احياء نكبة ترشيحا 

منذ ساعات صباح يوم 24 تشرين الاول لعام 2014 احيت ترشيحا ذكرى يوم النكبة بفعاليات عدة مُشَرِفة..، بدأت من مَرسم القرية مع مئة طفل شاركوا برسوماتهم بأشراف الفنانة سيسيل كاحله التي تقيم دورات فنية على مدار السنة لأطفال القرية..حيث كان الهدف الاساسي من اشراك الاطفال تعريفهم وتوجيهم لتبقى ترشيحا العربية بذاكرتهم ووجدانهم.

كان اليوم حافلا بالفعاليات أهمها البث المباشر الذي أُقيم بين  قرية ترشيحا ومخيم برج البراجنة في لبنان من خلال قناة الميادين العَربية  التي قامت باستضافة  عددا من سكان ترشيحا القاطنين فيها ومن برج البراجنة ابناء ترشيحا المَهجرين من عام 48 الى لبنان .

من ترشيحا الفلسطينية قامت الاعلامية هناء محاميد بتقديم ضيوفها التراشحه وهم المواطنة سعاد بشارة (ام نسيم) والمواطن محمود ابو حسان الذي شهد ايام ترشيحا ما قبل النكبة ، والمؤرخ  الفلسطيني مصطفى كبها الذي شدد على الحفاظ على الرواية الفلسطينية ونقلها الى الجيل الجَديد بكامل مصداقيتها .

 وأخيراً المُخرج الفلسطيني "باسل طنوس " الذي قام بإخراج  فيلم "عروس الجليل " الاخير الذي نال ضجة في الوسط الفلسطيني  لما يتضمنه من احاث أهمها اصابة المواطنة "فاطمة الهواري" والتسبب بشللها جراء قصف طائرة اسرائيلية على ترشيحا في العام 48 .

من الجانب الاخر برج البراجنة تألق الاعلامي كمال خلف وضيوفه في لبنان وهم : حسين ابو طاقة من مواليد لبنان عام 58 الذي حيّا صمود الباقين في ترشيحا الى يومنا هذا رغم الاحتلال وسلب الاراضي ، كان معه أيضا الدكتور رضا الاغا ابن ترشيحا المُقيم في المانيا الذي اتى خصيصا الى بيروت للمشاركة في يوم ترشيحا ولاقامة مركز لعلاج الكلى الذي يفتقده السكان في برج البراجنة ، ايضاً من بين الضيوف الذين تواجدوا  مع كمال خلف الحاجة ام محمد الدقاق وخليل مؤمنة واخيرا حسام روبين عرار الذي أحب ترشيحا وطنه حتى النخاع مَن علمنا ان الدنيا وَطن احتفظ بمفتاح كنيسة الروم في ترشيحا بقلبه  الذي وصله من فلسطين .....

 للسنة الحادية عشرة على التوالي  تُقام ذكرى النكبة رغم رفض الحكومة في بدايتها .الساعة السادسة من ذات اليوم  بدأت  مسيرة المشاعل الصامتة من ساحة البلد مروراً بمدرسة البنات قبل عام ال48  لنرى شجرة ترشيحا من ابداع الفنانة رنا بشارة المُدون فيها اسماء عائلات ترشيحا ما قبل النكبة وقد بلغ عددهم 152 عائلة ما بين باقية ومهجرة .

عند الساعة الثامنة استمتعنا بالأمسية  الفنية التي  قدمها ابن البلد جواد دَكوَر وافتتحتها  الرائعة سيسيل كاحلة بدقيقة حداد على ارواح الشهداء مع اغنية موطني ..    لتقوم بعد ذالك برسم تحفة فنية يعود ريعها لحركة شباب ترشيحا

لا تقل ترشيحا في قلبي انما نحن في قلب ترشيحا

كان لبشار عودة مقطوعة موسيقية فلسطينية بالاشتراك مع مجد دكور وشادي عسّاف ، تلاه المبدع الشاعر حسيب غرزوزي (ابو حاتم) بقصيدة رائعة لترشيحا الابية.

يارا بشارة ذات الصوت الملائكي ادّت بإتقان كلمات الشاعر مروان مخول بقصيدته "عروس الجليل " . لَمَع نجم " جمال حبيب الله" ابن عين ماهل بأدائه الرائع  من خلال قصائده "عشانك يا ستي " و "برتقالك يا يافا" ورفقتهم الموسيقى لتضيف لهم رونق اخر لا ينسى ، ولن انسى استضافته للسجين المُحَرر "ابو اسعد كناعنه الذي عبر عن حبه لبلاده رغم الظروف العاتية التي مرّ بها . 

فرقة ترشيحا الفلسطينية بقيادة الفنان علي محمد بكري  اختتمت الامسية  بوصلات الدبكة المُمَيزة ...

في نهاية اليوم لا بد ان انوه بانبهاري الشديد بأبناء البلد الواحد المتماسكون محبون الذين اجتمعوا تحت راية واحدة " وطني "