[x] اغلاق
خمس دول في العالم تتحكم بمصير البشرية ظلماً من خلال حقها في استخدام حق الفيتو
12/10/2016 6:32

خمس دول في العالم تتحكم بمصير البشرية

  ظلماً من خلال حقها في استخدام "حق الفيتو"

الإعلامي أحمد حازم

يتفق العديد من المحللين السياسيين على أن الدول التي تستخدم "حق الفيتو" أي (النقض) في مجلس الأمن الدولي ضد أي قرار يصدر عنه، هي دول ظالمة لا تستهدف سوى مصالحها الخاصة في استخدام هذا الحق، ضد أي قرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي. والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن التي يجوز لها استخدام  هذا الحق، هي الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، الصين، بريطانيا وفرنسا.  بمعنى أن هذه الدول تستطيع متى تشاء تعطيل أي قرار يصدر عن مجلس الأمن دون ذكر الأسباب. والمبرر لامتلاك هذه الدول لحق الفيتو دون غيرها من باقي الدول، أنها كانت المنتصرة في الحرب العالمية الثانية.

ويبدو واضحاً وجود خلل بل ظلم في منظومة الأمم المتحدة منذ تأسيسها بعد الحرب العالمية العالمية الثانية، لأنه من غير المعقول أن تتحكم خمس دول فقط على هواها ومزاجها بدول العالم المتبقية، وتمارس عليها أساليب اقل ما تسمى "بلطجة’" إذا لم تكن إجرامية. وهناك دول من هذه الدول الخمس، تشن حروباً وتقتل وتشرد شعوباً، ثم تستخدم ما يسمى بــ "حق الفيتو" ضد أي قرار يصدر ضدها أو ضد حلفائها.

روسيا، الدولة التي من المفترض أن تكون ضد قتل الشعوب وضد ارتكاب المجازر وتكون نصيرة الشعوب في نضالها من أجل تقرير المصير، أبدت موقفاً مغايراً تماما لذلك. فقد استخدمت روسيا  في شهر يوليو/ تموز العام الماضي حق الفيتو ضد مشروع قرار بريطاني في مجلس الأمن الدولي، يعتبر الجرائم التي ارتكبت في سربرنيتسا (صربيا) عام 1995 بحق المسلمين إبادة جماعية، علماً بأن عشرة من أعضاء مجلس الأمن الدولي البالغ عددهم (15 عضواً)  قد صوتوا لصالح مشروع القرار، الذي يصف مقتل حوالي ثمانية آلاف في سربرنيتسا بــ "الإبادة الجماعية"،

وفي شهر فبراير/ شباط العام الماضي أيضاً،  استخدمت روسيا حق الفيتو بمجلس الإمن الدولي ضد إصدار قرار يدين جماعة الحوثيين باليمن، ويحملهم مسؤولية تدهور الأوضاع في اليمن، والإنفراد بالسلطة.

وقد استمرت روسيا في استخدام حق الفيتو ضاربة بعرض الحائط كل مباديء الانسانية. فقد قامت في الثامن من الشهر الحالي باستخدام حق الفيتو ضد مشروع قرار فرنسي بوقف الغارات الجوية في حلب ومنع تحليق الطائرات الحربية فوق المدينة. وقد صوت للمشروع الفرنسي أحد عشر دولة من أعضاء مجلس الأمن الدولي، أي بأغلبية ساحقة،

ويطالب مشروع القرار الفرنسي جميع الأطراف بالوقف الفوري للقصف الجوي ومنع تحليق الطائرات الحربية فوق مدينة حلب، وإلى التنفيذ الفوري لوقف إطلاق النار والتسهيل الآمن لوصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء سوريا. كما ينص المشروع على قيام جميع الأطراف بمنع وصول الموارد المالية والمادية للأفراد والمجموعات المرتبطة بتنظيمي "القاعدة" و"داعش" وغيرها من الجماعات الإرهابية.  وبالرغم من المضمون العقلاني والإنساني للمشروع الفرنسي، إلا أن روسيا رفضته، علماً بأنها تدعي بأن طائراتها تقصف مواقع داعش، الأمر الذي يؤكد مدى الكذب الروسي. 

ولا بد من الإشارة، إلى أن روسيا التي تعتبر وريثة الإتحاد السوفييتي الذي انهار في مطلع التسعينات، قد استخدمت حق الفيتو مع (امها السابقة الاتحاد السوفييتي) 123 مرة . ولذلك يرى  بعض المحللين أنه من غير المعقول أن تبقى خمس دول أعضاء دائمين في مجلس الأمن، تتحكم برقاب العباد دون حسيب أو رقيب. وقد حان االوقت لخلق نظام جديد إذا أرادت الأمم المتحدة إقرار الحق والعدل في العالم.

الدكتور محمد الدسوقى أستاذ الشريعة الإسلامية في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة، يؤكد " أن العالم تحكمه شريعة الغاب، لأن استخدام حق الفيتو من قبل هذه الدول الخمسة الأقوياء هو نوع من الاستبداد وآلة بيد هذه الدول لتوفير مصالحها، وبالتالى فان  هذه الدول  ومن خلال استغلال هذه الآلة تضحي بالشعوب المظلومة في سبيل منافعها، ولا تبالي لأجل توفير هذه المنافع بقتل الأطفال والنساء والأبرياء ".