[x] اغلاق
سري للغاية ... متحف عن الجاسوسية وأدواتها
1/6/2016 9:59

"سري للغاية" ... متحف عن الجاسوسية وأدواتها

الاعلامي أحمــد حــازم

قبل سقوط الاتحاد السوفييتي والدول الأوروبية التي كانت تدور في فلكه، أي في فترة الحرب الباردة، التي استمرت أكثر من أربعين عاماً، والتي كانت في أوجها بين المعسكرين الشرقي والغربي، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وبالتحديد بين حلف الناتو الحلف العسكري للغرب ومشتقاته، وبين حلف وارسو ودوله الاشتراكية، شهدت تلك الفترة حرب جواسيس، كانت بمضمونها لا تقل أهمية عن حرب عسكرية، لأن جواسيس كلا الطرفين، تم استخدامهم حتى في مطابخ قادة ومسؤولين كبار. ولم يكن مستغربا أن يكون أحد طباخي زعيم غربي، جاسوساً كبيراً، ليس مهمته فقط كيفية تحضير السلطة الايطالية أو البلغارية، أو كيفية تحضير وطهي أكلة معينة، بل له مهام أخرى حساسة وخطيرة في نفس الوقت.

الغريب في الأمر أن المختصين في عالم الجاسوسية، عقدوا مؤتمراً لهم في بلغاريا، ضم أهم الخبراء في هذا المجال من أوروبا وأمريكا، وكان الهدف من هذا المؤتمر، تبادل الخبرات ومناقشة اقتراحات للاستفادة منها في تطوير العمل في مجال الجاسوسية. وتقدم أحد الجواسيس، باقتراح للإعتماد على طباخين في مهنة التجسس، لما يلعبه هؤلاء الطباخين الجواسيس من دور هام، وخاصة في العمل مع شخصيات سياسية أو عسكرية هامة. وأكبر مثال على ذلك كيفية وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات.

الجنرال الألماني الشرقي سابقا (ماركس وولف) وهو من اشهر جنرالات الجاسوسية في عصر الحرب الباردة، تعتبر صولاته وجولاته في هذا المجال من أهم الدروس التي لا زالت تدرس في مدارس الجاسوسية حتى الآن. فمن عملية الجاسوس الألماني غيوم، والتي استقال على أثرها المستشار الألماني فيلي براندت، الى سكرتيرة وزير دفاع ألماني سابق، والتي استطاعت سرقة وثائق سرية هامة، إلى غير ذلك من العمليات الناجحة في عالم الجاسوسية، والتي تعتبر علامات مميزة في هذا المجال حتى الان . الجنرال تحدث عن تجربته الجاسوسية في كتاب أصدره يحمل اسم (أسرار المطبخ الروسي)، لكن الشوربا والأكلات الروسية، لا علاقة لها بالكتاب، لأن المقصود هو مطبخ التجسس.

أدوات الجاسوسية وكيفية التعامل بها، لاقت اهتمام بعض المعنيين الألمان في عالم الجاسوسية، فأقدموا على إقامة متحف دولي بهذا الشأن في مدينة أوبرهاوزن شمال ألمانيا، يحتوي على معدات وأسلحة متنوعة، من فترة الحرب العالمية الأولى، حتى أحدث معدات التجسس في القرن الـحادي والعشرين. وهذا المعرض الذي يفوق (متحف التجسس الدولي) في واشنطن، يحمل اسم " توب سيكريت" ويحتوي على مجموعة من أغرب المعدات الخاصة بالعملاء السريين في عالم الجاسوسية. كما يتضمن المعرض مجسماً لحمامة زاجلة معلق بها كاميرا، في إشارة إلى استخدام الألمان للحمام الزاجل المزود بكاميرا لالتقاط صور جوية لساحات القتال خلال الحرب العالمية الأولى. ومن الأدوات العجبية أيضاً ميكروفون صغير مخفي على شكل حبة كرز صناعية، يتم وضعها في كأس الشراب وتعمل على تسجيل الأسرار.

حتى أن صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، قالت أن المتحف يظهر أساليب غير تقليدية، استخدمها الجواسيس في جمع المعلومات الاستخباراتية، وأدوات يبدو العديد منها قادماً من أفلام جيمس بوند.