[x] اغلاق
بِكَفِّي ....دمرتونا
23/6/2016 18:10

بِكَفِّي ....دمرتونا

تهامة نجار

أخط مقالي هذا مع انتهاء العالم الدراسي وبداية حقبة جديدة من الأزمات والمصائب ... نعم نعم ....إنها المدارس الأهلية ...هذا الوهم الكبير وهذا الحلم المزعج الذي اصبح يقضّ مضاجع جميع المسيحيين في اسرائيل "فلا هي اهلية ولا يحزنون" ...انما هي مدارس تجارية بحتة هدفها إثراء خزينة المؤسسات الدينية المسيحية على اشكالها وهدفها الربح على اكتاف الانسان المسيحي وهي بمثابة ضريبة يدفعها كل مسيحي أكل وشرب المقلب الكبير ...

ففي الناصره منذ الازل لم تكن هذه المدارس اهلية ولا يحزنون فهي تخدم المجتمع بأسره وغالبية طلابها من الاخوة المسلمين وكذلك في حيفا الوضع مشابه تمامًا للناصرة , وحتى ان بعض المدارس لم تلتزم هناك بالاضراب "التاريخي الفاشل " لأن غالبية طلابها من المسلمين ، وهكذا هو الحال في جميع المدارس الاهلية في عبلين ويافا والرمله واللد وغيرها الا اللهم مدينة شفاعمرو والتي تلتزم نظامًا طائفيًا خاصًا في جميع مدارسها قاطبة ً  بسبب التوزيع السكاني الحاراتي الطائفي الامر الذي فرض مبنى خاص للمدارس الاهلية ولكن ايضا هذه المدارس هي اكثر المدارس المختلطة في شفاعمرو .

بالوهم وبالترهيب تفرض هذه المدارس طوقًا اجراميًا حول الأهالي المساكين بحجة الحفاظ على ملكية هذه المدارس وعدم التفريط بها للمؤسسة الحاكمة ووزارة المعارف كغيرها من مدارس البلاد, لانها حسب ادعاءاتهم تحافظ على القيم والمبادئ والتراث المسيحي في البلاد وبدونها "تفقد" المسيحيه ارثًا ثمينًا وكنزًا عظيمًا !!! وهذه هي الضالة والخدعة الكبرى ، فالمدارس الاهليه تحولت منذ سنوات الى عبء كبير على العائلة المسيحية وتحولت الى  أكبر دائرة اجراءات وأخطر عدو للأهالي المستورين وغيرهم, فهي تُفَعِّل محامين انتهازيين يتربصون بالأهالي ويبيتون المكائد والمصائب لهم للتربح والاستغناء على حسابهم في مؤامرة  أشبه بعمليات القرصنة والعصابات ,حيث باتت العديد من العائلات المسيحية ممنوعة من السفر لسنوات طويلة, وقد تم منع رب الاسرة من التزود برخصة سياقه او فتح حسابات في البنوك وغيرها ,وتم زجهم في سجن كبير في هذه الحياة وكل ذنبهم انهم يطالبون بالمساواة مع غيرهم من الاهالي في هذه البلاد الذين يعلمون اولادهم مجانًا في المدارس الحكومية .

انه حقًا أكبر وأخطر عبء على العائلة المسيحية في البلاد التي تقلصت في العشر سنوات الأخيره بسبب التفكير المتكرر في القدرة على تعليم اولادهم مستقبلا في هذه المدارس التي تجبي آلاف الشواقل سنويًا,  فاكتفى الزوجان بولد او اثنين على الاكثر وهكذا تقلصت العائلات المسيحيه وهي في طريقها الى الاضمحلال ,وخلال سنوات من المتوقع ان تتحول الطائفة المسيحية الى اصغر اقليه في البلاد .

هكذا تدير المؤسسة الدينية مدارسنا ولا تأبه بحالنا ولا تبحث عن حلول ابداعيه لتخليصنا من ورطتنا , فكل رغبتها وتفكيرها هي كيفية ايجاد المعادلة الصحيحة بين ادارة مؤسسات تعليميه بصيغة شركات تجاريه للتربح, مع ان القانون الاسرئيلي صارم في هذه الحالات ويمنع منعًا باتًا استغلال المؤسسات التعليمية للربح الرخيص .

وهنا اتساءل ؟ لماذا ترفض المؤسسات الدينية تحويل المدارس الى مدارس حكومية مع المحافظة على الصبغة المسيحية وتأمين ادارة المدارس واتخاذ القرارات المصيرية ؟ لماذا ترفض المؤسسات الدينية ان تتحول الى مؤسسه شبيهة بالمجالس المحلية العربية التي تدير المدارس الحكومية, ولها القرار الاساسي والحاسم بها بالرغم من سيطرة وزارة المعارف ورقابتها ؟ وها هي مدرسة فالدورف في شفاعمرو تحولت منذ مدة الى مدرسة حكومية ولم يتغير طابعها ولا منهاجها ولا حتى ادارتها ...فالجمعية ذاتها لا تزال تدير المدرسة باشراف المعارف وقد حصلت على ميزانيات رهيبة ومبانٍ حديثة وهي في طريقها للتطور والازدهار .

انها المؤسسة الدينية المسيحية التي انتفضت مجددًا في السنوات الاخيرة لإعادة مجدها الاداري  كما في العصور الوسطى , بدل تسليم الادارة لشخصيات مدنية مثقفة ادارية لها القدرة على النهوض بهذه المدارس من خلال اجراء حوارات بناءه وصلبة مع وزارة المعارف والمالية ووضع حد لهذه المهزلة ....لأن الانتفاضة القادمة للأهالي على الأبواب لا محال وكل صاحب منصب عليه العودة الى حدود واطار منصبه,  فالكنائس والصلوات والشعائر الدينية من حق رجال الدين اما المناصب الادارية فهي وبأمر من القديس بولس الرسول هي للجهات المدنية وهي وحدها قادرة على حسم الامور من اجل مصلحة الفرد المسيحي والمدارس الاهلية, وان الاستمرار في هذا المنهاج سوف يؤدي الى مزيد من التدهور والانحطاط والانتفاضات الفردية للمدارس بدعم من لجان الاولياء والانسلاخ عن المؤسسات الدينية التي ورطتنا واذلتنا ودمرت حياة اهلنا ...ها قد تم تحذيركم ...ولكم ولي التوفيق