[x] اغلاق
لأبي الراوي
20/4/2015 9:41

لأبي الراوي

إلى روح أبي الراوي الطاهرة، حيث تقيم في البرزخ، تنتظر القيامة، أو حيث تحوم وتحلّق فوق داره ( التي عمّرها ولم يشبع منها )، وتُحدّق من بعيد وما من مُعيد !! أو حيث تحوم وتحلّق فوق مدرسة السياقة، وتحدّق من بعيد وما من معيد !! إلى روحه أهدي ما يلي، مستهلًّا بأغنية فيروز "سلِّم لي عليه".

سلملي لي عليه وقلو إني بسلم عليه                   
وبوسلي عينيه و قلو إني ببوس عينيه                           
إنتا يلّي بتفهم عليه سلملي عليه سلم                           
قلو عيونو مش فجأة بينتسو 
ضحكات عيونو ثابتين ما بينقصو 
مدري شو بو وبعرف شو بو 
مطبوعة بذاكرتو ما تبحثو عم تبحثو 
ما تبحثو ما تبحثو ما تبحثو 
هيدا حبيبي إلّي إسمي بيهمسو 
تعبان على سكوتو و دارسو 
واضح شو بو ما تقول شو بو 
أعمل حالك مش عارف ما تحرأسو بتحرأسو 
ما تحرأسو ما تحرأسو ما تحرأسو 
سلملي عليه و قلو إني بسلم عليه 
بوسلي عينيه هو ومفتحهن عينيه 
وبوسو بخدو طولّي عليه فهمت علي إيه سلم 
وأنا عم غني المذهب ولما بغني ردو عليه 
وبعدو نفسو المذهب ولولا قدرتو زيدو عليه 
وعودو تبقو عيدو الكوبلية سلملي عليه سلم

لقد قالوا، أحبّ لغيرك كما تحبّ لنفسك. أما أبو الراوي فقد أحبّ لغيره أكثر ممّا أحبّ لنفسه! فاهتمّ بالعمل المتواصل والدؤوب والمضني، كي يُنتجَ ويعطي الآخرين من إنتاجه، متصدّقًا، مُساعِدًا، داعمًا ومسامحًا. وبذلك يكون قد فضّل الآخرين على راحته وصحته ونفسه، وقدّم المصلحة العامّة على المصلحة الخاصّة، ما أروعه ما أروعه!! وكما قالت الشاعرة ليلى علّوش: فلأحترق – حتى أُضيء بناري. وأنت يا أبا الراوي، أحرقتَ نفسك، حتّى تضيء للآخرين. أجهدتَ جسدك وأهلكت نفسك، حتّى تُنتج وتعطي للمحتاجين: المدارس، طلّاب الجامعات، تلاميذ السياقة والمؤسسات المتنوعة وغيرهم وغيرهم يا حمودي. أجل يا أبا الراوي، كنت كمياه قسطل صفورية، تجري ( بالسيارة ) حتى تروي ( فأنت الراوي وأبو الراوي ) الشاربين والمزروعات. وما زالت تجري، كما نهجْتَ، مياه مدرسة السياقة ومياه مدرسة الحياة التي شيّدْت. عشتَ مجاهدًا ومتَّ شهيد العمل والعطاء، يرحمك الله.

أصابتكَ الوعكة الصحيّة، الثلاثاء 11.11.2014 ( تاريخ وفاة أبي عمّار، الخميس 11.11.2004 )، وكانت الوفاة يوم الأحد 16.11.2014، ولم يصدّق أحد أمرَ الوفاة.

يا حمودي

بَعْدَ عبـــورِ الشهرِ الرابعْ      بِتُّ أُصــدِّقُ أمرَ وفاتِـــكْ

كُنتَ أصيلًا كُنْتَ كريمًا     نَدَرَ الحاملُ مِثْلَ صِفاتِكْ

_____

يَبْدُو أَنَّ مَــــلاكَ الموتْ            لَمْ يَقْرَأْ جَدْوَلَ حَسنــــاتِكْ

يَبْــــدُو أَنَّــــــــهُ عزرائيــــــــــــلْ      كـــــانَ سقيمًا يومَ ممــاتِــــــكْ

_____

 

        نسرينٌ راوي مَعَ رازي       صَلُّـــوا كَيْ تَبقـــــى كلمــــاتِكْ

وَمُنـــــاكُمْ ضاعَ توسّلُـــها            لِـــــــــــدَوامِ حــــرارَةِ قُبُـــــــــلاتِــــكْ

يبكي العــــــمُّ أبو مـــروانْ         والطــــــــــلّابُ  وتـــلميـــــــــذاتِــكْ

    كـلُّ شفاعمرٍو تبكيكُمْ                كمْ صلَّتْ مِنْ أجلِ نجاتِكْ

وارْتَدَتِ المدرسةُ سوادًا               وانتـــــظرتْــــــكَ وتعلـيــــــــــماتِــــــكْ

______

 

      أَخْطأَ جدًّا مَــــلَكُ الرحـمةْ                 بِتَجاهُلِهِ دُعــاءَ بنــاتِكْ

      حينَ امتنعَ عَنِ التَّصْويتْ                  لَمَّا بَحثُوا أَمَــدَ حياتِكْ

______

 

لــورٌ ودعــــاءٌ يـتــمنّــــوا            عودتَكُــمْ رُؤيَــــــةَ خـطــواتِـــــكْ

     الكـــلُّ اشْتــــاقَ لِبَسْمَتِكُمْ                نَغَمــاتِ الصوتِ وَضَحِكاتِكْ

-----

نسرينٌ سَدَّتْ غيبتَكُمْ                 بِحَنــــانٍ يغمُرُ فَلَـــــــذاتِكْ

    ويقــومُ الخـــالُ أبـــو حـنّا                بإدارهْ دَقيقَـهْ كَطَلَبـاتِكْ

-----

          أَجْملُ أزهارٍ في الكونِ             تَنْبُتُ فَـــوْقَ تُـرابِ رُفاتِــكْ

مِعْطـاءً دومًـــا بِسَخــــــاءٍ              فَضَّلْتَ الغَيْرَ على ذاتِكْ

فَضَّلْتَ الغَيْرَ على ذاتِكْ

                                                                              صالح مصلح حماده