[x] اغلاق
اسطنبول... مدينة الألف مئذنة تجسد سحر الشرق في طبيعتها ومعالمها التاريخية
9/11/2016 9:02

اسطنبول... مدينة الألف مئذنة تجسد سحر الشرق في طبيعتها ومعالمها التاريخية

الإعلامي أحمد حازم يكتب من اسطنبول

مدينة اسطنبول المعروفة تاريخياً باسم بيزنطة والقُسْطَنْطِيْنِيَّة والأسِتانة وإسلامبول، هي أكبر المدن في تركيا وخامس أكبر مدينة في العالم من حيث عدد السكان. وهذه المدينة التي تقع على مضيق البوسفور وتحيط بالمرفأ الطبيعي المعروف باسم "القرن الذهبي"  تعتبر مركز تركيا ثقافياً واقتصادياً ومالياً. وتمتد مدينة اسطنبول على طول الجانب الأوروبي من مضيق البوسفور، المعروف باسم "تراقيا" وعلى الجانب الآسيوي، وهي بذلك  المدينة الوحيدة في العالم التي تقع على قارتين.

كانت هذه المدينة عاصمةً لعدد من الدول والإمبراطوريات عبر تاريخها الطويل، فكانت عاصمة للإمبراطورية الرومانية والإمبراطورية البيزنطية والإمبراطورية اللاتينية والدولة العثمانية. وتقول المعلومات، ان اسطنبول في تلك الفترات كان لها أهمية دينية كبيرة عند سكانها وسكان الدول المجاورة. فكانت هذه المدينة، كما يقول التاريخ،  مدينة مهمة للمسيحيين بعد أن اعتنقت الإمبراطورية البيزنطية الدين المسيحي، قبل أن تتحول لتصبح عاصمة الخلافة الإسلامية من عام 1517 حتى انهيار الدولة العثمانية عام 1924.

مدينة اسطنبول المعروفة كإحدى أحسن وأشهر مدن العالم سياحياً، يطلق عليها مدينة الكنوز ومدينة التلال السبع ومدينة الماَذن وروما الجديدة، وليس من المستغرب أن يتم اختيارها عاصمة مشتركة للثقافة الأوروبية لعام 2010، وكانت معالمها التاريخية قد أضيفت في عام 1985 إلى قائمة مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة "يونسكو" الأممية. حتى أن الفرنسي نابليون بونابرت قال ذات مرة: " لو خيّرت في اختيار عاصمة للعالم كله لاخترت اسطنبول عاصمة له”.

ويعتز الأتراك، بأن اسطنبول مدينتهم العريقة تاريخياً، يوجد فيها طراز معماري يجمع بين الأبنية الحديثة والقديمة، والمساجد ذات المآذن المرتفعة، ويكفي اسطنبول فخراً انها مشهورة بكونها مدينة الألف مئذنة. وما دمنا في الحديث عن المآذن فلا بد من القول ان هذه المدينة يوجد فيها 3190 مسجداً، والمساجد التاريخية منتشرة في مختلف أرجاء اسطنبول، ولا يزال معظمها شامخًا بمآذنه العالية، وقبابه الفخمة الواسعة، والملاحق والساحات التابعة له.  ومسجد "السلطان أحمد" الذي يسمى أيضًا بـ "الجامع الأزرق" له ستة منارات وهو أشهر المساجد على الإطلاق، ويأتيه السياح من كل أنحاء العالم لرؤية روعة هندسته المعمارية وسحر تصاميمه. وهذا المسجد الذي بناه السلطان احمد، توجد أمامه مباشرة كنيسة "آيا صوفيا" وهو مشهد يجسد التعايش المسيحي الإسلامي.

والسائح الذي يزور اسطنبول، لا بد له من زيارة قصر ومتحف "دولما بهتشه"، وهذا القصر المتحف، وكما يقول التاريخ، بلغت تكلفة بنائه ما يعادل 35 طناً من الذهب، وعاش فيه ستة سلاطين عثمانيين وكذلك أول رئيس لجمهورية تركيا الجديدة.

مدينة بغداد كان لها مكانة في التاريخ العثماني، إذ يوجد شارع يحمل اسمها في اسطنبول، حيث يعنبر شارع بغداد الأكثر شهرة بين شوارع القسم الآسيوي وأطولها، ويمتد على مسافة 6 كلم في  منطقة كاديكوي kadıkoy . ويعود تاريخ الإسم إلى العهد العثماني، حين استولى السلطان مراد الرابع على بغداد في القرن السابع عشر، فسمي الشارع الذي كان يستخدم للتجارة والأغراض العسكرية باسم المدينة. وغالبية المناسبات السنوية مثل عيد رأس السنة والأعياد الوطنية، يكون لها  مراسم خاصة في شارع بغداد تختلف عن الأماكن الأخرى.

اللغة العربية عادت لتأخذ مكانها على الشواخص والإشارات العامة في شوارع اسطنبول، كلغةٍ ثالثة إلى جانب اللغتين التركية والإنجليزية, وهذه الخطوة تعد الأولى منذ قيام الرئيس التركي الأسبق  مصطفى كمال أتاتورك، بتغيير حروف اللغة التركية إلى حروفٍ لاتينية في العام 1928.

والحديث يطول عن مدينة اسطنبول وعظمتها التاريخية ومعالمها من قصور ومتاحف ومساجد. ولا بد في النهاية من الحديث عن "حديقة يلدز Yıldız Parkı" التي تقع على ضفاف البوسفور في منطقة بشكطاش Beşiktaş بالقرب من قصر" يلدز" الفخم الذي عاش  فيه السلطان عبد الحميد الثاني لفترة طويلة. وتتميز هذه الحديقة بالنوافير المائية والأنهار الصناعية الجارية والبحيرات. وتعتبر حديقة يلدز جنة مليئة بالزهور والأشجار والنباتات، التي تم جمعها من مختلف أنحاء العالم حيث تحتوي الحديقة على حوالي مائة وعشرين نوعاً من الأشجار يعود بعضها إلى العصر العثماني.

الشعب التركي بشكل عام طيب ولطيف المعشر، ويحب بلده بشكل لا يتصوره العقل.  ولا بد لي من قول كلمة حق، وهي أن فلسطين لها مكانة مميزة عند الأتراك. وعندما يعرف التركي أن محدثه هو فلسطيني يلقى مزيداً من الترحيب والإحترام، وأول شيء يسأله التركي: " كيف حال المسجد الأقصى".