[x] اغلاق
يوم الأرض في الذكرى الأربعين ... أنا الأرض والأرض أنت
30/3/2016 7:30

يوم الأرض في الذكرى الأربعين ... " أنا الأرض والأرض أنت"

الإعلامي أحمد حازم

الفلسطينيون بشكل عام، وفي مناطق ألــ 48 بشكل خاص، لهم ذكرى خاصة مميزة في شهر آذار. ففي  العام 1976، أصدر وزير الدفاع الاسرائيلي إسحااق رابين قراراً  بمصادرة حوالي عشرين ألف دونم من أراضي بلدات دير حنا، سخنين وعرابة في منطقة الجليل، فهبت الجماهير العربية في كافة مناطق الـ 48 في  انتفاضة جماهيرية غير مسبوقة في الثلاثين من شهر آذار من ذلك العام أي قبل أربعين عاماً، لمواجهة سياسة الاستيلاء على الأرض الفلسطينية، والدفاع عنها بكل ثمن، ومنذ ذلك الحين يطلق على هذا اليوم " يوم الأرض". 
الشاعر الكبير الراحل محمود درويش قال عن الأرض الفلسطينية: " أنا الأرض والأرض أنت". ويضيف:  " أنا الأرض في صحوها..لن تمرّوا / أنا الأرض يا أيّها العابرون على الأرض في صحوها / لن تمرّوا..لن تمرّوا..لن تمرّوا ”.  نعم يا شاعر الثورة الفلسطينية، إننا  جميعاً الأرض الفلسطينية ولن يمروا . 
إن قرار اسحاق رابين بمصادرة أراضي في الجليل ، لم يأت من فراغ، لأن استهداف الأرض الفلسطينية كان مخططاً له منذ المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل السويسرية عام 1897، حيث بات واضحاَ، أن أراضي فلســطين وطرد مواطنيها هو الهدف النهائي للحركة الصهيونية لإنشاء دولة يهودية بأقل عدد ممكن من الفلسطينيين سكانها الأصليين. وقد استطاعت الحركة الصهيونية بالتحالف مع بريطانيا المنتدبة على فلسطين، انشاء دولة إسرائيل في 15 أيار 1948 على نحو عشرين ألف كيلو متراً مربعاً من أراضي فلسطين، تمثل نحو (74%) من مساحتها. 
وبناءً على ذلك، هناك إجماع فلسطيني على أن الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة منذ عام 48 " سعت الى جعل حياة المجتمع العربي داخل أرضه لا تطاق، من خلال فرض وقائع على الأرض، تمنع الفلسطيني من البناء والتوسع الجغرافي، وتم مصادرة مساحات واسعة من الأراضي العربية لإنشاء مزيد من المستوطنات اليهودية عليها". 
وبعد مرور أربعين عاماً على يوم الأرض، الذي سقط من أجله ستة شهداء،  ما زالت محاولات المصادرة والتهويد مستمرة، وبالرغم من أن المواطنين الفلسطينيين في مناطق الــ 48 يشـكلون عشرين بالمائة  من السكان داخل اسرائيل، إلا أنهم لا يملكون سوى ثلاثة بالمائة فقط من الأراضي التي أنشئت عليها إسرائيل.
شموئيل طوليدانو الذي شغل منصب مستشار للعديد من رؤساء الحكومات الاسرائيلية، قال ذات يوم:   ”إن هؤلاء الذين يعيشون بين ظهرانينا لم يعودوا سقاة وفلاحين بل أصبحوا عربا وأيضا فلسطينيين”. وقال غيره من الساسة الاسرائيليين العنصريين عن فلسطينيي الــ 48: ”العرب عبارة عن قنبلة موقوتة”...”العرب سرطان في جسم دولتنا ويجب استئصاله". هذه التصريحات  العنصرية المناهضة للفلسطينيين في أراضيهم في الداخل الفلسطيني تدل على وجود رغبة إسرائيلية في التخلص منهم بشتى الطرق.
أقرت الكنيست في العام 1950 قانون أملاك الغائبين، وصادرت الدولة بموجبه أراضي وبيوت كل من تم تعريفهم "غائبين". وقد شمل تعريف الغائبين الفلسطينيين هؤلاء الذين نزحوا إلى الدول العربية في النكبة الأولى، وأيضا الذين نزحوا إلى قرى ومدن في الجليل والمثلث، حيث أصبح لهؤلاء النازحين في الداخل الفلسطيني صفة خاصة، فأطلق عليهم مصطلح "الغائبون الحاضرون" بمعنى غير مسموح لهم العودة إلى أراضيهم، رغم وجود إثباتات تؤكد ملكيتها.
وبالرغم من حقيقة أن أيام السنة كلها أيام أرض، لكن يوم الأرض في الثلاثين من شهر آذار، يشكل بالفعل نقلة تاريخية في حياة من بقي من الفلسطينيين في أراضيهم بعد نكبة 48، لأنه بلا شك يوم الاعتزاز بالتمسك بالأرض، ويوم التأكيد على أن الأرض الفلسطينية هي حق تاريخي  للشعب الفلسطيني.  
"يوم الأرض"، سيبقى اليوم الذي صنع فيه الفلسطينيون محطة مهمة جداً في التاريخ الوطني الفلسطيني، وسيبقى رمزاً  فلسطينياً يضرب فيه المثل لدى الشعوب. وهنا على أرضنا الفلسطينية باقون.