[x] اغلاق
أَتَاهُ نُعَاةٌ
7/5/2016 9:55

   هي قصيدة كنت قد أرسلتُها العام الماضي لعمّي – الأسير السّياسيّ أمير مخّول- ضمن رسالة تعزية بوفاة جدّي الرّاحل حنّا فارس مخّول. حيث سُمح له بحضور جنازة والده مُقيّدًا وتحت حراسة مشدّدة حالت دون تمكّننا من الاقتراب منه وتعزيته. واليوم أنشرها في ذكرى مرور ستّة أعوام على اٌعتقاله الظّالم:

 

أَتَاهُ نُعَاةٌ

فِلسطينُ تَشتاقُ اٌلخُطى مِنـهُ إذْ أسرَى        (وَفِي اٌللّـيلـةِ اٌلـظّـلـماءِ تَـفْـتَـقِـدُ اٌلبـدْرَا)

أَتَــاهُ نُـــعــاةٌ وَاٌلـــرَّزايَـــا ثَـقِــيـــلَـــةٌ        عَـلَى قَلْبِ مَأسُـورٍ مَـتى أَيـقَـنَ اٌلخُـبْرَا

فَمَا فِي سُكُونِ اٌلأَسْرِ مَا يُؤْنِـسُ اٌلفَـتَـى        وَفِـي شِـدَّةِ اٌلأحْزانِ مَا يُـوقِـدُ اٌلصَّـدْرَا

وَلَــــوْلَا رِفَــــــاقٌ آزَرُوهُ بِــمَــوْقِـــفٍ        لَـطَالَ بِـهِ لَـيْـلٌ وَعَـنْـهُ طَوَى اٌلفَــجْـرَا

أَعَـمّــاهُ إنَّ اٌلـمَـوْتَ قَــدْ بَـلَــغَ اٌلـمَـدَى       وَجَـاءَ بِــحُـزْنٍ لَـنْ تُـطِـيـقَ لَـهُ صَبْـرَا

وَقَـدْ جَـاءَنَا يَمْـشِـي خَـجُـولًا بِـمَا أَتَـى        كَـأَنِّي بِــهِ يَرْتَـابُ أَنْ يَـقْـضِـيَ اٌلأَمْـرَا

فَــمِنْ نَـكَـدِ اُلــدُّنْيَـا عَلَى اٌلـمَرْءِ بُـعْـدُهُ        عَـنِ اٌلأَهْـلِ أَحْيَـاءً فَـيَسْـتَـمْهِـلُ اٌلـقَبْـرَا

يُــسَـابِــقُ مَــوْتًـا واٌلــمنـايـا سَــرِيـعَـةٌ         مَـتَى أَدْرَكَتْ حُرًّا فَلَـنْ تُـدْرِكَ اٌلذِّكْــرَا

تَــوَقَّــدَ شَـــوْقٌ مُــذْ أَتَـيْــتَ مُـــقَــيَّــدًا         وَرَاحتْ قُيُودُ اٌلظُّلْمِ تَسْتَنْـفِـرُ اٌلـغِـمْــرَا

فَـكُـنَّـا كَــمَــنْ مَرُّوا ظِــمَـاءً بِـمَــوْرِدٍ         عَـصِـيٍّ فَأَعْيَاهُمْ فَـلَمْ يَـبْـلُغُـوا اٌلـبِـئْــرَا

نُــعَــزِّي أَمِـيــرًا إِنَّ فِــيـهِ عَـــزَاءَنَــا         عَـلَى نَـائِـبَـاتٍ قَـدْ نَـذُوقُ بِـهَـا اٌلـمُــرَّا

نَـتُـوقُ لِـيَـوْمِ اٌلـوَصْـلِ مِـنْـهُ بِـلَـهْـفَــةٍ          وَتَأْبَى جُفُونُ اٌلقَـوْمِ أَنْ تُـبْـدِيَ اٌلـعِـبْـرَا

نَـحِـنُّ وَفِـي تَحْنَـانِـنَـا نَـقْـهَـرُ اٌلـجَـوَى         فَـمَـا حُـزْنُنَـا يَـثْـنِـي لِـقَـامَـاتِـنَـا فَـخْـرَا

وَإِنَّـا لَـمِـنْ شَـعْـبٍ كَــرِيـبٍ وَصَـابِــرٍ          عَـلَـى أَنَّـهُ يَـزْدَادُ فِـي كَــرْبِـهِ كِــبْـرَا

وَمَا نَالَ مِنَّا ظُـلْـمُـهُـمْ صِـدْقَ مَـوْقِـفٍ          أَلَا أَخْبِـرُوهُـم أَنَّـهُـمْ أَمْـسَـكُـوا جَـمْـرَا

فَأَسْـرَى كَأَسْـرَانَــــا عَـلَـى مَـرِّ أَزْمُـنٍ         أَذَلُّـوا طُـغَــاةً إِذْ أَرَادُوا بِــهِـــمْ شَــرَّا

فَـمَا أَسْـرُهُـمْ يُـجْـدِي وَيُـؤْتِـي ثِـمَـارَهُ          فَـكُلُّ أَسِـيـرٍ حَازَ مُـذْ أَسْــرِهِ اٌلنَّصْـرَا

وَمَـهْـمَـا أَعَـدّوا مِــن حُقُـولٍ وَنَـبَّــتُـوا          فَـهُـمْ حَـاصِدُو وَهْـمٍ إِذَا نَـبَّـتُـوا ذُعْـرَا

فَـهَـذا أَمِـيـرٌ يَـحْـمِـلُ اٌلـقَـيْـدَ صَـابِـرًا          وَتِلْكَ سُجُونٌ قَـدْ يُـعَـانِـي بِـهَـا هَـجْـرَا

يَـقِـيــنٌ بِــأَنَّ اٌلــقَـيْـــدَ لَا بُـــدَّ زَائِـــلٌ          وَيَـبْـقَـى أَمِـيـرٌ رَغْـمَ أَسْـوارِهِـم حُـرَّا

جواد فراس مخّول

آب 2015