[x] اغلاق
أبعدوا عنا الطخ في الاعراس... ودامت الأفراح في دياركم عامرة
19/4/2016 8:05

أبعدوا عنا "الطخ" في الاعراس... ودامت الأفراح في دياركم عامرة

الإعلامي احمد حازم

شاهدت تقاليد اجتماعية كثيرة في هذا العالم، وعشت عادات بعض الشعوب في كافة القارات، ولم أر في حياتي سلوكيات في الأفراح، تشبه ما نعيشه نحن في وسطنا العربي، والتي يحلو للبعض تصنيفها تحت مسمى عادات، لكنها في حقيقة الأمر ليس كذلك، لأن العادات هي ممارسة للكل، والسلوكيات هي ممارسات لحالات منفردة.

بدأ فصل الصيف، وبدأ معه موسم الأعراس، الذي يعتبره الكثيرون عبئاً عليهم، ولكن لا مفر من تحمل هذا العبء، لأنه ينخرط أيضا في إطار الواجبات الاجتماعية. فمشاركة الآخرين في الأفراح شيء جميل جداً، لكن هناك أصول وقوانين يجب أن تحترم أيضاً في الأعراس وفي سهرات الأعراس.

كنت عائداً إلى بيتي ذات مساء، فإذا بالشارع الرئيس مغلق، والسبب سهرة عرس. نعم "منشان سهرة عرس بسكروا الشارع، وممنوع حدا يعارض أو يحكي". ورغم وجود قاعات للأفراح منتشرة في كل مكان، وإقامة السهرات فيها لا يزعج أحداً، إلاً أن بعض أصحاب الأعراس يرون في إغلاق الشوارع، أسهل وأرخص لهم من القاعات، لكنهم لا يفكرون أبداً في إزعاج الناس ولا يهمهم ذلك.

من الناحية القانونية والأخلاقية أيضا، فإن ذلك ممنوع بتاتاً. لكننا نحن شعب نكره الممنوعات، ومفهمونا لها يختلف كلياً عن مفهوم الشعوب التي تتحدث بالمنطق. وبما أن غالبية شعبنا لا علاقةلها بالمنطق نهائياً، فإننا نفعل ما نشاء ومتى نشاء، دون الأخذ بعين الاعتبار انعكاس ما نفعله على الجار أو المحيط أو المجتمع.

ليس هذا فحسب، فخلال سهرات ما يسمى بــــ "التعليلة"، التي تسبق السهرة الرئيسية، يبقى المحتفلون بالعرس يسمعون الموسيقى بصوت عال جداً، لا يطاق ومزعج في نفس الوقت خصوصا للجيران، ومن ينتقد أو يعترض فهو "ضد أهل الفرح" وممنوع أن يعلو صوته فوق صوت الموسيقى الصاخبة، التي تبقى بدون انقطاع حتى ساعة متأخرة من الليل وليس أقل من الثانية صباحاً.

ولأنكى من ذلك أن صوت الموسيقى في بعض الأعراس، يكون مصحوباً بصوت الرصاص الحي. فإطلاق النار ليس في المعارك فقط، وليس متوقفاً على المافيات والعصابات، وليس لتخويف الحرامية وما أكثرهم في بلدنا، إنما نسمع إطلاق رصاص في أعراسنا المباركة، وكأن العرس عند البعض لا يكتمل إلا  بـــ "الطخ"، ومن يريد أن "يجرب" أي قطعة سلاح ، فالأعراس أحسن مناسبة لذلك.

صحيح أني مع المشاركة في الأفراح، ولكني ضد إطلاق النار في هذه المناسبة السعيدة، لا سيما وأن إطلاق النار هذا، نجم عنه إصابات في بعض القرى، وذهب ضحيته أبرياء، والأمثلة عديدة على ذلك. وأنا أتساءل مثل غيري من العقلاء عن سبب مقنع لهذا (الطخ)، وأدعو من يهمهم الأمر في مجتمعنا العربي، للعمل على وضع حد لهذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة.

ولا  يوجد احد يستوعب أو  يفهم ما علاقة الأفراح بــ "الطخ" في الاعراس،  لاسيما أن إطلاق النار كثيرا ما حول الأفراح  إلى مصائب بسبب تعرض أحد المدعوين لإصابة خطيرة تسببت في إعاقة دائمة. وهناك أمثلة ليست قليلة على ان "الطخ " أدى الى مقتل العريس.

لكل شيء في هذه الحياة أصول، ومبروك للجميع أعراسهم، ودامت الأفراح في دياركم عامرة، لكن إذا أمكن بدون (طخ).