[x] اغلاق
سكوت العالم(الحر؟!) على حرب الإبادة ضد المدنيين في حلب وصمة عار على جبين المجتمع الدولي
16/12/2016 7:40

سكوت العالم(الحر؟!) على حرب الإبادة ضد المدنيين

في حلب وصمة عار على جبين المجتمع الدولي

الاعلامي أحمد حازم

اتحاد منظمات الرعاية والإغاثة الكندية أصدر بياناً، كشف فيه عن حجم الكارثة التي يتعرض لها المدنيون في حلب، والأخطر فيه "إعلان المستشفيات المتعاونة عن استخدام النظام والطيران المساند له لأسلحة بيولوجية محرمة، ومنها غاز الكلور، والتي استهدفت فيها حي الكلاسة والأحياء المحاصرة هناك"، هذا الأمر مكن من تغيير موازين القتال في حلب لصالح سيطرة جيش النظام والموالين له على الأحياء الشرقية والبلدات المحيطة،البيان طالب "منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومجلس الأمن والدول التي تعتبر نفسها وصية على حياة شعوب العالم، بالتحرك السريع"  من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من البشر  في مناطق القتال في حلب. 

 إن الحرب الدائرة في سوريا، والتي تشرف على عامها السادس، لم يتوقع أحد أن تستمر طيلة هذه الفترة، وكان الرهان على سقوط الأسد ونظامه في العام الثاني من بداية المعارك، لكن وبسبب تحالفات إقليمية ودولية، استطاع النظام البقاء واقفاً على رجليه بسبب الدعم العسكري بالأفراد والعتاد من حزب الله الشيعي ومن إيران، وأيضاً من روسيا من خلال استخدامها الطائرات في مواجهة المعارضة. إذاً المثلت القاتل الاجرامي (إيران، حزب الله وروسيا) هو الذي غير كافة الموازين، وهو الذي سبب المجازر  في حلب.

الحرب السورية الدائرة بين المعارضة وبين النظام، ورغم بشاعتها وبشاعة الجرائم المرتكبة في حلب، والتي يظن البعض انها بداية (انتصار) هذه الحرب، كما أعتقد لا يتوقع أحد  متى تنتهي فعلياً، وقد تستمر أطول من الحرب العالمية الثانية التي استمرت ست سنوات.

محللون سياسيون أجانب، يتحدثون عن وجود قاسم مشترك بين الحرب العالمية الثانية  والحرب في سوريا، وهو الفترة الزمنية، لأن المعارك في سوريا تشرف على عامها السادس، وتم فيها استخدام أسلحة محرمة تماما كما تم استخدام مثل هذه الأسلحة في الحرب العالمية الثانية مثل القنبلة الذرية. وهنا أقتبس ما كتبه أحد المعلقين: " لم يستفد أحد من الحرب العالمية المدمرة، سوى إعادة بناء العالم من جديد حسب مخططات الدول المنتصرة، ولكن الفرق بين الحربين السورية والعالمية، إن الحرب العالمية قادها رؤساء وقادة دول ضد دول أخرى، أما سوريا فقادة النظام السوري يقودون حرب دمار ضد بلدهم ومدنهم وشعبهم"

وأنا، إضيف قاسماً مشتركاً آخر، لكن ليس بين حربين إنما بين  حلب وبين مخيم تل الزعتر. فحلب يدمرها نظام البطش والقمع في سوريا، وهو الذي دمر مخيم تل الزعتر بالقرب من بيروت تدميراً كاملاً  في العام 1976، عندما كان الجيش السوري يحتل لبنان في تلك الفترة الزمنية.  

يقول محلل سياسي: " إن المعارك الأخيرة في حلب، أظهرت بكل وضوح مدى بشاعة الروح الشريرة والمتوحشة التي تسكن القادة السياسيين والعسكريين وعلى رأسهم بشار الأسد، الذي استورد مليشيات قتل إجرامية مثل (حزب الله) و(فيلق القدس الإيراني) لتدمير بلده وقتل شعبه، بدعوى محاربة المعارضة ومن يساندها"،   وللتوضيح، فإن فيلق القدس الإيراني المعروف في إيران باسم (نیروی قدس) هي وحدة قوات خاصة للحرس الثوري الإيراني، ومسؤولة عن عمليات خارج إيران ويتبع مباشرة للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي.

معارك حلب أفرزت فئتين من البشر: فئة قذرة أخلاقياً وسياسياً أعربت عن ارتياحها لما حدث من مجازر في حلب بسبب القصف الروسي، لأن الشامتين غالبيتهم من رفاق بوتين (بقايا اليسار العربي القذر) حيث وصلت هذه الفئة  إلى الدرك الأسفل من اللاأخلاقية واللاإنسانية لاعتبارها ما حدث في حلب انتصاراً، لكن هناك فئة ثانية التزمت العقلانية في تقييمها لما يحدث في حلب، ورأت أن عمليات حرق الأرض السورية وحرق الشعب السوري في حلب، تندرج في إطار أساليب النازية، والتي ظهرت مجددا في حلب. المعيب أن العالم (الحضاري؟!) لم نسمع منه أي كلمة عما يجري من حرب إبادة في حلب.

نقطة أخرى لا بد من الإشارة إليها، وهي الموقف العربي الرسمي الممثل بالجامعة العربية، الذي لم يتحرك لغاية الآن بصورة فعالة. الملفت للنظر، أن الحكومة الجزائرية ذهبت بها الوقاحة إلى أبعد  من الصمت حيال ما يجري من مجازر في حلب مثل دول عربية أخرى. فقد أعلنت حكومة الجزائر عن إرسال 130 ألف طن من النفط المخصص للطائرات لدعم الدكتاتورية في سوريا لمواصلة عمليات الإبادة في حلب.