مركز اللقاء للدراسات الدينية والتراثية يصدر دراسة تاريخية لاهوتية أكاديمية نادرة عن البطريرك صفرونيوس وعلاقته بالخليفة عمر، للباحث الد 17/2/2015 10:21
مركز اللقاء للدراسات الدينية والتراثية يصدر دراسة تاريخية لاهوتية أكاديمية نادرة عن البطريرك صفرونيوس وعلاقته بالخليفة عمر، للباحث الدكتور جريس سعد خوري
صدر في الأيام القليلة الماضية، عن مركز اللقاء للدراسات الدينية والتراثية في الأرض المقدسة، كتاب نوعي وذو ميزة خاصة بعنوان "كتاب البرهان في تثبيت الإيمان" للدكتور جريس سعد خوري، مدير مركز اللقاء وهو عن بطريرك القدس صفرونيوس (+638م)، وفيه معلومات جديدة عن حياته وشخصيته لم تكن معروفة من قبل. كما ويتطرق المؤلف للقاء البطريرك بالخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، ويعرض قراءة جديدة وتحليلاً عصرياً للعهدة العمرية مبينًا الحيثيات التي أعطيت فيه وأهميتها في ذلك الوقت وفي أيامنا هذه التي يسودها التكفير والهمجية.
وما يميّز هذا العمل الأكاديمي هو قيام المؤلف بوضع فهارس شاملة للكتاب ومنها فهرس لنصوص الكتاب المقدس التي وردت في النص وفهرس للأقوام والملل وآخر للأماكن ورابع لأعلام الاشخاص وخامس لأهم المفردات. وذكر الاستاذ الدكتور قسطندي شوملي أن "هذا الكتاب يتناول فترة هامة من تاريخ المدينة المقدسة، وتأتي أهميته لمضامينه التاريخية والثقافية واللاهوتية، وكونه دراسة رصينة لشخصية تاريخية لعبت دورًا هامًا في منظومة الصراع حول مدينة القدس... وتكشف الدراسة عن خبرة فريدة في التفاعل الحضاري والعيش المشترك للعرب المسيحيين مع العرب المسلمين، ودراسة موضوعية للظروف التي وضعت فيها العهدة العمرية. كما تكشف ملاحق الكتاب عن وثيقتين هامتين: "رسالة صفرنيوس المجمعية" التي وضع الدكتور جريس سعد خوري أول ترجمة عربية لها، وتمثل الوثيقة الثانية "خبر خراب بيت المقدس من قبل الفرس" حسب رواية شاهد عيان. وكتب الدكتور عبد الرحمن عباد، أن "هذا الكتاب ليس كتاباً عادياً تقرأه وتستريح، إنه كتاب مختلف عمّا في الأسواق؛ لأنه يعالج قضيّة بل جملة قضايا، لم يجرؤ أحد حسب معلوماتي على التعرض لها خلال القرون العشرة الماضية، وما قبلها أيضًا، وهو يتّسم بالموضوعيّة في البحث والإستقصاء، وعزل الذات عن الإنضمام إلى هذا الفريق أو ذاك تأييداً للرأي أو تفنيداً له؛ إلا في حدود البحث العلمي المجاز، وهو جريء في هذا المجال، يتخطى الخطوط الحمر الكثيرة في معالجة النصوص بعرضها الواسع الشمولي والعميق على البحوث السابقة والنصوص المعتمدة الموثقة بضمن منهجية محيدة قلّما وجدنا كاتباً عربياً يتسم بها... انني أعلم مقدار الجهد الذي بذله والزمن الطويل الذي استغرق والكد الذهني الذي تكلف، ولكن كل هذا يهون في سبيل الخروج بمثل هذا البحث القيّم والعميق الذي تفتقر إليه المكتبة العربية. انه يسد نقصاً حقيقياً في هذا الصدد. كثيرون منا سمعوا بعمر بن الخطاب وصفرونيوس ولكن أكثرنا لم يعرف طبيعة العلاقة الذهنية والإجتماعية والسياسية التي ربطت بينهما وانعكست سلوكاً على تصرفاتهما والمجتمع بحيث خلدت هذه العلاقة في وثيقة أطلق عليها (العهدة العمرية) هذا الكتاب يجيب عن أسئلة كثيرة قد تخطر بالبال وقد لا تخطر، من خلال منهج علمي لا يحابي ولا يجامل، وأظنه الكتاب الأول الذي يبحث بهذا العمق في معاهدة ما زالت فاعلة بعد أكثر من عشرة قرون، الباحث الدكتور جريس سعد خوري يتعمق في تحليل هذه الوثيقة ويطلعنا على ما لم نعرف. اقول هذا بعد اطلاعي وتدقيقي للبحث متأنيّاً عبر عدة أسابيع". هذا وينظم مركز اللقاء مع مؤسسات محلية، حفل اشهار للكتاب في بيت لحم وشفاعمرو قريبا، على أن تعقبها أمسيات أخرى مشابهة في أكثر من بلدة وموقع. |