[x] اغلاق
التلوث البيئي في المنطقة أحد أقوى عوامل مرض السرطان والكشف المبكر لسرطان الثدي كفيل لشفاء المرأة التام منه
23/4/2015 18:04

ريمون منسى طبيب جراح ومدير قسم صحة المرأة في مستشفى العائلة المقدسة وطبيب في صندوق المرضى مكابي للسلام :

التلوث البيئي في المنطقة أحد أقوى عوامل مرض السرطان والكشف المبكر لسرطان الثدي كفيل لشفاء المرأة التام منه

يشغل موضوع التلوث البيئي في منطقة الشمال خاصة في خليج حيفا الرأي العام في هذه الايام حيث كشفت مصادر وزارة الصحة عن مخاطر هذا التلوث الصادر من مصانع البترول وتأثيره على مضاعفة عدد مرضى  سرطان الاطفال في المنطقة ، كما ويشغل بال السيدات ارتفاع نسبة سرطان الثدي لدى السيدات خاصة الشابات منهن لذلك ارتأينا ان نستغل فرصة تواجد الجراح الكبير والمعروف الدكتور ريمون منسى في محاضرة قيمة هذا الاسبوع في اشكول بايس في مدينة شفاعمرو (اقرأ خبرًا منفردًا في هذه الصفحة )  لنجري معه هذا اللقاء :

س: التلوث البيئي في منطقة خليج حيفا يشغل الرأي العام في المنطقة ما حقيقة تأثير هذا التلوث على حياة الناس ومخاطره ؟

د.منسى: ان التلوث البيئي هو موضوع وهذا ليس رأيي الشخصي, في هذا الموضوع انما رأي جميع الابحاث ايضا التي اتطلع عليها بشكل دوري وهناك تأكيد على هذه الابحاث من خلال تكرار اصابات بالمنطقة  بأمراض خبيثة  نتيجة هذا التلوث والقضية ليست بمثابة رأي طبي انما الطب اثبت بالفعل ان التلوث يرفع من نسبة امراض السرطان بنسبة كبيرة .والقضية ليست قضية سياسية انما حقيقة الامر ان مصانع خليج حيفا ضاعفت نسبة سرطان الاطفال بالمقارنة مع نفس الامراض في اماكن مختلفة في العالم حيث تبين ان الظروف البيئية في حيفا هي الدافع الاساسي للإصابة في هذه الامراض, وانا من هنا اطالب المؤسسات التعليمية والوزارات المختلفة وبلدية حيفا وبلديات المنطقة المحيطة بالمصانع الاجتماع فورًا ووضع الخطط والاسس المناسبة من اجل العمل على الحد من هذا التلوث وانقاذ اطفال واهل المنطقة من هذا الخطر،  فما بالكم  ان التدخين المباشر والتدخين السلبي هما المسؤولان المباشران عن  امراض سرطان الرئة بحيث ان النسبة  تتراوح بين 90% من المدخنين الايجابيين ونسبة 10% من السلبيين (المتأثرين من التدخين ) وهذا الامر يندمج في اطار المخاطر البيئية بالرغم من أن دخان السجائر اقل خطورة من دخان المصانع فمن هنا بالامكان الاستنتاج ايضا من خطر دخان المصانع .

س: لفت انتباهي اليوم في المحاضرة ان سرطان الثدي لا ينطوي على السيدات فقط انما ايضا هو يصيب الرجال ؟

د.منسى : ان هذا الموضوع معروف منذ الازل ان سرطان الثدي لدى الرجال هو نفس سرطان الثدي لدى السيدات ولكن نسبته 1%-1.5% من سرطانات الثدي العامة لدى السيدات أي ان كل 100 حالة اصابة بسرطان الثدي واحدة منها لدى الرجال و99 لدى السيدات, وهو يعالج بنفس الاساليب ويكتشف بنفس الاساليب ،بيولوجيا هو مشابه جدا ويخضع للعامل الوراثي وهو موجود عائليًا بمعنى ان العائلة التي يتم اكتشاف سرطان الثدي فيها لدى امرأة يمكن ان يكتشف ايضا لدى الرجل نفس السرطان

