[x] اغلاق
اللاجئون السوريون في ألمانيا يتعرضون لاعتداءات ومضايقات اليمينيين المتطرفين
22/9/2016 7:42

اللاجئون السوريون في ألمانيا يتعرضون

 لاعتداءات ومضايقات اليمينيين المتطرفين

الإعلامي أحمد حازم / برلين

الانتخابات البرلمانية المحلية في العاصمة الألمانية برلين، والتي جرت يوم الأحد الماضي، أسفرت عن نتائج مفاجئة مخيفة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي تكبدت هزيمة لم تكن تتوقعها، حيث تراجع عدد ناخبي حزبها (الاتحاد المسيحي الديمقراطي) إلى أدنى مستوى له منذ تأسيسه، ولم يحصد في هذه الانتخابات سوى 22 مقعداً أي بتراجع وصل إلى أكثر من الثلث.

الحزب اليميني المتطرف حزب " البديل لألمانيا" وهو حزب يميني متطرف يدخل الانتخابات لأول مرة، حقق نتائج لم يتوقعها قادة هذا الحزب، حيث تمكن من الحصول على 18 مقعداً، وأصبح بذلك أحد أكبر الأحزاب في برلين، الأمر الذي أثار استغراب المراقبين والمحللين السياسيين على الصعيدين المحلي والدولي، خصوصا وأن العداء للأجانب هو احد مباديء هذا الحزب الذي يطالب بإبعاد السوريين إلى بلدهم وعدم السماح لأي أجنبي بالدخول إلى ألمانيا.

ولم تمض أيام قليلة على نتائج انتخابا برلين، حتى بدأ عناصر من هذا الحزب بمضايقة لاجئين سوريين وفي حالات عديدة الاعتداء عليهم.  وقد تعرضت أنا شخصياً في نفس يوم الانتخابات لمضايقة من شابين عندما كنت خارجاً من أحد مراكز الاقتراع، حيث أدليت بصوتي كمواطن ألماني. فقد قال لي أحد الشابين " لن نترككم تنهبون أموالنا وتعيشون على حسابنا...عودوا إلى بلدكم واتركونا وشأننا". ولم يكن هذا (النازي الجديد) يتوقع اني أجيد اللغة الألمانية وأتكلمها بإتقان. فواجهته بشدة لدرجة أن هذه المواجهة كانت ستسفر عن تشابك بالأيدي لولا تدخل مواطنين أخرين وقفوا إلى جانبي ضد الشابين.

وفي اليوم التالي كنت في زيارة لمدير إحدى الجمعيات العربية الإنسانية، فدخل علينا رجل سوري مع إبنته المحجبة، وطلب مساعدة المدير في تقديم شكوى ضد مجهول. وسبب الشكوى أن ابنة الرجل  كانت عائدة من المدرسة إلى البيت، وفي طريق العودة رشقها شاب ألماني بالكحول وبصق عليها ثم هرب. وحادثة أخرى ذكرها لي شاب سوري مسلم وملتزم يسكن مع زوجته وطفله حيث أخبرني بأنه وجد في صندوق بريده في البناية التي يسكنها رسالة لم ترسل بواسطة البريد، بل وضعها أحدهم في صندوق بريده، وجد فيها صورة لــ "خنازير" مكتوب عليها باللغة الألمانية : (لا فرق بينكم وبين هذه الصور). فحمل الرسالة وذهب بها إلى مركز الشرطة القريب منه.

وقد علمت من  أحد النواب الألمان بأن عناصر اليمين المتطرف يقومون بنشاط ملحوظ ضد الأجانب بشكل عام والسوريين بشكل خاص في كل أماكن تواجدهم. وقد بدأوا بتكثيف هذه النشاطات بعد الاعلان عن فوز حزب اليمين المتطرف (البديل لألمانيا) في انتخابات برلين. وبشكل عام هناك تخوف كبير من صعود اليمين المتطرف، على ضوء حصول حزب "البديل لألمانيا" على مقاعد في برلمانات تسع ولايات ألمانية.

والأمر الخطير في هذا الصدد وجود تعاون بين كافة الأحزاب اليمينية في أوروبا فيما يتعلق بالعداء للأجانب، خصوصا أن أوروبا وحسب تقرير للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين صدر الأسبوع الماضي انها شهدت العام الماضي  تدفق نحو 1.3 مليون مهاجر ولاجئ فروا من الحروب والفقر في الشرق الأوسط وإفريقيا،  حيث أثار ذلك خلافات شديدة داخل الاتحاد الأوروبي بشأن كيفية مواجهة ذلك.

ومنذ بداية العام الحالي وحده تدفق أكثر من 300 ألف مهاجر ولاجئ وصلوا عن طريق البحر إلى شواطئ إيطاليا واليونان. لكن المأساة أنه تم الإبلاغ عن مقتل نحو 3210 مهاجرين منهم  أثناء محاولتهم عبور البحر. ولهذا السبب ترى المفوضية ان العام الحالي قد يصبح السنة الأكثر دموية على الإطلاق في البحر المتوسط.

ويرى محللون سياسيون أوروبيون أن السنوات الأخيرة، شهدتا تطرفاً واضحاً من المجموعات اليمينية في أوروبا، حيث أصبحت أكثر عنصرية وعلانية، وتتباهى الآن بمعاداتها للأجانب وللمسلمين بشكل عام. والنزعة اليمينية المتطرفة كما يرى هؤلاء المحللون، ارتبطت بصورة أساسية بعاملين أساسيين‏:‏ الأول هو مفاوضات تركيا‏ "المسلمة‏" للانضمام إلي الاتحاد الأوروبي,‏ والثاني هو تنامي حركة المهاجرين العرب والأفارقة إلي أوروبا‏.