[x] اغلاق
رامبو المنقذ الأمريكي
28/8/2014 9:06

 

صور من واقعنا المدهش

زياد شليوط

رامبو المنقذ الأمريكي

بينما كان يهم القاتل الإرهابي الانجليزي، من تنظيم داعش بجز رقبة الصحافي الأمريكي جيمس فولي، اذ بالبطل الأمريكي الأسطوري الذي خلدته الأفلام الأمريكية، رامبو يقفز من مكان ما من جهة ما، ويستل السكين من يد القاتل الخسيس ويطعنه طعنة نجلاء في رقبته ترديه قتيلا. ثم ينقض رامبو الذي لا يقهر، على المدفع الرشاش الذي بجانبه ويسرع في القضاء على مقاتلي عصابة "داعش"، واحدا تلو الآخر ويحصدهم حصدا، قبل أن يتمكن أي منهم من اطلاق رصاصة أو قذف سكين حاد باتجاه رامبو، وبعد دقائق تنتهي المعركة البطولية، ويقترب رامبو من الصحفي المكبل ابن وطنه، الذي أصيب بالخبل لما رآه عن قرب، وحرره   وسلمه لقوات الوحدات الخاصة الأمريكية.

وبعد النجاح السينمائي الباهر، يواصل رامبو مهمته العسكرية الانسانية وينطلق على رأس وحدة خاصة، كما كان يفعل في حرب فيتنام، ليخلص الصحفي الثاني ستيفن سوتلوف، المهدد بالقتل اذا لم تدفع حكومته مبلغا ماليا فدية لروحه، لكن الرئيس المغوار براك أوباما يرفض التفاوض مع الارهابيين الجدد! ويأمر هيا انقضوا عليهم واقضوا عليهم. وانطلق المغاوير الى مكان اعتقال وسجن سوتلوف، وقاموا بعملية انزال عبر المروحية العسكرية "كوبرا"، فتشوا المكان وهم يتنقلون بخفة ورشاقة مصوبين بنادق رشاشاتهم الأوتوماتيكية، علهم يعثرون على ضالتهم لكن عبثا. فيتصل رامبو بالبيت الأبيض متسائلا حائرا، فيخبره المتحدث بخجل واضح، أن الادارة الأمريكية اضطرت للتنازل عن عنادها، لكن ليس للارهابيين القتلة، انما لراعية ذلك الارهاب وممونته قطر العزيزة ربيبة حقوق الانسان، وهكذا تم اطلاق سراح الصحفي المذكور، بينما رامبو يشعر بمرارة لأنه لم يكمل مهمته على أكمل وجه.

ديمقراطية الأتراك المثالية

منذ زمن تأكدنا أن دولنا العربية لا تعرف الديمقراطية وتجهل أسسها ولا تتعامل مع مقوماتها.. منذ أن شاهدنا مسرحية "ضيعة تشرين" للثنائي المبدع دريد لحام (أطال الله في عمره) ونهاد قلعي (رحمه الله). وخاصة ذاك المشهد الذي يجري فيه المختار اصلاحات "جذرية" في وظائف الحكم في ضيعته، فيبدل الطنجرة التي يضعها على رأسه بطنجرة أخرى ويعلمنا درسا في الديمقراطية كنا نظنه وهما او نكتة أو تهريجا، الى أن جاء الحاكم "الديمقراطي" الفذ، الفهلوي، الباشا التركي رجب طيب أردوغان - طيب الله أعماله ومآثره الديمقراطية- واذ به يجري انتخابات في غاية الديمقراطية، وهو يعرف أن الشعب "حر" في اختياراته بعد معارك الديمقراطية والاصلاح في ساحات استانبول وخاصة تسنيم. فانتخب الشعب التركي أردوغان لمنصب رئيس الدولة، وترك منصب رئيس الوزراء. وفي ضربة معلم "ديمقراطية" نادرة وقبل أن تنتهي المهلة القانونية التي تمكن الرئيس المهزوم عبدالله غول من العودة للحلبة السياسية عبر حزبه وهو حزب أردوغان، قام أردوغان "الديمقراطي" ربيب أمريكا والعالم الغربي الحر، بتعيين وزير خارجيته أوغلو في منصب رئيس الجمهورية، ولأنه ديمقراطي جدا طلب موافقة حزبه على هذا التعيين، ولأن حزبه حزب "الحرية والعدالة" الأكثر في العالم، يؤمن بديمقراطية رئيسه ويتمتع بعدالته ورؤيته الثاقبة فقد وافق على القرار بالاجماع وبدون معارضة.

طبعا هلل دعاة الديمقراطية في العالم الحر المارق من الغرب حتى الشرق، بهذه الخطوة الديمقراطية الجريئة للرئيس أردوغان وقال للعالم تعلموا معنى الديمقراطية التركية. أما ديمقراطية مصر في انتخاب السيسي فهي مزيفة، واعاة انتخاب الرئيس بشار الأسد في سوريا فقد تمت حت تهديد السلاح، ومخالفة للقيم والأسس الديمقراطية الغربية. فلتحيا اذن الديمقراطية التركية، وفق مدرسة ضيعة تشرين، ولتسقط الديكتاتورية العربية في مصر وسوريا، ولتحيا الديمقراطيات العربية في طور الحبو (المشي على اربع) في السعودية والامارات العربية وتوابعها من أنظمة الخلافة الداعشية والنصرية وأشباهها.

