[x] اغلاق
حقد من الماضي والحاضر ... الطفل الفلسطيني يقلق قادة الصهاينة
7/6/2016 9:56
 حقد من الماضي والحاضر ...
الطفل الفلسطيني يقلق قادة الصهاينة
الإعلامي أحمد حازم
كافة أطفال المسلمين في العالم يفرحون لقدوم شهر رمضان ، لما في هذا الشهر الفضيل من بهجة. لكن فرح أطفال فلسطين في الأراضي المحتلة بشهر رمضان الكريم، الذي أطل علينا قبل أيام قليلة، يختلف كلياً، لأن هذه الفرحة تبقى ممزوجة بخوف الاعتقال المفاجيء من جنود الاحتلال الاسرائيلي أو التعرض للقتل ( مثل الحرق وإطلاق النار) من قبل المستوطنين الذين تدعمهم قوات الاحتلال.
 
ذاكرة الفلسطيني (على سبيل المثال) لا تنسى أبداً قتل الطفل الفلسطيني محمد الدرة في قطاع غزة في الثلاثين من شهر أيلول/ سبتمبر عام 2000، في اليوم الثاني من انتفاضة الأقصى ، والطفل محمد أبو خضير من حي شعفاط في القدس الذي خطف وعذب وأحرق وهو على قيد الحياة في الثاني من شهر تموز/يوليو 2014، وحرق الرضيع الفلسطيني علي دوابشة من قرية دوما جنوب نابلس في الشهر نفسه من العام الماضي. والأمثلة كثيرة على حكايات الحقد والانتقام في نفوس قادة الصهاينة ضد الفلسطينيين بشكل عام وبالأخص الطفل الفلسطيني.
تعلمنا من التاريخ (والتاريخ لا يكذب) أن أطفال الشعوب هم أملها، لأنهم شباب المستقبل وحماة الوطن، ولذلك فإن قادة الصهاينة قلقون من وجود الطفل الفلسطيني.  رئيسة الحكومة الاسرائيلية السابقة غولدا مائير، التي عرفت بأنها أخطر امرأة في تاريخ الصهيونية بلا منازع، كانت تتميز بكره يصعب تصوره ضد الطفل الفلسطيني. فهي التي قالت ذات يوم: "كل صباح أتمنى أن أصحو ولا أجد طفلًا فلسطينيًا واحداً على قيد الحياة". وهي التي قالت أيضاً: " لا يهدأ لي بال كلما ولد طفل فلسطيني"
منظمة الأمم المتحدة الخاصة بالطفولة (يونيسيف) نشرت تقريراً بعنوان "أطفال في الإحتجاز العسكري الإسرائيلي" تضمّن نقداً حاداً لمعاملة إسرائيل السيئة للأطفال الفلسطينيين المعتقلين. ويؤكد التقرير أن إسرائيل تعتقل سنوياً حوالي سبعمائة فتى فلسطيني، تترواح أعمارهم بين 12- 17 عاماً، ويخضعون لتحقيقات قاسية من جنود الإحتلال والشرطة وأفراد الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية المحتلة.
ممارسات إسرائيل ضد الطفل الفلسطيني، مخالفة للمادة (37-أ ) من اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في تشرين الثاني عام 1989 والتي جاء فيها: " تكفل الدول الأطراف ألا يعرّض أي طفل للتعذيب أو لغيره من أنواع المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاّإنسانية أو المهينة، ولا تفرض عقوبة الإعدام أو السجن مدى الحياة بسبب جرائم يرتكبها أشخاص تقل أعمارهم عن ثماني عشر سنة دون وجود إمكانية للإفراج عنهم".
العنصرية والحقد الأعمى ضد الطفل الفلسطيني يتضح أيضاً في الأطروحة التي قدمها  ضابط متقاعد في الجيش الاسرائيلي يدعى آري شيرابي. إلى معهد لندن للعلوم الاقتصادية للحصول على الدكتوراة بالعلوم النفسية الاجتماعية. فقد تضمنت الأطروحة نماذج لرسائل من أطفال يهود في مدارس ابتدائية إلى نظرائهم أطفال فلسطينيين، حيث طلب منهم كتابتها للتعرف على مشاعرهم تجاه الفلسطينيين. وقد جاء في الأطروحة:
من طفل يهودي عمره 9 سنوات إلى طفل فلسطيني سمّاه (محمود): "أسألك عن شيء لا أفهمه فهل تجيبني ؟ لماذا تبدو دائما بمظهر حسن وجميل، وأنتم تبدون سود البشرة وبشعين ولكم رائحة ؟ لماذا عندما أكون خارج البيت وأشم رائحة كريهة ألتفت دائما وأرى أنها من واحد منكم يمر قربي" .
وكتب آخر في العاشرة من عمره رسالة لطفل سماه (محمد): " أتمنى لك أن تموت ... شالوم لي وليس لك".  وطفل يهودي آخر في التاسعة من عمره كتب لطفل فلسطيني سماه (ياسر): " يا عربي ... يا حقير وغبي، لو رأيتك قرب بيتنا فسأشرب من دمك يا ياسر" . ومن طفلة يهودية في التاسعة من العمر كتبت لطفلة فلسطينية: "إلى الغبية والحمارة... لا أريد أن أذكر اسمك في مقدمة الرسالة كي لا تتسخ". وكتبت أخرى في الثامنة من عمرها تقول: "ها أنا أقدم لك هذا الرسم". وكان الرسم لشارون وهو يحمل بيديه رأس طفلة فلسطينية ينزف دماً".
التاريخ يقول أيضاً أن العالم تعاطف مع اليهود عندما تعرضوا للإبادة أيام النازيّة، فأين هذا العالم اليوم وهو يرى عمليات حرق وقتل أطفال فلسطينيين؟