[x] اغلاق
إذا أردتم أن تعرفوهم فهؤلاء هم الإرهابيون
3/8/2016 9:07

إذا أردتم أن تعرفوهم فهؤلاء هم الإرهابيون

الإعلامي أحمد حازم

الإرهاب هو الحديث الرئيس هذه الأيام في العالم، إن كان ذلك على صعيد رسمي أو على صعيد مجتمعات، وذلك بسبب الضحايا التي خلفتها الأعمال الارهابية. لكن، وهذه هي الحقيقة، كل دولة عربية كانت أم أجنبية  تعرّف الإرهاب حسب مزاجها ونظرتها السياسية، فهناك دول محتلة ترى عمليات مقاومة الإحتلال إرهاباً يجب ضربه والتخلص منه. وهناك دول تعتبر انتفاضة شعوبها  ضد القمع والبطش عملاً إرهابياً يجب القضاء عليه.

المشكلة أن العالم الغربي يريد وبأي ثمن لصق  أعمال إرهابية  بالإسلام بشكل عام،  بسبب مهووسين لا ينتمون فعلاً إلى الإسلام بل قولاً، أو بسبب قنوات تلفزيونية تشجع الفكر المتطرف، علماً بأن الدين الإسلامي بريء من كل هذه الأعمال، لأنه دين محبة وتسامح. وما تقوم به تنظيمات إرهابية مثل داعش وأخواتها من أعمال منافية كلياً للأديان السماوية الثلاثة، ليست هي الوحيدة التي تعيش الشعوب إرهابها. فهناك العديد من ممارسات الإرهاب الرسمي لبعض الدول، والتي أدت إلى إبادة شعوب بمعنى قتل الآلاف من البشر، وفي بعض الأحيان قتل الملايين. هكذا يقول التاريخ، الذي يعتبر مراجع لكافة الأجيال على مر السنين.

منير العكش الباحث في علوم الإنسانيات يقول  في كتابه (أمريكا والإبادات الجماعبة)، إن أمريكا قامت على الدماء وبنيت على جماجم البشر، لأنها أبادت 112 مليون إنسان بينهم 18.5 مليون هندى. وأمريكا كما تقول الوثائق، شنت 93 حرباً جرثومية شاملة وتفاصيل هذه الحروب أوردها الكاتب الأمريكي هنرى دوبينز في كتابه:" أرقامهم التي هزلت"".

Their Number Become Thinned: Native American Population". ووصلت الوقاحة بأمريكا إلى اعتبار هذه الإبادات  كما يقول الكاتب، أضراراً هامشية لنشر الحضارة.  فهؤلاء هم الإرهابيون.

الولايات المتحدة شنت هجوماً نووياً على الإمبراطورية اليابانية في نهاية الحرب العالمية الثانية في شهر  آب /أغسطس عام  1945، حيث قصفت  مدينتي هيروشيما وناجازاكي باستخدام قنابل نووية، مما أدى قتل  140،000 شخص في هيروشيما، و80،000 في ناغازاكي كلهم من المدنيين. ولا يزال  سكان هاتين المدينتين يعانون من تأثير القنبلتين النوويتين حتى يومنا هذا. فهؤلاء هم الإرهابيون.

البروفيسور توماس ناجي، من جامعة جورج واشنطن، اكتشف وثيقة سرية من وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، وقال إنها توضح: “خطة مسبقة لجرائم الإبادة الجماعية ضد شعب العراق“. وأوضح البروفيسور ناجي أن الوثيقة تكشف عن “تفاصيل دقيقة لطريقة عملية إفساد نظام معالجة المياه لأمة بأكملها” على مدى عشر سنوات. وذكر أن سياسة العقوبات خلقت الظروف لانتشار الأمراض والأوبئة على نطاق واسع، وبالتالي “تصفية جزء كبير من سكان العراق“.

وهذا يعني أنه في العراق فقط، قتلت الحرب التي تقودها الولايات المتحدة في القترة الممتدة من 1991 إلى 2003 ما يزيد عن 1.9 مليون عراقي. واعتبارًا من عام 2003 وحتى الآن، قُتل حوالي مليون عراقي، ليصل مجموع القتلى العراقيين إلى 3 ملايين خلال عقدين من الزمن. فهؤلاء هم الإرهابيون.

وفي تقرير صادر عن الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة في عام 2001، بعنوان “الهجرة القسرية والوفيات”، قال ستيفن هان مدير الإغاثة الدولية، وأستاذ علم الأوبئة، ان إجمالي الوفيات الإضافية في أفغانستان بسبب الآثار غير المباشرة للحرب في فترة التسعينيات قد يتراوح بين 200 ألف إلى 2 مليون حالة. ويتحمل الإتحاد السوفيتي، بطبيعة الحال المسؤولية، لدوره في تدمير البنية التحتية المدنية؛ الأمر الذي مهّد الطريق لهذه الوفيات. ويشير التقرير إلى أن إجمالي عدد القتلى الأفغان بسبب الآثار المباشرة وغير المباشرة لتدخل الولايات المتحدة منذ مطلع التسعينيات وحتى الآن يتراوح بين ثلاثة إلى خمسة ملايين شخص. فهؤلاء هم الإرهابيون.

بقي علينا القول: الإرهابيون هم من قتلوا مليوني مسلم في البوسنة واغتصبوا النساء، والإرهابيون هم من أبادوا مخيم تل الزعتر للفلسطينيين بالقرب من بيروت عام 1976، وهم من ذبحوا النساء والأطفال في مخيم صبرا وشانيلا للفلسطينيين في لبنان عام 1982، فهل عرفتم الآن من هم الإرهابيون؟