[x] اغلاق
الله يمهل ولا يهمل ... روسيا تقتل وتدمر في سوريا من أجل السيطرة على مصادر الغاز الطبيعي وتأمين القواعد العسكرية
29/12/2016 8:36

الله يمهل ولا يهمل ... روسيا تقتل وتدمر في سوريا من أجل السيطرة على  مصادر الغاز الطبيعي وتأمين القواعد العسكرية

الإعلامي أحمد حازم

هناك مقولة متعارف عليها في المجتمعات العربية تقول: " إن الله يمهل ولا يهمل". وهذه المقولة لها علاقة بالظلم، بمعنى أن الظالم فرداً كان أم جماعات أم دولة، سيلقى عقابه من الله عاجلاً أم آجلاً.  تقول الآية الكريمة: " وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ  سورة إبراهيم – ٤٢". وهذا يعني إن رب العالمين لا يتخلى عن المظلومين، وكل جائر أو قاتل سينال حسابه ولو بعد حين.

عندما تحطمت الطائرة العسكرية الروسية"تو 154" قبالة سواحل البحر الأسود، قبل أيام قليلة وهي في طريقها إلى سوريا، كانت تقل عسكريين كبار (بيتهم مستشارين وجنرالات)، أرادوا المشاركة في احتفال  كان سيقام في فاعدة عسكرية روسية في سوريا. الإحتفال وحسب المعلومات المتوفرة كان لسببين: أولهما ، ما أسموه ب "الإنتصار في حلب" حيث أن المجازر التي ارتكبها الطيران الروسي بحق الأطفال والنساء والمسنين وتدمير أجزاء من حلب تدميراً كاملاً،  والتنكيل بالجثث علانية في الشوارع، تم اعتباره انتصاراً ويستحق إقامة احتفال، في وقت يدين فيه العالم الحر هذه المجازر. والسبب الثاني المشاركة في احتفال خاص بعيد الميلاد. الأمر المهم بل في غاية الأهمية في هذا الموضوع، أن صحفياًً عربياً يقيم قي موسكو أخبرني أن العسكريين الذين كانوا على متن الطائرة، قا التقاهم بطرك موسكو وعموم روسيا البطرك كيريل الأول،  ليبارك لهم مهمتهم، علما بأن هذا البطرك كان قد أدلى بتصريحات سابقة تتعلق بالشرق الأوسط ولا سيما في سوريا، اعتبرها محللون سياسيون تصريحات تحريضية لا يجوز أن تصدر من شخصية دينية رفيعة المستوى. 

أهالي الضحايا في حلب، والأحرار في سوريا الذين يقاومون دكتاتورية النظام،  وكذلك  كافة الداعمبن للثورة السورية، من الطبيعي جداً أن يشعروا بالفبطة والسعادة لتحطم الطائرة ومصرع كل من كان على متنها، لأنهم كانوا ذاهبين في مهمة  تخطيط جديد لعمليات قتل الشعب في حلب وقد تكون المهمة أيضا في مدن أخرى. وبما أن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل الظالم على فعلته، فقد  تحطمت الطائرة العسكرية الروسية لتكون عبرة لمن يعتبر.

نقطة أخرى جديرة بالتوضيح عن السبب الحقيقي للتدخل العسكري الروسي في سوريا للدفاع عن النظام. يورد  المفكر السوري الدكتور عبد الكريم بكار، وهو أحد المفكرين البارزين في العالم العربي في تحليل له عن الدفاع المستميت لروسيا عن نظام الأسد: "إن منطقة  القلمون السورية التي يقاتل فيها حزب الله  بإشراف روسي، يوجد فيها كميات ضخمة من آبار الغاز، والهدف الروسي هو احكام السيطرة على المنطقة وما فيها من ثروات وتأمين خط الغاز القادم من حقل توينان مرورا بالقلمون الى الساحل. ويقول الدكتور بكار، إن مشروع توينان هو مشروع ضخم  لتصنيع الغاز ونقله وتقوم بتنفيذه شركة روسية، وأن احتياطي الغاز فيه يعتبر ثاني أكبر احتياط للغاز في العالم. وهناك تفاهمات بين نظام الأسد  وروسيا على شكل اتفاق سري مسبق تم  قبل الثورة، كي تستمر روسيا باستثمار هذه الآبار لقاء حصة لعصابة النظام.

ويرى المحلل أحمد عبد الطاهر في تحليل له حول هذا الموضوع نشره موقع (رسالة الاسلام) "أن العمل في الحقل مستمر حتى الآن، رغم ما تشهده سوريا من صراعات ومواجهات. والأعجب من ذلك أن تنظيم داعش الذي يدعي مقاومة النظام. يتولى حماية هذا الحقل، بناءً على اتفاق مع النظام السوري، حيث يقوم تنظيم داعش بحماية "حقل توينان"، بينما يتولى النظام السوري توفير المواد اللازمة والخبراء لاستمرار العمل في الحقل، الذي يعمل فيه خبراء روس يشرفون بشكل مباشر على هذا الحقل، بمعنى أن هناك صفقات بين النظام السوري وداعش وروسيا، لاستمرار العمل في الحقل، حيث تتولى عمليات التنقيب شركة "ستروي ترانس غاز" الروسية، واستنتاجاً مما سبق، يمكن القول ان الطيران الروسي لن يقصف معسكرات تنظيم داعش أو عناصره، وهذا الأمر يتضح  من وجود عناصر داعش بشكل مكثف في تدمر وفي منطقة الرقة وأماكن أخرى، ويمارسون حياتهم بشكل إعتيادي.

نتمنى لكافة القراء سنة جديدة مليئة بالسعادة وكل عام وأنتم بخير