[x] اغلاق
وداعا خالدة جرار .... والى غير لقاء !
25/6/2016 7:30

وداعا خالدة جرار .... والى غير لقاء !

 تغريد جهشان  - محامية                                                       يافا 

خمسة وعشرون عاما منذ ان بدات العمل مع الاسيرات الفلسطينيات في السجون الاسرائيلية, من خلال  جمعية نساء من اجل الاسيرات السياسيات, تعرفت بها على المئات من الاسيرات . التقيت بكل اسيرة  بعبارتي المعهودة مع اول لقاء  باني آمل ان لا التقي بها مرة اخرى داخل السجن  وذلك تيمنا بالافراج عنها بعد الاعتقال وبدون توجيه التهم والمقاضاة , ونفس العبارة كنت  اقولها لهن عند الافراج عنهن .

 

لقد التقيت الاسيرة خالدة جرار عضو المجلس التشريعي الفلسطيني وعضو منظمة التحرير الفلسطينية والمكتب السياسي للجبهة الشعبية  بعد اعتقالها مباشرة يوم         

 2 ابريل 2015  وبعد ذلك مرارا عديدة خلال فترة سجنها خمسة عشر شهرا داخل سجن الشارون الى ان تم الافراج عنها يوم الجمعة الماضي 2016/6/3 .

لقد خالطني شعور بالحزن والفرح عند الافراج عن خالدة , ان مثل هذا الشعور المختلط لا يراودني عادة عند الافراج عن الاسيرات , فانا اودع كل اسيرة عادة بفرح وسعادة لتعود الى حياتها مع عائلتها واهلها واولادها ودراستها وعملها مع عبارتي المعهودة باني امل ان لا اراها ثانية في السجن .  

الوضع  خاصة مع خالدة مختلف ومع عدد من الاسيرات اللواتي افرج عنهن سابقا, ففي لحظات كثيرة كنت اتسائل ماذا سيحصل عندما ستتحرر خالدة  ؟ وهذا امر لا بد منه ولكن اعترف انه اقلقني واقلق غيري ايضا من الاسيرات . لقد دخلت خالدة السجن بدون توقع بابتسامة عريضة وبشكل ربما مفاجئ , او غير مفاجئ في زمن اغبر يمر به  الفلسطينيون , بداية بسبب امر الاعتقال الاداري و فيما بعد بسبب  لائحة اتهام وحكم بالسجن الفعلي .

دخلت خالدة السجن بابتسامة منتصرة لم تفارقها مدة سجنها ابدا , كان لقائي بها دائما يبعث السعادة في نفسي امام المشاكل التي تواجهها الاسيرات ,فلم تكن تتكلم عن مشاكلها لان  مشاكلها لا تساوي شيئا امام تفائلها وعنادها ومبادئها , وكان همها وجود حلول لمشاكل الاسيرات . وحتى هذه المشاكل لم تستطع ان تمحو الابتسامة والامل بمستقبل افضل داخل السجون . فهيهات للسجن والسجان من  الانتصار على ابتسامة  خالدة .

لقد لعبت خالدة دورا مهما بالاسر كما خارج الاسر, فكانت الام (هناك 15 قاصر في الاسر), الصديقة والاخت للسيرات اجمع , لقد ساعدت على تسيير وتنظيم حياة الاسيرات بشكل افضل , فقد كانت كلها اذان صاغية لمشاكل الاسيرات داخل السجن وخارجه وهي كثيرة حتى انها اعطيت وظيفتها البرلمانيه في الاسر بتسليمها ملف شكاوي الاسيرات بشكل مطلق ان كانت تلك شكاوي داخلية ما بين الاسيرات او خارجية خاصة بترتيب العلاقة مع السلطة الوطنية الفلسطينية ,ففي هذا السياق يذكر دور خالدة الهام بترتيب اجراءات امتحانات التوجيهي للاسيرات العام الماضي للمرة الاولى وكذلك العام الحالي فقد تركت وراءها امور اجراء امتحانات التوجيهي منسقة بشكل كامل لتقوم الاسيرات الفلسطينيات بالتقدم لاداء الامتحانات في الموعد المحدد في الشهر القادم .

لخالدة الاسيرة المحررة ,الانسانة الباسمة , القيادية المتواضعة وهذه من اجمل الصفات التي تجذبك في شخصيتها , اقول الى غير لقاء ... ولكن سافتقدك عند كل زيارة للسجن.

* (ملاحظة - المقال شخصي وغير مرتبط بالجمعية)