كلنا حنين الى التضامن

بعدما  أصدرت اللجنة التأديبية في الكنيست قرارا بحرمان عضو الكنيست العربية حنين زعبي، من المشاركة في أبحاث الهيئة العامة ولجانها وكذلك حرمانها من حقها في التصويت على قرارات الكنيست لمدة نصف عام أي ستة أشهر بالتمام والكمال، دعت لجنة المتابعة العليا لشؤون المواطنين العرب أو لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية او لجنة المتابعة العليا (حاف)، الى عقد مؤتمر طاريء لكافة مركباتها الرئيسة وغير الرئيسة، لبحث سبل التصدي للموجة العنصرية الجديدة والاعتداء على حقوق أعضاء الكنيست، ممثلينا العرب في البرلمان الاسرائيلي.

واستعدادا وتجاوبا مع نداء لجنة المتابعة، تنادت الأحزاب والحركات المكونة والمركبة للجنة المتابعة والأعضاء فيها، لاجتماعات طارئة داخلية لكل مركب استعدادا لاجتماع المتابعة الطاريء. الحركات السياسية المعارضة للمشاركة في انتخابات الكنيست أصلا وفصلا، الحركة الاسلامية الشمالية وحركة أبناء البلد الوسطى، اتخذت كل منهما قرارا حازما لا رجعة عنه، يقضي بمقاطعة اجتماع لجنة المتابعة الطاريء لأنه سيبحث موضوعا هي تعترض عليه بالأساس، ألا وهو المشاركة في انتخابات الكنيست والعمل البرلماني، ودعت أبناء البلد الرفيقة حنين للانسحاب من الكنيست كما دعت حزبها التجمع لاعلان العصيان الانتخابي والانضمام للقوى المقاطعة للكنيست.

وعقد المكتب السياسي للحزب الشيوعي ومكتب الجبهة اجتماعا مشتركا نظرا لحجم الحملة العنصرية، واتخذا قرارا يقضي بتوجيه الدعوة لحنين زعبي للانضمام الى صفوف الجبهة الديمقراطية لتشكيل تحالف حنين – حنين، اليهودي - العربي من أجل التصدي للفاشية وضم قوى يهودية ديمقراطية للنضال المشترك. واكدت الجبهة أنها لن تتراجع عن العمل البرلماني الذي أثبت مصداقيته عبر السنوات وأنه الأداة القانونية والديمقراطية الوحيدة لاثبات عنصرية الدولة. وأنها لن تحضر اجتماع المتابعة خشية طرح موضوع مقاطعة الكنيست وأعمالها لمدة ستة اشهر، مؤكدة أننا كلنا حنين دوف وليس حنين زعبي.

وعقدت الحركة الاسلامية الجنوبية مع حلفائها في القائمة العربية الموحدة اجتماعا، أكدوا فيه أنهم يتضامنون مع حنين زعبي لكنهم سجلوا عتبهم عليها لانها تجاهلت رئيس حركتهم الشيخ حماد أبو دعيبس هذه المرة تجاهلا تاما، وذهبت لتقاوم عنف الشرطة لوحدها، وهو الذي وقف الى جانبها أثناء الاعتداء العسكري الاسرائيلي على سفينة مرمرة. ولأنها لم ترد الجميل له، فان القائمة الموحدة بمركباتها تتحفظ من المشاركة في الاجتماع الطاريء للمتابعة.

ونظرا لأهمية الموضوع عقدت اللجنة المركزية للتجمع الوطني الديمقراطي اجتماعا صاخبا، وخاصة على اثر مطالبة لجنة المرأة في الحزب حنين زعبي باعادة مقعدها البرلماني للجنة لتختار امرأة بديلة تشغل المقعد. ذلك لأن حنين خانت الأمانة النسائية وارتكبت عدة أخطاء في تصرفاتها المتجهة نحو الرجولة، مثل مشاركتها في سفينة مرمرة وتصديها للشرطي "العربي" في قاعة المحكمة وتغسيله بحمام ساخن من الشتائم والاهانات، واختتاما بتقدمها لمظاهرة حيفا غير القانونية ومواجهتها لرجال الشرطة الذين ظنوها رجلا وقاموا بتكبيلها. وعلى ضوء ذلك لم تعد لجنة المرأة على استعداد لأن تسكت عن تلك التجاوزات، كما انها ترى في الألقاب التي تطلق على حنين زعبي مثل: أخت الرجال، تساوي ألف رجل، معها لا نحتاج الى رجال. أمر يستدعي اعادة المقعد بعدما لم يعد هناك تمثيل نسائي في كتلة التجمع، بعد انضمام زعبي لتحالف الرجال، على عكس قرارات التجمع بالحفاظ على التمثيل النسائي في الكتلة البرلمانية. وأعلنت اللجنة المركزية ننها في حالة انعقاد متواصل للبت في الموضوع ، واذا لم نته من معالجته فانها لن ستعتذر عن حضور لجنة المتابعة العلي.

للحزب أنها في حال انعقاد مستمر ومتواصل الى ما بعد اجتماع المتابعة الطاريء لمتابعة تطورات الموقف!

 

(شفاعمرو- الجليل)