س:هل يعتبر سرطان الثدي سرطان قاتل ام ان أمل الشفاء متوفر ومضمون ؟

د.منسى : ان سرطان الثدي هو مرض خبيث وهو أحد انواع هذا المرض .وفي الماضي كان هذا النوع من السرطان قاتل بفترة قصيرة  بينما تطور  العلم اليوم حول هذا السرطان الى مرض مزمن تستطيع ان تطول فترة العلاج وتطول حياة المريض حتى نصل الى مرحلة الشفاء التام خاصة بحالات الاكتشاف المبكر وانا دائما اطالب واشدد على جميع السيدات والصبايا ان يتوجهن الى عيادات صناديق المرأة وان يقمن باجراء فحوصات دورية لمدة دقائق معدودة كل ستة اشهر وهذا كفيل بالشفاء التام من هذا المرض الخبيث .

س: ماذا لو تم اكتشاف المرض بوقت متأخر ؟

د.منسى: ان اكتشاف السرطان متأخرا ليس بالضرورة مؤشرًا على موت المرأة لان العلم قد تطور جدا وبالامكان إعطاء علاجات مختلفة واطالة حياة المرأة لسنوات عديدة وتحويل هذا المرض الى مرض مزمن مع امكانية للشفاء التام بنسبة اقل من الاكتشاف المبكر .

س: ماذا يعني الكشف المبكر وكيف يمكن اجراء فحص مبكر ؟

د.منسى : ان الاكتشاف المبكر مصطلح يفسر نفسه بنفسه بمعنى اكتشاف السرطان بمراحله الاولية ، وان الاكتشاف يضمن شفاء تام بنسبة 90% من الحالات بينما الاكتشاف المتأخر يضمن نجاح بنسبة 20% لشفاء تام فقط ، وانا اقول للسيدة تعالي اكتشفه لك انا كطبيب قبل ان تكتشفيه انت من خلال عوارض معينة متأخرة لهذا المرض ,لانه عندها سيكون الامر معقدا ، فما عليك اذا  الا ان تحضري الى عيادة الطبيب مرة كل ستة اشهر والطبيب لديه الوسائل المختلفة باللمس او بالتخمين او التوقع حسب خبرته الكبيرة الامر الذي يضمن علاج ناجع مضمون وهذه هي المعادلة المضمونة بمعنى ان كل امرأة وفتاة ابتداءً من جيل 25 عاما عليها بالمبادرة لزيارة الطبيب في عيادات اطباء صناديق المرضى العام وهذا هو المفتاح الاساسي لمكافحة هذا المرض الذي يغنينا في المستقبل عن معاناة شديدة وجراحات متكررة وخطورة الموت , فان اكتشاف "ضرنة "نصف سم ليست كأكتشاف درنة 5 سم .

س :هل هناك ارتفاع بنسبة الوعي لدى السيدات بضرورة اجراء فحص مبكر ؟

د.منسى: الوضع ممتاز جدا ونحن اصبحنا نضاهي الوسط اليهودي من ناحية الوعي والتوجه لعيادات الفحص المبكر  ولكن المشكلة في الوسط العربي " والمصيدة" التي تقع فيها السيدات الشابات اللواتي يعتقدن انهن لسن معرضات للمرض وهذا خطر شائع .

س:ما هي اهم التأثيرات البيتية وغيرها على اصابة المرأة بالمرض ؟

د.منسى: ان الاكل الصحي والخضار والرياضة والانجاب المبكر قبل جيل 30 عام هم عوامل ايجانبية في منع وقوع المرض بينما تعتبر  السمنة الزائدة والدهنيات واستعمال الهورمونات الكثيرة وحبوب منع الحمل بشكل فاحش لسنوات طويلة من اهم مسببات هذا المرض وارتفاع نسبته  والجدير بالذكر ان نسبة سرطان الثدي يعتبر 15% من بين السرطانات العام ,وتشكل نسبة 30% من عدد السرطانات لدى النساء وهي نسبة عالية جدا .

كلمة اخيرة

د.منسى : ان المرض موجود وان الاغفال عنه ليس معناه ان نبعد شبحه عنا بل بالعكس فهذا خطر قاتل لذلك تعالوا سويا نواجهه من خلال الفحص المبكر مرة كل سته اشهر لمدة 10 دقائق فقط وانا كطبيب اقدم كذلك محاضرة قصيرة كل زيارة لاسداء نصائح وهذا هو الكفيل الاساسي للمعافاة التامة وضمان وافر الصحة والعمر المديد