نصت ميزانية الدولة للعامين الحالي والمقبل لمعالجة قضية نقص 5 آلاف غرفة تعليمية في جهاز التعليمي العربي، وما الذي ستفعله من اجل انهاء أزمة السلطات المحلية العربية، والقائمة تطول وتطول.
 
سويد: الصرف على الحرب بدلا من الفقراء
 
وقال النائب حنا سويد رئيس كتلة الجبهة البرلمانية، ان هذه الحكومة فقدت كل احساس باجراء نقاش على ماتطرحه، حتى ان بعض أعضاء الائتلاف الحكومي يخفون آرائهم الشخصية ولا يبذلون أي جهد لمناقشة المواضيع المطروحة، لعدم قدرتهم على التأثير على هذه السياسة التدميرية، بل أن بعض الوزراء يشعرون أن لا قيمة لهم حتى في وضع سياسة وزاراتهم، لأن من يحرك الأمور في نهاية المطاف هم موظفو وزارة المالية، ومن هذا المنطلق بامكان نتنياهو ادارة حكومته وتنفيذ سياسته الاقتصادية من خلال وزارة المالية بدون الحاجة الى تكليف وزراء وتوسيع الحكومة.
وأضاف النائب سويد ان كل المبالغ التي يطالب بها ممثلو الطبقات الفقيرة والمستضعفة بالامكان توفيرها بدل الاستغناء عن اقتناء طيارة حربية واحدة، لكن السؤال هو هل يوجد شخص واحد يطرح هذا السؤال على ممثلي الأجهزة العسكرية الإسرائيلية؟ واضاف، ماذا سيؤثر عدم اقتناء طائرة حربية واحدة؟.
واختتم سويد أقواله بالحديث عن مظاهرة رؤساء وعمال السلطات المحلية العربية المتظاهرين قبالة الكنيست، وقال سويد انه سمع العديد من القضايا والصعوبات التي يواجهها عمال السلطات المحلية العربية حيث ان العديد من السلطات المحلية العربية غير قادرة على دفع مستحقاتها لعمالها، وانه من العار على الحكومة ترسيخ هذه المشاكل وعدم معالجتها بالتعاون مع الرؤساء العرب، وقال سويد انه لا يمكن استمرار هذه الحالة وقطع المياه عن 20% من المواطنين.  
 
حنين الصرف الخاص على الصحة أكبر من الصرف الحكومي
 
وقال النائب دوف حنين، الذي تزامن خطابه مع تظاهرة رؤساء السلطات المحلية العربية، في هذه اللحظات تجري خارج الكنيست مظاهرة تحمل اصدق المطالب، حيث يتظاهر عمال ورؤساء السلطات المحلية العربية، وشاركت برفقة أعضاء كتلة الجبهة ومجموعة من أعضاء الكنيست في هذه المظاهرة.  
وتابع حنين قائلا، هذه المظاهرة ترفع المطالب الأساسية المفهومة ضمنًا، على السلطات المحلية، لكن بالنسبة للسلطات المحلية العربية، الموجودة في البلدات الفقيرة المسؤولية أكبر بكثير. وقدرتهم على ايجاد حلول محدودة جدًا، حيث لا يحصلون على الحد الأدنى من الميزانيات اللازمة لتقديم الخدمات الأساسية، لذلك استغل هذا المنبر لمناشدة الحكومة مواجهة المشاكل الحقيقية للسلطات المحلية العربية وايجاد الحلول اللازمة.
واضاف حنين، إنالصرف الحكومي والصرف الخاص بالنسبة لقانون الصحة، حيث وصل الوضع الى أن الصرف الخاص يزداد عامًا بعد عام والصرف الحكومي يتقلص، كذلك الأمر بالنسبة لميزانية التعليم، بينما تزداد الخدمات الصحية والتعليمية الخاصة، لكنها مقتصرة على الطبقات الغنية، وهي بازدياد.كذلك الأمر بالنسبة للثقافة، حيث تمول الحكومة ما قيمته 3,6% من المصاريف الثقافية، في حين 96,4% يمول من جيوب المواطنين، وبالنسبة للأمور البيئية، التي أضحت الضحية لهذه الميزانية، حيث لا تسمح الميزانية المقترحة لوزارة البيئة لمواجهة المشاكل الحقيقية، ولا تمكنه من القيام بوظيفته الأساسية للدفاع عن المواطنين من الأخطار المحدقة بهم، كالمواد الخطرة وتلوث الهواء والمياه والأراضي. 
 
 
إغبارية: ميزانية تقطع باللحم الحيّ من قوت الشرائح الفقيرة
 
واستهل النائب د. عفو إغبارية خطابه أمام هيئة الكنيست واصفاً ميزانية الدولة بالكارثية، مستشهداً بأبي ذر الغفاري بقوله: "عجبتُ لمن لا يجد القوت في بيته.. كيف لا يخرجَنّ إلى الناسِ شاهراً سيفه".
وأكد د. إغبارية في كلمته بأن المجتمع الإسرائيلي بشكل عام ينتظر أياماًَ عصيبة في ظل حكومة الكوارث والتجويع، خاصة وهي تشرف اليوم على إقرار ميزانية دولة تقطع باللحم الحيّ من قوت الشرائح الفقيرة، ولأن نسبة الفقر في الوسط العربي هي ما يربو على النصف وبذلك فإن المواطنين العرب في البلاد هم أوائل المتضرِّرين من هذه السياسة الغاشمة وهذه الميزانية الجائرة.
وأشار إغبارية إلى أرقام مذهلة في الميزانية فقال: "لقد تكرّمت الحكومة في معرض ميزانيتها للوسط العربي، احتساب 5% فقط للتطوير و 2% للمواصلات و 0% للزراعة وبذلك ينتظر مجتمعنا العربي أوضاعاً أكثر سوء في البنية التحتية، وتقمع أية إمكانية للمزارعين العرب من مواصلة عملهم في هذا المجال الحياتي والضروري.
وتتطرّق إغبارية إلى عواقب السياسة التمييزية الحكومية التي تؤدي إلى تردّي البنية التحتية وبالتالي إلى ارتفاع نسبة حوادث الطرق في البلدات والقرى العربية، إضافة إلى الاعباء الثقيلة الملقاة على الفرد بما يتعلق بتراجع الخدمات الصحية والنفقات الباهظة التي يتكبّدها المواطن جراء أثمان الأدوية ومصاريف أخرى ينفقها على صور الأشعّة أو اضطراره للعلاج لدى الطبيب المختصّْ.
وأضاف: "إن النتائج الخطيرة التي نشرت مؤخّراً عن ارتفاع نسبة الرسوب في امتحانات البجروت لدى الطلاب العرب، تؤكد أن كل ما ذكرته سابقاً حول سياسة التجهيل العنصرية، تتبناه الحكومة الحالية بمنهجية وعقلية تعيسة وتعتمد عليه كمحور أساسي استراتيجي في برامجها، فتسلِّط سوطها مستغلّة في ذلك الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها الأقلية العربية الفلسطينية في هذه البلاد".