[x] اغلاق
كيف لهذا النهر أن يترك ضفافه
20/2/2017 8:35

كيف لهذا النهر أن يترك ضفافه

هادي زاهر

 

قتلتنا " كوميديا الأخطاءْ* * ".. عتبي على مشايخ " شجرة الكرم" الأجلّاءْ.. كيف ترضون أن يتولى شؤوننا التربوية الغرباء
 وأنتم.. أينكم يا سدنة الثقافة.. ؟!!. لماذا ترتكبون جريمة الصمت في مواجهة الفحشاء.. ما هذه الركاكة، النحافة.. كيف لهذا النهر أن يترك ضفافه. ويا أعمدة التربية والتعليمْ.. وكيف لهذا الجبل العظيمْ.. أن يستقيل ويترك الذروة.. وكيف لهذه السفوح أن تستقيمْ.....

 

كنّا نظنّه كما نُحبُّ
كان يأتي بجعبته كلّ ما يُحَبْ
وكانت خطاه القويّة وموقفه صلب
علامة تضيء جُنبات الدربْ
وكنّا نصغي لبوحه الأصيلْ
عن عمق جذورنا
في تراب الوطن الجميلْ
وكان.. ثم كان.. ثم كانْ
يتقن التغريد خارج السربْ
ويعرف كيف يكون الإنسانْ
منذورٌ للمحبّة والنضالْ
وكان أروع ما يكون الرجالْ
بوصلة التائهين في السلم والحربْ
وكان يعلّم الأجيالْ
مثاقفة وارتقاءً نحو العلياء
كان نموذجا للتسامحْ
بين أبناء الشعبْ
وحتى في غموضه
كان البائن الواضحْ
كان يأسرنا بحديثه العذبْ
ولم نكن ندرك أن في ذات يومْ
قد تتغيّر نبضة القلبْ
وتتلاشى حقيقة الملامحْ
ونحن.. كم كنّا نتقن العومْ
في شبر ماءْ
وهذا هو الغرق الفاضحْ
أغرقتنا الكلمات/ الشعارات!
اللافتات
وها نحن عدّنا للوراءْ
وكأنّ كلً ما كنا به
محض هباءٍ في هباءْ
*****************************
ها أنتَ
حين امتطيت صهوة المنصبِ
تغيّرت مائة وثمانين درجة
أغراك الكرسيُّ وستائر المكتبِ
وتلك الزاوية المنفرجة
التي تطلُّ منها علينا
لا ترى منٌا أحدْ
وهل كثيرٌ أن تأتي إلينا
ونراك كاملاً مكتملا
وليس بنصف جسدْ
والنصف الآخر ملتصق بالكرسي
ليس له عملا
وكم حدٌثتنا عن الحراكْ
من أجل دعم كلّ المواهبِ
قم حتى نراكْ
واتخذ قرارك الصائب
لا نريد أنصاف الرجالْ
هل أنتَ حقيقة أم خيالْ
أم فضيحة لا تقالْ !
وها نحن نبكي ضاحكين
من هذه المصائب
*****************************
قتلتنا "كوميديا الأخطاءْ" *
أشبعتنا هذياناً وثرثرة
عن العودة للجذورْ
وعن الإخلاص والانتماء
وحين امتلكّت المقدرة
وأصبح لك عندهم حضورْ
تنكّرت للشعارات والمبادئ
وركلّت بقدميّك المعتقدْ
وبانت على حقيقتها المساوئ
فلم تعد الرفيق وابن البلدْ
أما زلت تعتقد أنّا سريعو الذوبانْ
سريعو التلاشي والانطفاء!
******************************
لسنا عمياناً ما زلنا نرى ونبصرْ
الآن نراك في دورك الجديد المبهرْ
فأنت خادم السيدة الأمينْ
تلك السيدة الغريبة/ البعيدة
كأن كلّ يومٍ لك قصة جديدة
ولك في كلّ يوم
دَوّرُ في تأجير الضميرْ
ساقية يجرّها ثورُ
مقابل الفتات وأرطال الشعيرْ
لسنا عمياناً يا سيدي
ما زلنا نرى، ونراك أبعد ما تكونْ
بيننا وبينك عوالم صعبة الاجتيازْ
وكأن رجوعك إلينا معجزة
أرأيت.. ما أتٌفه هذا الإنجاز
موتٌ في مزبلةٍ.. وباءٌ وباءْ
*****************************
عتبي على مشايخ " شجرة الكرم" الأجلّاءْ
قدّوتنا في السرّاء والضرٌاءْ
عَلامَ يتدخلون في كلٌ كبيرة
وينبشون كلّ صغيرة
على أملٍ أن تستمرّ المسيرة
ولكنّهم في مواضع الخللْ
وحين تكون كلّ الجدّوى للعملْ
يتوارون ويغضون الطرفْ
أو يشيرون إليه بمنتهى الخجلْ
ولا يهمسون ولو بحرفْ
كفى صمتاً أيها الشرفاءْ
كيف ترضون.. كيف
أن يتولى
شؤوننا التربوية الغرباء؟!!
لا تقفوا في حيرة
قال أن هذه السيدة هي الخبيرة
وكأن أبناء البلد أغبياء؟!!
تصدوا لهذا الزيف
لماذا ترتكبون جريمة الصمت
في مواجهة هذه الفحشاء
فأنتم في عجينتنا الخميرة
وأنتم قطن الجرحِ
أما آن له أن يكفّ عن النزفْ!
*****************************
وأنتم.. أينكم يا سدنة الثقافة
ويا أعمدة التربية والتعليمْ
ما هذه الركاكة.. النحافة
كيف لهذا النهر أن يترك ضفافه
كيف.. كيف
وكيف لهذا الجبل العظيمْ
أن يستقيل ويترك الذروة
وكيف لهذه السفوح أن تستقيمْ
وكيف.. كيف للصفصافة
وكيف.. كيف للسروة
وكيف للسنديانة والخرٰوبة والحورة
كيف لكلٌ هذه الذٌرى أن تنعم
بالصمودْ
فلا خلاف لنا مع شرفاء اليهودْ
عدوّنا الفقرُ/ الجهلُ/الظلمُ/ التسلٌطْ
والعنصريّة في كلّ أشكالها
والصهينة في كلٌ أعمالها
وكلّ من أشبعنا تنظيراً وبطولة
وفي أول غزواته
أفرغ علينا كلّ الحمولة
واكتفي أن يكون خادم الغرباء!

 

· ** كوميديا الأخطاء مسرحية لشكسبير، هي من أقصر المسرحيات واشدها هزلًا