[x] اغلاق
أحقًّا كلمتكِ الأخيرة... لا!!
23/1/2016 12:30
أحقًّا كلمتكِ الأخيرة... لا!!
بقلم: مارون سامي عزّام
أتذكُرين ماذا طلبتُ منك قبل أن يبدأ عدّك التنازلي نحو قول كلمتك الأخيرة؟ أم أنّكِ لا ترغبين سماعي منذ هذه اللحظة وصاعدًا؟ لقد طلبتُ منكِ أن تفهمي يا حبيبتي طبيعة كوني كاتبًا معروفًا، لكنّك... بقيتِ متعنّتة!! كأنّ الحب الذي كان بيننا مجرّد أحجية طفلٍ، طرحها عليكِ فاستعصى عليكِ حلُّها، وتخلّيتِ عنها. 
عليك أن تطلبي منّي المغفرة والسّماح. أتعلمين أنّه ليس من السّهل أن تقولي لي أنا بالذّات كلمة "لا"، ستعرفين ذلك لاحقًا، لكنّك قلتِها انتقامًا "لكرامتك المهدورة"!!
هيّا... اقرئي هذه القطعة جيدًا، دون الاعتراض عليها، لأنّك فجّرتِ سدَّ احتمالي لصنيعك هذا، أوشكَ زلزال غيظكِ أن يُمزِّق ستار تعارفنا، بسبب تعويذةٍ سحَرَتكِ بها صديقاتكِ اللاتي، كلّما يلتقين بي، يجدنني أتكلّم مع ذات الفتاة، يا لها من صدفةٍ مقيتة، اعتقدن لغبائهن أنّي أخدعكِ!! رغم أن تلك التي كنتُ أكلّمها، هي إحدى المعجبات بكتاباتي. 
"بكل سرور" أثرتِ بلبلةً كنتِ في غِنىً عنها، متجاهلةً كونكِ أنثى، تَعرفْ كيف تكظم غضبها بعنفوان كبريائها، هذه الصّفة تُعتَبَر سلاحها الخفيّ، لأنّها تستطيع به الحفاظ على حبيبها، وتستعمله فقط، في حال تفاقم حُمّى الغيرة عندها!!  
قسوتكِ عليّ ليست قوّة، إنَّما ضعف. لم أعلم أنها ستسيطر عليك بهذا الشّكل، إلى أن تسلّقتْ صفاء ذهنكِ، وكلّ ذلك بمجرَّد أنَّكِ سمعتِ أنّي أُقيم علاقة سريّة مع غيركِ! افرضي ذلك صحيحًا، أغبيٌّ أنا لهذه الدّرجة لأُقابلها علنًا؟ فكّري بمنطق قليلاً... حسبتكِ أكثر عقلانيّةً ووعيًا من الأخريات، تُقدّرين طبيعة كوني محاطًا بعض الأحيان بهالةٍ من المعجبين والمعجبات. لكنّك أخطأت التقدير، فقسوتِ عليّ بكلمة "لا"!!
لم ترأفي بي وتركتِني... رغم أنّي أعتبركِ بوصلةً تُرشد البؤساء إلى دروب السّعادة. أمّا أنا... لقد وضَعتِني حارس مرمى في ملعبكِ، أتلقّى عنك ضربات جزاء المعجبين بكِ، لأمنعها من دخول شبكة حبّنا. أمّا أنتِ فقد بقيتِ جالسةً على المدرّج مثل المتفرّجين، تشجّعينني على صدّ ضرباتهم. 
أبهذه السرعة نسيتِ معروفي هذا؟! فكيف تجرئين على قول كلمة "لا"؟! ردِّي كيف؟! وأنا ما زلتُ واقفًا على قمّة سلَّم إعجابي بآرائكِ المنفتحة، أيهون عليكِ أن تُحطّمي سلّمكِ، وتوقعيني أرضًا؟!       
ارتحتِ منّي أخيرًا، ونطقتِ كلمتك الأخيرة... ما أغبى تصرفكِ وما أسخف كبرياءكِ!! مع أنّي اعتقدتُ أنّكِ تمازحينني، لتمتحِني مدى إخلاصي لكِ، اعتقدتُ أنّكِ كذَّبتِ ما قالوه لك صديقاتكِ عنّي. كفى تعنّتًا، وسدّي ثقوب الشّك الموجودة في عقلكِ، بسبب غيرتهن منكِ، وارجعي إليّ بأسرع وقت، قبل فوات الأوان.
لن تعرفي قيمتي، إلاّ بعد رحيلي. هذه هي سُنّة الحب. ولو قابلتِ غَيري من المعجبين، وقرّرت خوض تجربة جديدة معهم، لتنسَي تجربتكِ معي، ستَفشل تجربتكِ معهم، لأنّك لن تعرفي الحب من بعدي، فأنت لن تتأقلمي إلاّ في مَناخي. 
أفهمتِ ما قصدته، عندما قلتُ لك: "ليس من السّهل أن تقولي لي لا". أتظنّين أنّك نسيتِ حبّي؟! لا أنتِ مُخطئة، فما زلت هائمةً بي، ولكنّك تُكابرين. الفرصة مُتاحة أمامكِ لتكفّري عن ذنبكِ، ثِقي أنّكِ ستخسرين إنسانًا وفيًا في حبّه لكِ.
هل أعتبر "لا" هي كلمتكِ الأخيرة؟! أم أن ما زال هناك أملاً بأن تتعقَّلي؟! هل سلَّمتِ مُعدّات الماضي، من ذكريات ونظرات تبادلناها، إلى أيدي الزمن الآثمة؟! أنا استعملتُ معكِ كلّ الوسائل، من أجل أن نعود إلى بعض... لقد تعبتُ من الشّرح، إذا كانت قدرتك على استيعاب حديثي ضعيفة، فهذه مشكلتكِ... لا تدعيني أشعر أنه عديم الفائدة! 
أرجو ألاّ تجعليني أحلّق اليوم في فضاء ذاكرتك كالغريب، لأنّني أخاف من انعدام جاذبيّة التفاهم على سطح قمرك، لافتقاره لأوكسجين تبادل الآراء، بما معناه، أنّه قد لا يصلُح لسكنى قلبين، فهل حلَلتِ رباط حبنا، بمجرد أنّك قلتِ بمنتهى البساطة... كلمة "لا"؟!!