[x] اغلاق
فصل الصّيف - فصل التين والتعيينات
26/7/2016 7:12

فصل الصّيف - فصل التين والتعيينات 

زهير دعيم 

     فصل الصيف ، فصل الخيرات والسنابل، فصل التين والعنب البلدي والصبّار، وهذه كلها احبها، فهي من رائحة بلادي ومن عصارته وترابه، قدّستها الحياة ومشت على دروب كرومها اقدام الجدود..

والصيف ايضا فصل الأفراح والليالي الملاح، وفصل المناقصات والتعيينات، وخاصة فيما يتعلّق بإدارة المدارس، وهذا الموضوع يستأهل أن يبحث فيه، وان يُنقّب فيه من كل جوانبه وان يبدي المسؤولون ورجال التربية والمجتمع رأيًا فيه ، خاصة وانه يتعلّق بمستقبل أبنائنا وهم أغلى ما نملك فلا يمكن بل من الوقاحة بمكان ان ندع "الشاباك" "و المصلحجيّة في السلطة المحليّة"  يقرّران  ويكونان  العنصر الحاسم في التعيينات ، ويُمليان  إرادتهما  علينا من خلال رجالهما  وأنصاف رجالهما  ، "فتقع القرعة" هكذا من السماء على أناس لا قوادم لهم ولا خوافٍ في العملية التعليمية والإدارية ، فيأتي سعيد الحظ فجّا في اكثر الحالات ، مهزوزا، ظلا لنفسه، همّه الأول والأخير ان يتربّع على كرسي الإدارة ؛هذا الكرسي التاريخي المثقل بالروتين وغبار الأيام ، فتبقى مدارسنا على حالها بطيئة الحركة ، مُثقلة ب " مكانك عُدْ " بعيدة عن التجديد بُعد الثرى عن الثُّريا. ومن أراد منا الضدّ فعليه ان يزور مديرا شيخًا او شابًا في الوسط اليهودي ليرى بأم عينيه الفرق الشاسع في العمل والرؤيا والممارسة والواقع.

قد اظلم البعض ولكن السواد الأعظم من مديرينا ....وقد تقول انها التفرقة والظلم والسلطة ، واقول صدقت

ولكنها ايضا الكفاءة والانتماء وحب التطور، فمديرونا في سوادهم الأعظم -واستميح النشيطين منهم ألف عُذر- اباطرة، يضعون البرنامج في بداية السنة التدريسية ويرون ان كل شيء حسن، فيرتاحون الى نهايتها يتأففون ويتغنّون بضمير مستتر ويدعون الى الامتثال لسلطانه، في حين ان الضمير الحيّ الحقيقي بريء منهم والا فما بالهم يتهرّبون من الدخول إلى الصفوف لإشغال حصصهم القليلة بحجّة وبغير حجّة.

ان مدارسنا في ورطة حقّا , فالعنف يرفع رأسه ، والروتين "يأكل "معظم مدارسنا ، والمحسوبيات وعنصر القربى "يخرّب "ما تبقّى، وتأتي التعيينات الصُّورية والمقابلات التي تسبقها نكتة باردة مثلوجة .

فترى المعلم الحق والمثابر والمنتمي يذهب الى مثل هذه المقابلة الشخصية رفع عتب فقط وهو يدري ويدري غيره

ان الطبخة مطبوخة سلفا وقد يتسرّع صاحب كرت الواسطة والمسنود فيصرّح لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة بأن الأمر قد حُسم لصالحه وانه من الأفضل ألا يذهب احد للمقابلة! فالقضية شكلية والأمر بات او سيبيت واقعًا!.

ومن الظريف جدا ان تجد أنّ هذا المعلم او ذاك من أمثاله في عرض مجتمعنا العربي وطوله قد تغنّى بالقومية والأمجاد ولكنه اليوم ومن اجل الجلوس على سدّة المدرسة!! مستعد ان "يلحس " وان يخنع وان يبيع  قوميته بأكلة عدس، فالقومية يا صاحبي لا تقف امام الطموحات مهما كانت جوفاء، ، والمهمّ ان يضحي مديرا ، خاصة وان أهلنا في البلدات العربية يسمون المدارس بأسماء المديرين، في حين ان المعلمين هم هم  النحلات العاملات !! ولذلك فمن الغبن ان يكون راتب المدير أضعاف راتب المعلم والحبل على الجرّار.

لقد حان الوقت ان نضع الرجل الملائم في المكان الملائم وان نرفض الوصاية علينا في حين ان اخوتنا اليهود حذفوها من قاموسهم منذ امد . وحريّ بنا ان نجعل مدارسنا قلعة للمعرفة والاستقامة وخلية نحل دائمة النشاط والحركة والعمل ، تبني دون كلل بهمة ونشاط ، وبهمّة مدير واسع الآفاق ، بعيد الرؤيا , يكون نموذجا  يُحتذى في العمل والسيرة والضمير والبحث وراء كل جديد.

وحان الوقت ان نقول للأحزاب الحاكمة وغير حاكمة ارفعوا أياديكم عن مدارسنا ، ودعوا المسيرة التعليمية تسير سيرًا طبيعيًا نحو المصب بعيدًا عن التلوّث.