[x] اغلاق
فلسطينيو ألــ 48 بين مطرقة العنصرية الاسرائيلية وسندان النظرة المجحفة للعالم العربي
18/5/2016 8:42

فلسطينيو ألــ 48 بين مطرقة العنصرية الاسرائيلية  وسندان النظرة المجحفة للعالم العربي

الإعلامي أحمد حازم

كافة القادة والمسؤولين في هذه الدولة يعرفون أن الأقلية العربية تعاني من تمييز مجحف بحقها في هذه الدولة، التي شاء القدر وشاءت السياسة أيضا، أن يكون الفلسطينيون نسبة قليلة فيها، وأن يحملوا في وطنهم اسم عرب إسرائيل. وكثيراً ما أسمع البعض يقول:"والله إحنا عايشين في هالدولة أحسن من الدول العربية". حتى أني سمعت رجلاً مسناً يقول لصديقه المسن:"خلينا نظل ساكتين أحسن، لو كنا في بلد عربي ما كان حدا بهتم فينا..الله يخليلنا التأمين الوطني". كل هذا أسمعه من الناس، وقد يكون هؤلاء بنظر البعض على حق فيما يقولون، وقد يكونوا  بنظر آخرين مخطئون فيما يرددون.

لكن هناك وجه آخر لميدالية النظام. الفلسطينييون الذين بقوا في أرضهم بعد قيام دولة إسرائيل يشكلون عشرين بالمائة من سكان الدولة، ولا تتوفر لهم الحقوق التامة والكاملة كمواطنين يشكلون حوالي خمس عدد سكان البلاد، أي أنهم وحسب تعدادهم، لا يحظون بوظائف ومناصب في الوزارات والمؤسسات الرسمية في هذه الدولة، التي من المفترض قانونياً ان تتعامل مع كافة سكانها بمساواة.

 أضف إلى ذلك، هناك خطوط حمراء ومحظورات للمواطنين الفلسطينيين، والتي تعكس بصورة واضحة التمييز العنصري والعرقي إزاءهم، والأمثلة كثيرة جداً في جميع مجالات الحياة الاجتماعية. حتى في القضاء الإسرائيلي هناك تمييز في الأحكام. صحيح أن القانون من الناحية النظرية واحد وموحد للجميع، لكن عملياً، فإن الأحكام التي تصدر على عربي أقسى من الأحكام التي تصدر على اليهودي، وهذا باعتراف مجموعة من رجال قانون يهود أصدروا دراسة في هذا الشأن.

ما جرى قبل فترة مع مجموعة عربية في العفولة، يظهر بكل وضوح مدى عنصرية القضاء ضد العرب. فقد شاركت هذه المجموعة التي كان من بينها المحامي سائد عباسي، بمناقصة لشراء قطعة أرض في العفولة، ورست المناقصة على المجموعة العربية. لكن المحكمة المركزية في الناصرة لم يعجبها ذلك. فقد أصدر القاضي أبرام أبرام قراراً في منتهى العنصرية ألغى فيه المناقصة لأسباب واهية غير منطقية. والحقيقة كما أكد المحامي سائد عباسي، هي إبعاد العرب عن المناقصة، مما يعني أن القرار هو تمييزي وعنصري بامتياز.

الفلسطينيون في إسرائيل لا يتعرضون فقط  لظلم مجحف بحقهم من قبل السلطة الرسمية. فهم يتعرضون أيضا لظلم من نوع آخر أقسى وأشد معنوياً، وهو ظلم ذوي القربى العرب، أي ظلم أبناء جلدنهم في العالم العربي. فهم ينظرون إليهم بشكل عام نظرة ارتياب وشك، ليس لسبب مقتع، بل لأنهم بقوا في أرضهم، وكتب الله عليهم أن يحملوا الجنسية الاسرائيلية.

فالشعوب العربية بشكل عام تنظر إلى المواطنين في الداخل الفلسطيني وتقيّمهم من خلال جواز السفر الذي يحملونه، وليس من ناحية قومية عربية، وكأن هؤلاء لا يكفيهم ما يعانون منه من تمييز في إسرائيل. حتى في الدول العربية التي توجد لها علاقات مع إسرائيل فإن شعوب هذه الدول تنظر إلى أي علاقة مع فلسطينيي ألـ 48 وكأنها تطبيع مع إسرائيل وليس علاقة عرب مع بعضهم.

المتمسك بأرضه على وطنه لا يجوز التعامل معه بهذه الطريقة المجحفة من أخيه العربي، بل يجب أن يكافأ على الأقل في دعمه معنوياً، وعلى الشعوب العربية أن تعيد النظر فوراً في كيفية التعامل مع فلسطينيي ألــ 48  وتبرهن على أنها متضامنة معهم.